قتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني

سعيد الوجاني
2024 / 10 / 2

" نظرا لقطع البوليس البليد DGST المجرم الانترنيت عن منزلي ، ساخرج لإرسال الدراسة من Cyber "
فعلا تمت تصفية الأمين العام لحزب الله اللبناني ، بعد تصفية الأمين العام لمنظمة " حماس " الاخوانية السيد إسماعيل هنية .. عملية التصفية لم تكن على البال ، سيما وان إسرائيل هي من كان يسهر على سلامة تنقلات هؤلاء ( القادة ) عندما كانوا يدخلون كم مرة الفضاء الإسرائيلي ، لتفادي حصول ضجة ، تستغلها كل الجماعات المتطرفة لخلق الفوضى بالمنطقة . فعملية استهداف هؤلاء القادة الاستثنائيين وليسوا بالعاديين ، وقادة اخرون كثيرون ، جاء على مضض ، حين سقطت حماس في الفخ الذي نصب اليها ، فخ الجمعة الأسود ، سواء من طرف دخلاء يتواصلون مع سلطة رام الله ، او جواسيس من مستوى قيادي عالي الرتبة ... فتنحية إسماعيل هنية ، كانت اغتيالا ، وعملية تصفية حسن نصر الله كان قتلا ، لأنه بخلاف استعمال المسدس الكاتم الصوت كما جرى مرات في لبنان في عهد " يهود باراك " ، عندما اغتال ثلاثة قادة فلسطينيين ببيروت ، او تفخيخ الهاتف ، او السيارة التي سيركبها الطرف المغتال او المقتول ، كما حصل مع الشگعة رئيس بلدية فلسطينية اظن الناقورة ، وحصل مع غسان كنفاني اديب " الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين " ، او مع حسن سلامة اليد اليمنى لعرفات ( القوة 17 ) .. وهو نفسه الاسلوب استعمله الجهاز الخاص السوري ، عندما اغتال الرئيس الروحي للحركة الوطنية التقدمية اللبنانية كمال جمبلاط ، وسمير قصير ، جورج حاوي الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني .. وهو نفسه المسدس الذي اغتال ناجي العالي الرسام الفلسطيني المسمى حنظلة بأمر من عرفات . واعطي نفس الامر العرفاتي لا غيال احمد جبريل القومي ، والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة ..
فتصفية كل هذا الرموز واخرها أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، لم يكن مفاجئا ، بل كان معطلا بسبب أسبقيات سياسية تبدو اهم من عملية الاغتيال ، خاصة اذا كان الاغتيال سيؤثر على مفاوضات إسرائيلية مرتقبة مع احدى الدول التي تقدرها إسرائيل كثيرا ، هي المملكة العربية السعودية . فكم برنامج اغتيال استبعد او تم تأجيله حتى لا تُضيع إسرائيل فرصة دخول اجواء البلاد العربية ، التي لا تعترف بإسرائيل ، لكنها لها وزنها في معادلة المفاوضات واللقاءات التي يحضر اليها الطرف الإسرائيلي ، وكان يمكن ان تحضرها بعض الدول العربية خاصة الخليجية ، وعلى راسها المملكة العربية السعودية ، والامارات العربية المتحدة ، والمغرب طبعا ، لأنه كان حجا يحج اليه الإسرائيليون للتشاور واخذ النصيحة ووجهة النظر من طرف الملك الحسن الثاني نفسه ..
ان عملية ضرب حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني ، من الناحية الاستراتيجية ، ومن ناحية الرسالة التي تريد إسرائيل توجيها لجهة ما كإيران ، كانت اهم من تصفية إسماعيل هنية . لان وصول إسرائيل الى تنحية الخطر المحلي ، الذي يروج للخطاب الإيراني ، كانت مقصودة . اما لو كانت إسرائيل حقا تريد تنحية حسن نصر الله ، لفعلت ذلك مرات كثيرة ، كانت روح حسن نصر الله بين ايديها .. فطالما كان غارقا في الصهيل والعويل ، فتلك خاصيته وخاصية ( الزعماء ) العرب ، لكن عند تجاوزه السقف المرسوم ، ويسمى بالحدود الحمراء ، هنا يجتهد الموساد Mossad الإسرائيلي ، الذي يعد مع وكالة المخابرات الامريكية ، والجهاز البريطاني والألماني ، من اقوى المؤسسات التي تنجح في ضربتها ، ولا تخطئها ..
ان السؤال الذي نطرح هنا . من هي المؤسسات التي لها يد وضلع في عملية قتل الأمين العام لحزب الله اللبناني ، وقبله إسماعيل هنية زعيم حركة حماس الاخوانية ؟ طبعا الجواب ليس بهذه السهولة حين نقول " الموساد " Le Maussade ؟ . الموساد Le Maussade قام بعمليات اكثر تعقيدا من عملية إسماعيل هنة ، وحسن نصر الله .. حصل هذا بنيقوسيا ، وبمالطا ، ولندن ، باريس ... لخ .. لكن في هاتين العمليتين ، يد الموساد موجودة . لكن . الم يكن هناك تنسيق مع وكالة المخابرات الامريكية ، التي أعطت السلطات المختصة الامريكية تقريرا عن أنشطة حزب الله اللبناني والأنشطة الغير مقبولة لسيد حسن نصر الله الأمين العام للحزب .. فقوة حسن نصر الله اكبر واخطر من حماس ومن إسماعيل هنية .. لكن من اين يكون الموساد ، ووكالة المخابرات الامريكية قد استاقوا المعلومات التي جعلت الإدارة الامريكية تصف منظمة حماس الاخوانية ، وحزب الله اللبناني الشيعي ، بالمنظمات الإرهابية ؟ .
هناك عدة سيناريوهات ، وكلها تتمتع بمصداقية المعلومات وبصحتها . لكن وفي نظري المتواضع ، قد يكون لمن قتل عرفات بالسم وهو بالمقاطعة ، واصبح منذ تصفية عرفات عميلا نجيبا عند " أمان " ، " الشاباك ، و " الموساد " ، وحتى مع الجيش الإسرائيلي . فمن قتل عرفات اصبح له مشكل واحد مشكل ، هو كيف الانتصار على حماس ، ولو بتصفية إسماعيل هنية ، وقيادات حمساوية من الرعيل المؤثر في صور الاحداث .. ان من صفى عرفات ، مستعد أي يصفي ما دون عرفات ، حماس وزعيمها هنية .. فكان يمكن التفكير ، بان يكون احد جواسيس سلطة رام الله ذا التأثير في الساحة ، ومزدوج اللعبة ، وله يد طويل مع قيادات مختلف التنظيمات الشيعية ، الموالية لإيران ، بان تكون قد زودته احدى هذه التنظيمات ، ببرنامج سفر إسماعيل هنية الى ايران ، ويكون هو من زود الموساد ، ببرنامج هنية ، خاصة عندما تم الاغتيال بطريقة احترافية لم تخلف وراءها اثرا ، دون ان تشهر إسرائيل دور الموساد الإسرائيلي Le Maussade في العملية .. وهي نفس الجهة تكون قد تقصّت معلومات دقيقة عن برنامج تحرك حسن نصر الله ، وتكون جهة ما قد وصلتها المعلومة ، ونقلتها في الحين سواء الى وكالة المخابرات الامريكية ، التي تكون قد زودت الموساد Le Maussade بالعملية .. ولا نستبعد تورط قادة من المخابرات الأردنية التي تنسق مع حركة فتح في العملية ، وتنسق مع سلطة رام الله محمود عباس قاتل عرفات ..
لكن السؤال .. اين يكمن الضعف ، حتى تصل يد " الموساد " الى إسماعيل هنية ، والوصول الى إسماعيل هنية الذي يعيش بغزة المحاصرة لم يكن صعبا .. بل الوصول الى حسن نصر الله ، ومنه اضعاف معنويات حزب الله .. وإسرائيل بصدد الحسم مع مشكل غزة ، ومع مشكل حزب الله اللبناني ..
وعند استعمالنا القياس بين الحالات المشابهة التي حصلت بأوربة ، وبلبنان ، وسورية .. يكون " الموساد " وراء جميع العمليات الحاصلة . لكن الموساد يشتغل في صمت ، ولم يسبق ان اعلن مسؤوليته عن عملية من العمليات التي حصلت وما اكثرها .. فعرفات عندما غادر لبنان / بيروت في سنة 1982 ، واتجه الى تونس الذي يعتبر رئيسها السابق المطاح به احد عملاء الموساد ، تكون الطائرات الإسرائيلية وبفضل الموساد ، وراء عملية اغتيال عرفات بتونس الذي نجى منها بأعجوبة .. ولم يعرف احد ما حصل ، باستثناء النظام التونسي ، وإسرائيل التي أعلنت ما حصل ليبقى العالم محتارا بين التأييد وبين الرفض والادانة . وكان المؤيدون للضربة كل العواصم الغربية ، وبما فيها بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية ، هم الأغلبية .. لكن دون تجاهل الجامعة العربية المصرية ، التي استنكرت الضربة ولم تدينها .. فالطائرات الإسرائيلية التي دمرت المفاعل ( النووي ) العراقي ، جاءت من السعودية .. مثل قطع إسرائيل لألاف الكيلومترات لضربة تونس ، مر بأجواء عربية ..
ان نقطة القوة بيد الموساد Le Maussade ، هو في اختراقه للأجهزة الأمنية للدول المفروض فيها انها ( عدو ) ، وتعاونه وليس اختراقه مع الدول العربية ، التي تعترف بدولة إسرائيل .. وهنا نطرح السؤال الرئيسي : إسماعيل هنية زعيم حركة حماس الاخوانية تم اغتياله بطهران ، وهو الضيف من المستوى معين ، يجب تخصيص حراسة استثنائية له . فتمت تصفيته بالفندق المليء بالمخابرات الإيرانية ، ومن جميع الأوصاف ، وتم اغتياله هناك .. وهو بين يدي الدولة الإيرانية ... وقتل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني العميل الإيراني ، ويعتقد انه يبلغ القيادة الإيرانية بالأنشطة السياسية والعسكرية اللبنانية ، وحتى العربية .. فهل حصل خطأ غير مسموح وقوعه ، خاصة وانهم يعتبرون إسرائيل بالعدو ..
فهل ان الاختراق الصهيوني اليهودي طولا وعرضا ، للأجهزة البوليسية الإيرانية ، هو سبب في اغتيال إسماعيل هنية ، وفي قتل حسن نصر الله .. نعم الموساد Le Maussade ، يخترق الأجهزة الإيرانية المخابراتية الحساسة ، فاصبح يقتل العلماء الذين يشتغلون بالبرنامج النووي الإيراني ، في النهار وليس في الليل ، الشوارع الرئيسية بطهران وبكل ايران ..
بل ان اختراق الموساد حتى للأجهزة المخابراتية لبعض الدول الاوربية ، خاصة ذات التوجه الاشتراكي والشيوعي ، هو من وقف وراء تسليم زعيم حزب العمال التركي الكردي PKK " أوجلان " الذي طلب اللجوء بإيطاليا الى تركيا .. والتسليم قام به رئيس الحكومة المنتمي الى الحزب الشيوعي الإيطالي " مكسيم داليما " حين صدّره الى عقر الموساد الإسرائيلي ب " كينيا " التي تعج بالموساد ...
ان العملية التي قام بها الموساد في تصفية حسن نصر الله ، تعد استراتيجيا نجاحا للموساد ، لكنها تعد ضربة ساحقة لحزب الله اللبناني ، لان الرسالة في الأصل ، ليس هي الحزب ، او حسن نصر الله ، كما لم تكن حماس ولا زعيمها إسماعيل هنية .. بل الرسالة كانت موجهة لإيران الثيوقراطية ، ولكل أعداء إسرائيل عبر العالم ..
وهنا يحق لبعض واسعي التفسير ، ان يعتبروا ان ايران حليفا لإسرائيل ، ومن ثم فاستعمالها للقضية الفلسطينية ، لغزو البلاد العربية ، بنشر المذهب الشيعي المتطرف ، للسيطرة على كنوز صلعم بالسعودية ، هو ما يشكل الخيار الإيراني الأساسي الذي يزيل اية شبهة في عداء ايران لإسرائيل .. فمنذ اكثر من ثلاثين سنة وإسرائيل تتحدث عن الخطر الإيراني ، وتهدد بضرب المواقع الاستراتيجية الإيرانية .. كما ان ايران تعتبر إسرائيل عدوها الأول بالمنطقة ، وانها ستمطرها بوابل من حجارة الابابيل Les Hirondelles ( الصواريخ ) .. لكن وباستثناء بعض التشنجات بين الطرفين التي لا قيمة لها ، لم يسبق لإيران ولا لإسرائيل ان دخلتا في حرب ، ولم يسبق لإيران ان أرسلت حجارة الابابيل ( الصواريخ ) لضرب تل ابيب ، ولا أرسلت إسرائيل طائرات F35 ، او F22 ، او F16 ، او F16 ... لضرب طهران ، او ضرب احدى محطات صناعتها النووية .. لكن إسرائيل لم تتوانى من ضرب المفاعل النووي العراقي ، وضرب محطات شبه نووية بسورية .. ان السبب ان عدو إسرائيل الأول ، وعدو ايران الأول ، هم العرب ، وليس الفرس ذوي الحضارة القديمة ، مثل الحضارة اليهودية الصهيونية التي ترجع الى اكثر من 3000 سنة خلت ..
ان الضحية كان ولا يزال العرب ، عند تخويفهم بالبعبع الإيراني ، للمزيد من السيطرة الغربية على ثروات المنطقة العربية . يحبون الأرض العربية ، ولا يحبون سكانها ...
الآن وقد نجح الفخ المبني لحماس ، في يوم الجمعة الأسود ، حيث استشهد اكثر من أربعين الف ضحية فلسطينية ، لا علاقة لهم بالإرهابي " السنوار " ولا " بابوعبيدة " ولا بعنتر بن شداد .. شهداء ذهبوا بالمجان .. وبقي قادة حماس على حالهم ، حتى اغتيال إسماعيل هنية .. حماس الان ، تدعو الى المقاومة ، ويظهر لا إجابة من قبل قيادات ( منظمة التحرير ) الفلسطينية .. التي دفنت راسها في التراب .. وتتمنى حلول يوم قضاء الجيش الإسرائيلي على حماس الإرهابية الاخوانية لتصبح غزة تحت سلطتهم .. لمزيد من تدفق الدولار الإسرائيلي بشكل ضرائب متنوعة ..
سيتم القضاء النهائي على معارضة الإسلام السياسي ، التي خلقتها إسرائيل لمواجهة منظمات التحرير في زمن ما ، وانقلبت عليها .. كما سيتم تسوية على الأرض لحزب الله اللبناني ، الذي تلقى ضربة ما بعدها ضربة ، ليس بغياب حسن نصر الله ، بل الأطر السياسية والعسكرية ومن كل الأنواع التي دمرتهم الطائرات الإسرائيلية ، فكم عدد الأطر .. ومن هم .. فحزب الله في وضعية نفسية خطيرة ، وإسرائيل تعلم بهذا . لذا فيجب انتظار الاجتياح بين ثانية ودقيقة ..
ومرة أخرى . كم عدد الأطر من مختلف المستويات ، دمرتها الطائرات الإسرائيلية بقُطْر 300 متر مربع مع حسن نصر الله ؟ ضربة كبيرة .. خسائر اكبر ..
كل من صفق ليوم الجمعة الأسود الذي كان فخا لحماس ، هو شخص مريض ، لأنه إرهابي يشجع الإرهاب .
وكل من صفق لاغتيال إسماعيل هنية ، هو مريض بسيكوباط يتلذذ بإيلام الاخرين ..
وكل من تشفى وفرح بمقتل حسن نصر الله ، رغم انه قدم البيعة ، بيعته للنظام الإيراني ، وتنَكُّره للجنسية العربية ، مما يجعل منه إيرانيا وليس عربيا .. هو انسان مريض ينزلق الى مستوى الخسيسين الانذال ..
القادم سيكون خطيرا بلبنان .. ونظرا للوضع النفسي المتدهور للحزب بعد مقتل حسن نصر الله ، ومقتل اطر كانت ترافقه .. ستستغل إسرائيل المناسبة لتمشيط المنطقة عن اخرها .. فهل نحن مقبلون على تغيير جديد للوضع بالشرق الأوسط ، وبشمال افريقيا ، خاصة قضية الصحراء الغربية المفتوحة على جميع الواجهات ..

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي