مرافعة محامي الشيطان في التحريض على عدم نزع سلاح مليشيا الدعم السريع قاتلة الأرواح المدنية ومنتهكة السيادة الوطنية.

عبير سويكت
2024 / 10 / 12

‎مرافعة محامي الشيطان في التحريض على عدم نزع سلاح مليشيا الدعم السريع قاتلة الأرواح المدنية ومنتهكة السيادة الوطنية.

‎عبير المجمر (سويكت)

‎من التصريحات المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي السودانية وكذلك الوسائط الإعلامية في الآونة الأخيرة لما حملته من استفزاز للمشاعر السودانية من استرخاص لأرواح المدنيين السودانيين وتماهٍ مع أجندات مليشيا الدعم السريع المغتصبة والمنتهكة للمدنيين السودانيين ولعب دور محامي الشيطان من قبل قيادات قوى تقدم السياسة وقول أحد قادتها منتقداً قيام القائد العام للجيش السوداني بدوره وواجبه الدستوري والشرعي والقانوني والوطني في اتخاذ القرارات اللازمة والتدابير التي من شأنها أن تضمن أمن وأمان المدنيين السودانيين ومنها دعوة البرهان القائد الأعلى للجيش السوداني ورئيس السيادة الأمم المتحدة "نزع سلاح مليشيا الدعم السريع"، هذه الدعوة التي أثارت غضب قيادي الجناح العسكري لمليشيا الدعم السريع في تحالف تقدم السياسي وخرج علينا أحد قادتها في قناة الجزيرة متفلسفاً ومستنكراً دعوة البرهان القائد الأعلى للجيش السوداني ورئيس السيادة الأمم المتحدة "نزع سلاح مليشيا الدعم السريع" مبرراً هذه المرافعة الشيطانية عن ميليشيات الدعم السريع بأن المطالبة بنزع السلاح قيد يطيل أمد الحرب، ولله في خلقه شؤون عندما يترافع محامي الشيطان ليبرر لمرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات اللاإنسانية ولكن ليس غريباً على من سبق وبرروا أسرياً لاحتلال الدعم السريع لمنازل المدنيين العزل الضعاف.

‎عندما سمعت بهذه المرافعة الهزيلة التي لا ترتكز على أرجل استحضرت الحلقة الفكرية السياسية للمحلل السياسي الضليع مجدي خليل في حلقته عام على 7 أكتوبر، التي قارن فيها بين حرب السادس من أكتوبر والسابع من أكتوبر موضحاً تحليلياً الفوارق على النحو التالي:

‎السادس من أكتوبر بين مصر وإسرائيل كانت حرباً بين عسكريين وبين جيوش نظامية .

‎السابع من أكتوبر كانت حرب بين جيش إسرائيلي نظامي ومليشيات إرهابية غير نظامية غير متماثلة .

‎السادس من أكتوبر كانت خارج أرض إسرائيل والحرب حول سيناء في داخل مصر يعني أراضي مصرية، على حد تعبيره.

‎أما السابع من أكتوبر فكانت حرباً شنت على أراضٍ
‎.إسرائيلية بضرب أراضٍ إسرائيلية

‎السادس من أكتوبر كانت تلتزم بقوانين وقواعد الحرب واتفاقية جنيف .

‎السابع من أكتوبر لا تلتزم بأي قوانين حرب أو اتفاقيات دولية أو جنيف أو غير ذلك .

‎السادس من أكتوبر لم تكن تهدد وجود إسرائيل لأن أقصى طموح السادات كان الوصول للمضائق، يعني لم يكن يحلم بالدخول لأكثر من عشرة كيلو داخل سيناء على حد وصفه كانت آخر طموح السادات الدخول تقريباً لعشر كيلو داخل سيناء وأن يفتح قناة
‎.السويس المصرية

‎لكن السابع من أكتوبر كان هدفها تهديد وجود إسرائيل .

‎في السادس من أكتوبر لم تكن الأيديولوجية الإسلامية كبرت وتوحشت كما هو الحال الآن. حيث بدأت الصحوة الإسلامية بعد 79.

‎في السادس من أكتوبر كانت الحرب مع دولة مصر التي لها مطالب محددة هي تحرير أرضها تحرير سيناء من إسرائيل .

‎فأما السابع من أكتوبر فأهداف إيران وحزب الله وحماس تدمير إسرائيل أهداف الحوثي والميليشيات العراقية هي هدف واحد هو تدمير إسرائيل .

‎السادس من أكتوبر كانت الحرب مع دولة يمكن أن تعقد معها اتفاقيات سلام والدولة تلتزم بها .

‎لكن السابع من أكتوبر لا يمكن إجراء اتفاقيات سلام مع المليشيات لن تلتزم بأي اتفاقيات سلام وإن اتفقت سوف تخترقها عاجلاً أو آجلاً. موضحاً أنه سيزداد فرص عدم التزام المليشيات بالاتفاقيات لأنها في الأساس مليشيا وخاصة عندما تكون مدعومة من قبل أيادي خارجية ، وأشار في ذلك إلى إيران.

‎وحقيقةً عندما نتعمق في هذا التحليل نجده ينطبق على حال السودان:
‎الذي نجد فيه المنظومة العسكرية أي الجيش السوداني الوطني منظومة نظامية تخوض حربًا لردع تمرد مليشيا إرهابية بأفعالها وجرائمها، وهنا نلمس عدم التماثل في الكفات.

‎الحرب ليست خارج السودان أو على الحدود بل داخله ولم يكن للجيش دستوريًا أن يقف مكتوف اليدين.

‎هذه الحرب مليشيا الدعم السريع لا تلتزم فيها بقوانين الحرب وقواعد الحرب واتفاقية جنيف أو اتفاقيات دولية أخرى، لأن بغض النظر عن أنها مليشيا حتى الرتب العليا فيها ابتداءً من قائد أول قوات الدعم السريع حميدتي دقلو ومرورًا بالرجل الثاني عبدالرحيم دقلو وحتى الرجل الثالث القوني دقلو هذه المليشيا الاسرية لا يوجد واحد فيهم يعرف أو يفهم معنى قوانين الحرب وقواعد الحرب التي تدرس في الكليات العسكرية الحربية النظامية وهم أرجلهم لم تطأ قط تراب الكلية العسكرية الحربية وتاريخهم مرتبط تارة بجرائم دارفور وتارة أخرى بالارتزاق الميليشيوي وبيع البهائم والنهب والسرقة وقطع الطرق.

‎هذه الحرب في السودان أهدافها لم تكن مطالب شرعية تحرير أراضي كسيناء التي ذكرها المحلل بل هم في كل يوم وفي كل تصريح لهم وعلى رأس كل ساعة وثانية يغيرون ويبدلون الذرائع المزعومة سابقًا كأن حميدتي يقول إن الحرب ضد البرهان وليس المنظومة العسكرية في حين أنه كان فعليًا يقتل جنود المنظومة العسكرية يقتلون ويذبحون ويمثل بجثامينهم ثم يأتي ليقول إن هذه الحرب هي من أجل المدنية ولم نسمع قط بمدينة تكون عبر المدافع والدبابات والعنف والقتل والاغتصابات والمدنية لمن تكون؟ للمدنيين الذين تقتلهم مليشيا الدعم السريع نهارًا جهارًا وتغتصبهم وتنهب وتسرق ممتلكاتهم وتحتل منازلهم بمباركة الأسر السياسية الانتهازية وتجند أطفالهم قسراً بالمخدرات وتحت التهديد والوعيد وتروع وتخوف المدنيين وتهجرهم من منازلهم ومن قراهم! هل هذا يعقل! عن أي مدنية تتحدث هذه المليشيات؟ وعن أي ديمقراطية! و لم نعرف للديمقراطية إلا قنواتها الرسمية المتعارف عليها دوليًا صناديق الاقتراع ديمقراطية إرادة الشعب وعبر الشعب وليس عبر الدبابات والمدافع وعبر الانتهاكات وجرائم الحرب.

‎أهم ما ورد في حديث المحلل السياسي مجدي خليل تأكيده على أن الجيوش النظامية تلتزم بقواعد وقوانين الحرب وهو حال الجيش السوداني منظومة عمره أكثر من مئة سنة وتاريخها ناصع البياض، أما المليشيات كما ذكر الأستاذ مجدي فلا تلتزم بقوانين الحرب ولا تلتزم بالاتفاقيات والمعاهدات وهذا الحديث ينطبق على مليشيا الدعم السريع التي ابت ورفضت أن تلتزم بمخرجات اتفاق جدة والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، والأقبح من ذلك ممارسة المكر السياسي بتحريض من جناحها السياسي الماكر ومحاولات هذه المليشيات استغلال المدن الإقليمية والدولية وكذلك منابر التفاوض السياسية لشرعنة ذاتها والترويج لنفسها دوليًا ومحاولة فرض نفسها كأمر واقع، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: بينما لم تلتزم هذه المليشيات بمخرجات إعلان جدة ولم تطبقها لماذا تسارعت لمنبر آخر في جنيف؟ فما السر في التغيير من مدينة لأخرى؟ ما الفرق بين جنيف وجدة طالما الأهداف المعلنة هي نفسها ذات الأهداف ونفس مخرجات إعلان جدة؟ ولكن يبدو أن الرد على هذا السؤال في يد الكفيل، وقد صدق الأستاذ مجدي خليل عندما أكد على أن المليشيات عندما تكون مدعومة من قبل دول وتنفذ أجندتها لن تلتزم باتفاق وإن وقعت عليه ستخترقه عاجلًا أو آجلًا لأنها كما يقال عندنا في السودان "عبد المأمور" و "خادم الفكي المجبور على الصلاة"،" ومن لا يملك قوت يومه لا يملك قراره".

‎نواصل للحديث بقية

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي