|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عبير سويكت
2024 / 10 / 9
يسألونك عن الحركة الإسلامية ثم يسألونك عن الإخوانية، ثم يسألونك عن المؤتمر الوطني،هل هو صراع وطني أم سلطوي.
عبير المجمر(سويكت)
"اختلط الحابل بالنابل"
عندما تصرح الأحزاب الأسرية والبيوتات الانتهازية المتاجرة في شأن بلد بحجم السودان متلاعبة
ومتناسية قيمة الإنسان قائلين:
("المشكلة ليست مع الإسلاميين كتيار فكري ولا كجماعة منظمة المشكلة تنحصر في تنظيم محدود هو "المؤتمر الوطني").
هل بالفعل المشكلة ليست مع الإسلاميين ولا المنظومة الإسلامية؟ إذن ما هي المشكلة؟
خلال تواجدي في السودان في رحلة عملية واجتماعية دائمة أكثر من ستة أشهر، وكنت على تواصل مستمر مع الراحل المقيم السيد الصادق المهدي من أجل تعاونات مهنية، في ذات يوم عندما طلب مني الحضور في بيتهم في الملازمين للتفاكر حول مشروع عمل سيرفعني سابع سماء على حد تعبيره، فأجبت سأكون حضوراً إن شاء الله، وبالفعل ذهبت، فإذا بالإمام الصادق المهدي يخبرني بأن المشروع سيكون كتاباً هو صاحب فكرته وأنا من سأعمل على تحضيره وإخراجه، فأجبت بنعم لما لا فان فكرة تأليف كتاب تروقني ولطالما كانت لدي رغبة إصدار أعمالي الصحفية وكذلك أفكاري واجتهاداتي الفكرية في كتب وأن والدي قد شجعني على هذه الفكرة ولكن عوائق حالت دون تحقيق ذلك، حينها كان رده لي: إن موضوع الكتاب يحمل فكرته هو وأنا سوف أعمل على تطويرها وإخراجها فقلت له: لما لا، لكن ما هي الفكرة؟ فكان رده: الكتاب سوف يكون تحت عنوان: يسألونك عن الحركة الإسلامية في السودان ، قلت له: حسناً: لما لا، ولكن ما هي أهداف الفكرة؟ فرد: تقديم عمل نقدي عن الحركة الإسلامية في السودان وكيف أنها دمرت السودان، قلت له: إذن تريدني أن اجتهد في تقديم نقد للحركة الإسلامية في السودان؟ فرد قائلاً إنه لا يريد نقدي أنا ولكن كل شيء مرتب له وسوف تساعدني في ذلك ابنته رباح، فقلت له: يعني شنو كل شيء محضر له؟ وما هي مهمتي إذن؟ فكان رده أن هناك أسماء محددة من جماعات منسلخة من الحركة الإسلامية وناغمة عليها وأنا مهمتي أن أقوم بإجراء حوارات معهم وإخراج ما في معيتهم في نقد الحركة الإسلامية في السودان ثم احتفظ بالتسجيلات التي يجب أن أحرس على أن لا تنشر ولا تسرب ومن ثم سنجهز المحتوى وتكون لنا سفرة للإمارات، فسألته لماذا الإمارات وأنا لاحظت من خلال قراءتي لبعض كتيباته أن إصدار أغلبيتها كان في مطابع مصرية، فأخبرني أن الإمارات ناغمة على الجماعة وسوف يعجبهم هذا المحتوى وسيملونني ذهب من الساس للرأس وأن هذا العمل معهم سينقلني إلى سابع سماء، فقلت له: هل له أن يحدثني قليلاً عن الأسماء التي سوف أحاورها وكيف سيكون ذلك ؟ عبر الهاتف أم أقابلهم مباشرة فكان رده أن رباح هي من سترتب لذلك وتدخلني في تواصل معهم فقلت له لما رباح! وليس زكي سكرتيره الخاص والذي أنا معتادة على التعامل معه وأجد أريحية وسهولة في التعامل والتواصل معه فكان رده ان اخليني من زكي وأنا رباح ممغوصة من الجماعة وسوف تربطني بتواصل مع الممغوصين من الحركة الإسلامية في السودان وحينها دارت في رأسي أسئلة كثيرة حول ما مدى مهنية وأخلاقية هذا العمل لأني في نهجي العملي والمهني لطالما تعودت أن " أعكس الرأي والرأي الآخر" حتى أتمكن من إخراج محتوى ذو مصداقية ومهنية وشفافية وحتى تكون الصورة واضحة ومكتملة لدي القارئ وأن يكون عملي بعيداً عن توجيه الرأي العام والتأثير فيه لأجندة معينة، وكان هذا نهجي عندما طلب مني سابقاً تولي التوثيق الإعلامي لتحالف نداء السودان وقمت بذلك على أكمل وجه ولكن في ذات الوقت الذي وثقت فيه لأعمال تحالف نداء السودان إعلامياً وثقت كذلك للقوى السياسية والأصوات المعارضة لنداء السودان أمثال رئيس الجبهة الوطنية المعارضة على محمود حسنين وسكرتارية الحزب الشيوعي ببريطانيا راشد سيد أحمد الشيخ
الذي أصررت على أن أحاوره باعتباره من أشرس الأصوات المعارضة انذاك
بالرغم من أنه كانت هناك محاولات من جهات معينة في بريطانيا من تحييدي عن محاورته وتوجيهي نحو محاورة شيوعي آخر شاب جديد يدعى خالد ووصلت محاولات التحييد إلى تخويفي بأنه لديه سوابق اغتصاب نساء ولكن لم أحيد وكنت مصممة على محاورته لأنه كان صوت قوي.
وحاورت كذلك آخرين وبذلك غطيت إعلاميًا موضوع نداء السودان بحيادية ومهنية وشفافية وبطريقة متوازنة عكست فيها الرأي والرأي الآخر، ولكن في موضوع فكرة كتاب "يسألون عن الحركة الإسلامية" شعرت بأن الموضوع ليس فيه حيادية لأن الكتاب سوف يعكس فقط وجه نظر وتجربة المنسلخين من الحركة الإسلامية فقط أو على حد وصفهم الممغوصين منهم ومن سيرتب لذلك ويوجهني ويربطني بالشخصيات المختارة مسبقًا هو ليس زكي الذي أتعاون معه عادةً ولكن رباح التي على حد تعبيره ممغوصة منهم ومن ثم سيتولون عملية النشر ليسوا في مصر بل في الإمارات وعلى حد تعبيره لأن الامارات ممغوصة من الجماعة أي الحركة الإسلامية فبدت لي الحكاية واضحة أني سأكون "م ن" المغفل النافع لإخراج عمل لمجموعة الممغوصين وستعمل على ربطّي بهم شخصية ممغوصة منهم وستعمل على النشر والترويج دولة ممغوصة منهم، وهذا الكلام لا يشبهني مهنيًا، ولكن بما أني أكن احترامًا كبيرًا للسيد الإمام الصادق وأعتبره في مقام الأب الروحي واختلف وأتفق معه في أشياء لكن لديه مكانة كبيرة في نفسي، فبالرغم من تحفظاتي قلت له لماذا نحاور فقط المجموعات الممغوصة وفي إمكاننا الموازنة بمحاورة الأصوات الناغمة وكذلك الرأي الآخر حتى تكتمل الصورة، فرد عليّ لا طبعًا لأن فكرة الكتاب تنقد تجربة الحركة الإسلامية في السودان قلت له لكن عكس صوت واحد قد يُفسر بأنه عمل مُغرض فكان رده إذن نضيف معه نقدًا آخر للحركة الإسلامية في مصر، واستغربت وأنا أحاول باحترام وتقدير كامل أنا لا أقول له لا ولكن بان ألفت انتباهه أن هذا الموضوع ليس مهنيًا فقلت له، سعادة الإمام ولكن هل سنتنقدكم أنتم كذلك في هذا الكتاب؟ فتعجب وقال لي؟ لماذا؟ قلت له لأن على حسب علمي أنتم حزب الأمة و الانصار محسوبين على الجانب اليميني أو بالأحرى توصفون بالإسلاميين فهل أنتم فعلاً إسلاميون أم لا ؟ فإذا أنتم حزب الأمة والأنصار إسلاميون يجب أن نصطحب تجربتكم كذلك ضمن نقد التجربة الإسلامية في السودان، فرد عليّ بأنه شخصيًا "وسطي"، ثم أردف سوف تكون إذن فكرة الكتاب "يسألونك عن الحركة الإخوانية في السودان"، وهنا بدل الفكرة من "يسألونك عن الحركة الإسلامية" لي "يسألونك عن الحركة الإخوانية" حتى لا يشملهم النقد، وبعد حديث مع الوالد باعتباره صحفيا و ناشطا سياسيا و مؤلفاً لعدة كتب منها كتاب محفوظ في مكتبة الكونغرس الامريكية عن حرب الخليج و تجربته في التأليف قد تكون مفيدة لي و كذلك رأيه المهني فقال لي والدي : خليك من "يسألونك عن الإسلامية والإخوانية" واسأليه : ما دخل الإمارات في موضوع هذا الكتاب؟ ما هي دار النشر التي ستنشر هذا الكتاب؟ و وجّهني بان اطلب منه أن أكون أنا في تواصل مباشر مع دار النشر المعنية، مضيفاً: لتفهمي منهم أكثر حول موضوع هذا الكتاب، وعملاً بتوصية والدي المهنيّة في مقابلتي التالية مع الإمام الصادق المهدي سألته عن ما هي دار النشر ؟وموضوع الإمارات دا شنو ؟ قال لي : دي ما شغلتي أنا على المحاورة والاحتفاظ بالتسجيلات للمحتوى وكل شيء مرتب له وأننا سوف نسافر الإمارات التي سوف تقف على الموضوع مرددًا أنا الموضوع سيرفعني لسابع سماء والإماراتيين سوف يملونني ذهبًا من الساس للرأس، وفي نهاية الموضوع اعتذرت عن الموضوع لأنه لا يتوافق وطريقتي في العمل مهنيًا.
لم أكن أريد الكشف عن هذا الحديث ولكن تمادى البعض في الانتهازية والمتاجرة بقضايا الشعب بلا إنسانية ولا ضمير أمر مستفز ويحتاج لمراجعة جادة.
والسؤال الذي يطرح نفسه إن لم تكن مشكلة الأحزاب الأسرية مع الإسلاميين ولا المنظومة الإسلامية؟ إذن ما هي المشكلة؟ أظن أنها "فتنة السلطة" والصراع من أجل السلطة والمكتسبات والامتيازات التاريخية وكذلك حماية المال المدخر بالسلطة. والشعب ما "هو إلا وسيلة لتحقيق غاية ".
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |