![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
فلاح أمين الرهيمي
2024 / 10 / 15
إن الأحداث التي تخيم على المنطقة إذا تحولت إلى صراع وحرب سوف تنعكس على العراق وطن وشعب بالجوع والانهيار لأن اقتصاده ريعي استهلاكي يعتمد على مورد واحد وهو النفط وهو استهلاكي غير منتج وهذا يعني أن موارد وعائدات النفط تستغل في توفير الرواتب للموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية كما تستغل موارد وعائدات النفط في استيراد السلع والحاجيات والمواد الغذائية من خارج العراق وخاصة من إيران وتركيا كما يصدر النفط عن طريق تركيا واحتمال نشوب الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل كما هناك احتمال أن تشترك إيران بالحرب إلى جانب حزب الله اللبناني كما تشترك فصائل أذرع لإيران من اليمن والعراق وسوريا وهذا يعني أن العراق سيتعرض إلى ويلات الحرب من اشتراك الفصائل العراقية وربما تغلق أبواب تصدير النفط أو انخفاض أسعاره وكذلك غلق الحدود مع دول الجوار وتركيا وإيران التي يستورد العراق منها سنوياً بما يزيد عن عشرة مليارات دولار من المواد الغذائية والسلع والحاجيات سوف تقطع نهائياً لاشتراك إيران في الحرب التي تشترك بها أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب إسرائيل وفي كل الأحوال أن العراق سيتعرض إلى ضربة صاعقة تؤدي إلى جوع وانهيار الدولة العراقية التي تجعل العراق يدخل إلى فوضى عائمة بسبب اقتصاده الريعي الاستهلاكي وغير المنتج.
كان العراق في العهود الماضية قبل عام/ 2003 دولة صناعية وزراعية منتجة تكتفي بنسبة 80% ذاتياً إلا أن قادة الأحزاب السياسية كانوا أكثريتهم لاجئون في إيران قبل عام/ 2003 هرباً من ظلم حكم صدام حسين الدكتاتوري الدموي وبعد سقوطه عام/ 2003 تولى الحكم في العراق قادة الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة كما قطعت رقاب الأنهار التي تنبع من تركيا وإيران فأصبحت الأراضي الزراعية في العراق صحراء قاحلة غير صالحة للزراعة كما اهملت المصانع والمعامل السابقة وتصدأت ثم فككت وباعت (خردة) في دولة الجوار فأصبح العراق بدون صناعة وزراعة ذات اقتصاد ريعي وأصبح يستورد غذائه وسلعه وحاجياته بشكل خاص من إيران تركيا بالاعتماد على عائدات النفط ... وما يؤسف له أن كثير من الخبراء الاقتصاديين وأصحاب الرأي طالبوا رؤساء الحكومات السابقة والحالية بتجاوز العمل والاعتماد على الاقتصاد الريعي والعمل والمباشرة بإعادة العمل والاعتماد على الاقتصاد المنتج من خلال إقامة وتشييد الصناعة والزراعة في العراق وإن هذه العملية سوف تؤدي إلى سحب البطالة التي سببها تخرج المئات من الطلبة ورميهم في مستنقع البطالة لعدم وجود أعمال لهم وكذلك العاطلين عن العمل والآلاف من الفلاحين الذين هاجروا من الريف إلى المدينة بسبب تصحر الأراضي الزراعية لعدم وجود مياه الأنهار التي تسقي مزارعهم وانقطاع أرزاقهم فهاجروا إلى المدن من أجل العمل وتوفير لقمة العيش لهم ولعوائلهم ... إن جماهير واسعة من أبناء الشعب العراقي تطالب السوداني عندما تنقشع غيوم الحرب من سماء المنطقة وحدود العراق والدول الأخرى المباشرة فوراً إلى تحويل اقتصاد العراق إلى اقتصاد منتج صناعي وزراعي وسياحي والقيام ببذل الجهود والتهديد والمؤسسات الدولية والضغط على تركيا وإيران من أجل اطلاق مياه الأنهار وسقي الأراضي الزراعية العراقية وتخصيص المبالغ اللازمة لإنشاء وتشييد المصانع والمعامل الإنتاجية وجميع الأسباب والوسائل متوفرة خيراتها في الأراضي العراقية من حيث المواد الأولية والأيدي العاملة والفنية ويحتاج العراق الآن فقط إلى الإرادة والتصميم والتمسك بالوطنية العراقية ... وليكن مطلب جماهير الشعب مع حكم مدني ديمقراطي انهاء الاقتصاد الريعي الاستهلاكي وعوضاً عنه بالاقتصاد المنتج الصناعي والزراعي والسياحي.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |