|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
رضي السماك
2024 / 10 / 2
"يا طالعين عالجبل" واحدة من أجمل أغاني التراث النسوي الشعبي الفلسطيني القديمة، ويقوم هذا الفن على "الموالاة" أو الترويدة"، أي ترديد بعض فقراتها عدة مرات، وهو نوع من الغناء الريفي الفلسطيني ذي إيقاع منغم متمهل. ويُقال بأنه كان يُؤدىٰ جماعياً بدون آلات موسيقية،لكن هذا الفلكلور الشعبي الجميل والذي كان في الأصل تردده النسوة ضمن الأهازيج الشعبية في مناسبات شعبية مختلفة،كالأعراس، أو أثناء حلب المواشي، أو عند تهيئة قوافل الجمال الأسفار الطويلة، وكذلك في مناسبات دينية متعددة،تمكنت النسوة الفلسطينيات بعبقريتهن الإبداعية الفذة من إعادة تشكيل تلك الأغنية وتوظيفها على نحو بديع لخدمة النضال الوطني المقاوم للأحتلال الأجنبي لفلسطين العربية.ويرجع بعض الباحثين الفلسطينيين هذا التوظيف إلى عهد السيطرة العثمانية،فيما يرجعه البعض الآخر إلى زمن الأحتلال الإنجليزي( الإنتداب).ويتمثل هذا التوظيف من خلال تشفير بعض كلمات الأغنية بمعلومات سرية مهمة مرسلة من رجال المقاومة في الخارج إلى المناضلين المعتقلين في سجون الأحتلال، وذلك عند زيارة الأمهات والزوجات الفلسطينيات إلى أبنائهن أو أزواجهن المعتقلين في السجون العثمانية،ثم تواصل هذا الفن الشعبي المقاوم جيلاً وراء جيل على أيدي النسوة خلال فترة الأنتداب، ثم توارثته بناتهن وحفيداتهن منذ زمن النكبة 1948 حتى ظهور المقاومة الفلسطينية ضد الأحتلال الإسرائيلي وخصوصاً بعد هزيمة 1967 .ويتم التشفير من خلال إضافة حرف واحد لبعض كلمات الأغنية، كاللام، مع الحفاظ على إيقاع الأغنية التراثية الأصلي.واشتهرت الفنانة الراحلة ابنة مدينة الناصرة، عاصمة الجليل، ريم البنا بتأدية هذه الأغنية.
و من أروع ما شاهدته من غناء لهذه الأغنية الأداء المشتراك للفنانتين الفلسطينية تيريزا سليمان والأسبانية صوفيا باللغتين العربية والأسبانية في رحلة بحرية مسائية على ظهر قارب حيث تظهران جالستين متقابلتين وهما تضربان إيقاع الأغنية بأيديهما على طريقة "الخبازة" في إعداد الطحين فوق طاولة قبيل خبزه في التنور.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |