مشروع الشرق الأوسط الجديد ينهض من بيات ه الشتوي

سعيد مضيه
2024 / 10 / 2

أفلت نتنياهو من مأزقه؟

بدأ نتنياهو يشعر بصعوبة الاستمرار بتسويق وتبرير مشهد الهزيمة المتمثل بنزوح أهل بلدات شمال اسرائيل عن منازلهم، وبتوقف جميع أشكال الحركة والحياة في المنطقة الشمالية؛ بات مطعنا في حكومته مرور ما يقارب العام على إبعاد سكان المستعمرات الشمالية عن منازلهم وأشغالهم ومدارس أطفالهم. يحمل خطورة على حكومة نتنياهو الابقاء على حالة اللا حرب واللا سلم مع حزب الله، خاصة بعد عودة الاحتجاجات الشعبية الى شوارع المدن الاسرائيلية وعودة الانتقادات معها لسياساته التي فشلت باستعادة المخطوفين من غزة، وفشلت بالقضاء على حماس، و انكشاف ارتباكات في السياسة العامة للحكومة بعد الحرب .
تولى نتنياهو قيادة حكومة مستقرة بعد انتخابات ديسمبر 2022، حيث نجح في الجمع بين بن غفير وسموتريتش ليحقق بعد أربع جولات انتخابية سيطرة اليمين المتطرف على الكنيست. لم يواجه نتنياهو وائتلافه العنصري أي معارضة ذات معنى من إدارة بايدن-هاريس، التي أصرت على وجوب خروج إسرائيل منتصرة؛ فالحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة لمدة أحد عشر شهراً قد كشف أيضاً عن عنصرية الطبقة السياسية في أميركا، حيث تروج عنصرية التفوق العرقي للبيض. تطلع بايدن الى خروج إسرائيل منتصرة بعد ان تكمل حملة إبادة العرق في غزة والضفة الغربية؛ بإسناد من الولايات المتحدة سوف تنجز هدفها المتوحش. القتل الجماعي وعنف الإبادة لإفناء الفلسطينيين أو تهجيرهم.
تصعيد العدوان الإسرائيلي ليشمل لبنان محاولة من جانب نتنياهو وزمرته الفاشية بدعم من إدارة بايدن لضرب حزب الله، الحلقة الرئيسة ورابطة العقد في سلسلة الممانعة والمقاومة للسيطرة الامبريالية –الصهيونية. سعى نتنياهو لإحداث اختراق ينجز من خلاله ما يعتبره انتصارا يعزز هيمنة الدولة الصهيونية وكيلة لمنظومة الامبريالية على المنطقة والعالم. تجلت محاولة الاختراق في هجوم عصر الجمعة 27 أيلول الدموي الواسع على ست مبان سكنية في حارة حريك، واستئناف الهجوم صباح اليوم التالي. حينئذ صرح الجيش الإسرائيلي بأن إسرائيل تسعى لتصفية حسن نصر الله وقيادة حزب الله.

الصهيونية بمضمون فاشي

يتحدث نجوم تلفزة المقاومة جميعا عن ضعف إدارة بايدن امام نتنياهو. وإذا كان بايدن هرما وخرفا الا يوجد بالولايات المتحدة دولة عميقة تدير الأموركافة؟ فالقضية ليست ضعف إدارة ، بل علاقة وثيقة تربط الليبرالية بالفاشية، علاقة لم يتوصل اليها نجوم التلفزة ولا يأخذونها بنظر الاعتبار.. تتقدم الفاشية لتسلم الحكم حين تبرز أزمة تشكل خطرا على سيطرة الاحتكارات يخشى ان لا تصمد الليبرالية بوجهها ، او مهمات جديدة تتطلب إسكات المعارضة أيا كانت؛ حينئذ تتراجع الليبرالية طوعا لأنها ملتزمة بمصلحة الاحتكارات . لم يحدث ان قاومت الليبرالية هجوم الفاشية، في أيطاليا الفاشية وألمانيا النازية ، وأثناء الدعم المطلق للإدارات الأميركية الليبرالية للانقلابات الفاشية في أرجاء العالم .
نتنياهو هو السياسي المفضل منذ زمن لدى المليارديرية اليهود، أقطاب الصهيونية ؛ وهو السياسي المشاغب ظاهريا على الامبريالية بزعم ان موقفه يتبين هو الأصح في النهاية لدى اختلافه مع الإدارة الأميركية؛ وحاليا تاكد الأمر الى حد بعيد؛ اعترضت إدارة بايدن على الحرب البرية في غزة، خشية انكشاف عجز جيش الاحتلال، وتلكأت في الموافقة على الهجوم على رفح؛ أبدت نفس الموقف تجاه غزو لبنان ؛ ثم أعلنت إدارة بايدن تأييدها القضاء على حزب الله أو إضعافه عسكريا وسياسيا لكي تطلق ايديها في إعادة السيطرة المطلقة على المنطقة.
ليس صحيحا ان المخابرات الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي وحدهما نفذا الاغتيالات بحارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية. لو ان خطة الاغتيالات توفرت لإسرائيل من قبل ما راوحت في موقعها اشهرا تنهك الجيش وتنهك الاقتصاد بعد ان استنفذت الغارات الجوية أغراضها .
المعروف ان الموساد الإسرائيلي يقيم علاقات تعاون مع المخابرات المركزية الأميركية ومع الخابرات البريطانية والألمانية. إلا ان نتنياهو، يتلقى الإرشاد والدعم من جهات عديدة . لا يستبعد ان يكون نتنياهو ممثل الصهيونية في ما يسمى الحكومة العالمية الخفية، والمكونة من نخبة النخب في مجالات الاقتصاد والمخابرات والسياسة والإعلام في الامبراطورية الامبريالية؛ هي حكومة غير منتخبة تعقد اجتماعاتها سرا و تقررفي قضايا دولية مفصلية . اختارت في حينه كارتر رئيسا للولايات المتحدة واختارت باراك أوباما . وحال الاختيار تنهال اموال الرأسمال السياسي على المرشح.
الحزبان الجمهوري والديمقراطي هما حزبان للاحتكارات الأميركية، يتناوبان الحكم وتحرص قيادة كل حزب على اختيار المرشحين الملتزمين بمصالح الاحتكارات في كل جولة انتخابية؛ أجهزة الدولة ، بما في ذلك الميديا المستقلة شكلًا، تعمل في خدمة الاحتكارات وتنفذ عمليات سياسية لا تدري عنها المجالس التشريعية، وهذا ما لا يخطر ببال نجوم التلفزة، ونقدم مثالا واحدا.
سئل عباس فنيش على فضائية الميادين كيف نجحت عملية اغتيال نصر الله، واستهل جوابه بالقول ان حسن نصرالله جليس الموت منذ ان تسلم المنصب، كان يعرف انه المطلوب رقم واحد من قبل المخابرات الأميركية والإسرائيلية ، وحبذا لو فطن الى مخابرات الأنظمة الأبوية العربية وجميع الأنظمة التابعة في العالم . ثم دار عباس فنيش وجال دون ان يجيب على السؤال، كيف امكن الوصول الى قائد المقاومة ، بل قائد عملية التحرر من سيطرة الامبريالية – الصهيونية ؟! لُغز تتابع الاغتيالات بالضاحية الجنوبية وبالذات حارة حريك بقي مبهما !. اغتيل فؤاد شكر ويمكن تبرير الظن ان اصطياد فؤاد حدث صدفة؛ لكن اغتيال ابراهيم عقيل وسبعة معه حال اكتمال تجمعهم في موقع الاجتماع لا يجوز بأي حال تبريره بالصدفة، إنما بالغفلة وغياب اليقظة الثورية . اغتيال عماد مغنية مؤامرة وكذلك اغتيال اسماعيل هنية وشخصيات قيادية لا مجال لذكرها الآن. جرى التنبيه لثغرة اليقظة الثورية في حركات المقاومة منذ اغتيال أبو على مصطفى. تم انتقاد نهج المقاومة بالمنطقة، مستظلا بتراث الخليفة عمر بن الخطاب، "رجم الله من أهدى إلي عيوبي" ، كان يشجع النقد والحوار النقدي. من المحتم مشاركة استخبارات دولية متعددة بالرصد، هل اداتها عناصر بشرية ام تقنية ؟ ربما نظم حزب الله حماية امنية متقنة في حينه ؛ غير ان الأمن عملية متحركة بتطور وسائل العدو وغاياته. الأمن الذاتي محاولة اختراق لأمن الأخر.
هجمات بعد ظهر الجمعة وضرب ستة أبنية بالصواريخ ثم استئناف العملية صبيحة اليوم التاليى تعزز الظن أن القتلة تاكدوا أين توجد ضحيتهم.
بدهي ان مصرع حسن نصر الله على أيدي الجيش الإسرائيلي وبالقنابل أميركية الصنع سوف يضاعف عربدة الفاشية بإسرائيل ؛ العنصرية والفاشية بارزتان بشكل صارخ في المجتمع الإسرائيلي، إذ تظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من اليهود الإسرائيليين يوافقون على تخريب حكومتهم لقطاع غزة ، والبعض يريد إبادته بالقنبلة النووية . حدث التفاف حول نتنياهو بعد احداث لبنان. وارتفع الصوت الأميركي يؤيد العدوان على لبنان ويوجه التهديدات لإيران . اميركا أطلقت أيدي نتنياهو في المنطقة ما يضعها جيال مخاطر جمة . ليس لدى الولايات المتحدة إطلاقا أي تحفظات بصدد وضع بيضها كله في سلة النظام الأكثر عنصرية وعدوانية توسعية الذي أنتجته إسرائيل.
تريد إسرائيل وتدعمها المنظومة الامبريالية، بدليل صمتها المطبق على الجريمة الإسرائيلية، قطع راس المقاومة لهيمنتها . الدول الكبرى ذات المصالح الاستراتيجية الكبرى بالمنطقة شعارها السكوت علامة الرضى . مما لا شك فيه ان تصفية القائد الجهادي وعدد من القيادات العسكرية تمت بجهود استخبارية –عسكرية دولية ، شاركت فيها المخابرات الإسرائيلية والأميركية والبريطانية والألمانية. فهذه الاجهزة تتحالف وتتبادل المعلومات ضد جميع المناهضين لسلطوية الامبريالية وامبراطوريتها.
كشف جوناثان كوك ، صحفي بريطاني مناهض للصهيونية ، المستور من تعاون الصهيونية مع النازية، وقال أن الصهيونية ببساطة تخرج من قفص( الليبرالية) أرغِمت نفسها على الانزواء داخله نظرا لحاجتها ادعاء ارتكاز أفعالها الى قاعدة اخلاقية واهتمام باسترضاء الجمهور في الغرب، لتعود الى طبيعتها الأصلية ، حركة توصلها عنصريتها الى الإبادة الجماعية.
تحلم الفاشية الصهيونية تحقيق حلمها بدولة خالصة لليهود، مع نزع الحقوق الأساس عن اي فلسطيني يقرر البقاء ؛ سوف تنتشي بنصرها المضمخ بالدم؛ ولسوف تحتفي بمجرمي الحرب،
ائتلاف اليمين اليهودي المتطرف، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أحاط نفسه بالفاشيين من دعاة الدولة الدينية.
ولسوف يقهر المحكمة العليا ويرغمها على الاستسلام، و يقصى عن الحكم وإدارة الجامعات الليبراليين والعلمانيين ، يهاجر بعضهم يأسا وينزوي البافون في زوايا النسيان. فرض الرأي الواحد، اللاعقلاني واللاواقعي ـ يشيع الركود بالمجتمع الصهيوني ويفعّل عمليات التآكل الداخلي. ربما يدخل نتنياهو في صراع حاسر مع الفاشيين ، تفقد الدولة الصهيوينة روحها؛ تتقوض من الداخل ولن تحتاج الى عدو من الخارج:


كشف جوناثان كوك ، صحفي بريطاني مناهض للصهيونية ، المستور من تعاون الصهيونية مع النازية، وقال أن الصهيونية ببساطة تخرج من قفص( الليبرالية) أرغِمت نفسها على الانزواء داخله نظرا لحاجتها ادعاء ارتكاز أفعالها الى قاعدة اخلاقية واهتمام باسترضاء الجمهور في الغرب، لتعود الىطبيعتها الأصلية ، حركة توصلها عنصريتها الى الإبادة الجماعية.
تحلم الفاشية الصهيونية تحقيق حلمها بدولة خالصة لليهود، مع نزع الحقوق الأساس عن اي فلسطيني يقرر البقاء ؛ سوف تنتشي بنصرها المضمخ بالدم؛ ولسوف تحتفي بمجرمي الحرب،
ائتلاف اليمين اليهودي المتطرف، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أحاط نفسه بالفاشيين من دعاة الدولة الدينية ،
ولسوف يقهر نتنياهو المحكمة العليا ويرغمها على الاستسلام، و يقصى عن الحكم وإدارة الجامعات والأجهزة الأمنية والإدارية الليبراليين والعلمانيين ، يهاجر بعضهم يأسا وينزوي البافون في زوايا النسيان. فرض الرأي الواحد، اللاعقلاني واللاواقعي ـ يشيع الركود بالمجتمع الصهيوني ويفعّل عمليات التآكل الداخلي. ربما يدخل نتنياهو في صراع خاسر مع الفاشيين ، تفقد الدولة الصهيوينة روحها؛ تتقوض من الداخل ولن تحتاج الى عدو من الخارج.
بحق كتب يوآف ليفين، الدكتور في سيكولوجيا علم الأعصاب السلوكي، " تشكل الممارسات الإمبريالية للإبادة الجماعية في غزة مخططًا للأعمال العدوانية المستقبلية في الجنوب العالمي ولقمع المعارضة داخل قلب الإمبراطورية".
وأوردت الكاتبة الأميركية كيتلين جونستون في إحدى مقالاتها " كلما كان الإدراك أكثر وضوحًا، كلما انتقلت الأشياء من الخلل الوظيفي إلى الصحة. وهذا صحيح سواء كنت تتحدث عن سيكولوجيتك، أو عن أكبر ديناميات القوة في العالم.
"ولهذا السبب تهاجم الحكومات القبيحة للغاية، مثل إسرائيل والولايات المتحدة، الصحافة باستمرار، وتنتج البروباغاندا ، وتتلاعب بالروايات، وتشارك في عمليات المعلومات عبر الإنترنت، وتستخدم الرقابة، وتعرقل الرؤية من خلال السرية الحكومية.
"الحقيقة عنهم قبيحة للغاية، لدرجة أنهم يكرسون الكثير من العمل لمنع رؤية الحقيقة".

نتنياهو يعلن رغبته في تغيير الشرق الأوسط، والدولة الصهيونية ، رغم ما يردها من اسلحة عالية التقنية ودعم مالي وسياسي وإعلامي ، فإنها أعجز من ان تنفذ لوحدها مهمة التغيير. نتنياهو يتصدر الجهود داخل الولايات المتحدة لإنجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة. الرجل داعية الفاشية داخل بلاده وعلى الصعيد الدولي. يصرح ان الانتخابات الراهنة سوف تكون الأخيرة بالولايات المتحدة، ويتوعد اليساريين ؛ وأميركا مؤهلة للفاشية ولديها تجربة السيانتور مكارثي، والعنف السياسي الموروث عن إبادة أصجاب البلاد الأصليين وإخضاع السود لنظام أبارتهايد لم يزل ساري المفعول.. واثناء ولايته عزز ترامب مواقع اليمين المتطرف في المحكمة العليا واجهزة القضاء وفي التعليم الجامعي وتعهد ميليشيات مسلحة تمارس الإرهاب داخل الولايات المتحدة. لم يتبق غير وصوله سدة الإدارة حتى يطبق النظام الفاشي على الطريقة الأميركية . حملة ترامب الانتخابية لا تعدو هذيانن عنصريا وفاشيا تتستر عليه الميديا وتقدم ترامب للجمهور مرشحا يحمل أفكارا خاصة.
كذلك هي دولة الصهاينة تنتهك ميثاق القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، حيث تنتهك المادة 3 من اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري؛ بموجب الميثاق الخاص "تتعهد بمنع وحظر والقضاء على جميع الممارسات من هذا النوع". يعني أن البلاد تنتهك الاتفاقية الدولية بشأن الفصل العنصري. علاوة على ذلك تشجع الدولة الصهيونية تحولات باتجاه اليمين في دول اوروبا والولايات المتحدة ، حيث تشيع عنصرية تفوّق المسيحيين البيض (ينضم اليهم اليهود)، وبهذه العنصرية يصمتون حيال الجرائم المرتكبة في غزة. تيار الفاشية يكتسب قوة متزايدة في سياسات الدول الامبريالية، خاصة في السياسات الخارجية. موقف الصهاينة جاء على مثال موقف الأب المؤسس للحركة، تيودور هرتزل:"سيصبح المعادون للسامية أصدقاءنا الذين يمكن الاعتماد عليهم أكثر، والدول المعادية للسامية حلفاؤنا". راى في اللاسامية حافزا يضغط لتهجير اليهود من بلدانهم الى فلسطين.
يجدر ملاحظة ان القادة الإسرائيليين، ونتنياخو بوجه خاص، الذين يعلون الصراخ ضد "لاسامية" معارضي نهج الأبارتهايد ، أقاموا تحالفات وثيقة، تمامًا كما أوصى هرتزل، مع دول معادية للسامية بشكل علني مثل المجر فيكتور أوربان. وبين جمهور ترامب تيار من اللاساميين.
الى جانب حرب الإبادة الجماعية ، وكما يشاهد العالم، تستغل حكومة نتنياهو والقوى والحركات الفاشية عملية السابع من أكتوبر من أجل تنفيذ مخططاتها السياسية على مستوى الساحة الداخلية الاسرائيلية وتأليب الرأي العام ضد مواطني الدولة العرب ومن لا يدعم سياستها الحربية أو من يعلن معارضته أو تحفظه منها. يعيش المواطنون العرب حالة إرهاب شوفيني جامح تغذيه القوى الفاشية وممثلوها بحكومة نتنياهو.
توطدت مواقع نتنياهو على الصعيد الداخلي، وربما يكون ذلك بصورة مؤقتة . استغل التصعيد العسكري على الجبهة اللبنانية لتعزيز مكانته السياسية داخل الأوساط الغوغائية الشعبوية الاسرائيلية ولضبط بعض ظواهر الفوضى والانفلات التي بدأت تظهر داخل توليفة إئتلاف حكومته وتؤثر على صورته كقائد سياسي محنك وقوي يجب ألا يجرؤ أحد من داخل حزبه وحكومته أن يتحدى زعامته أو أن يتمرد عليها؛ كما انه أجهض محاولات أحزاب المعارضة لتحديه وإرغمها على الصمت ، بل الالتفاف حوله، حيث انها تساق بذات الأهداف الشعبوية العنصرية .
الجمهور اليهودي داخل إسرائيل ملتف حول العدوان الحالي؛ فقد نجحت بروباغاندا الصهيونية ونظامها التربوي، ومجمل نهج الأبارتهايد طوال ثمانية عقود في شحن أجيال اليهود داخل إسرائيل بالكراهية العنصرية وتبني كل ما تطرحه إيديلوجيا الصهيونية من تفرد بتمثيل اليهود وبالتالي اعتبار نقد ممارسا إسرائيل رؤية لاسامية . وتجد هذه الرؤية تأييدا واسع النظاق داخل المجتمع الأميركي .
يحاول نتنياهو أن يرسم بواسطة نيران حروبه الحالية "خارطة جديدة للشرق الأوسط " كما صرح في أكثر من مناسبة؛ ينطلق أولا من القضاء على حزب الله أو إضعافه وتهميشه في الحياة السياسية اللبنانية ، يتوهم ان ذلك يتبعه استسلام حماس وتصفية الوجود الفلسطيني على أرض وطنه . بعد ذلك يحدث التغيير بالشرق الأوسط من خلال احياء "حلف ابراهيمي" جديد أو ما يشبهه، بحيث تتوسطه اسرائيل تضع المنطقة تحت حمايتها، مع رعاية الولايات المتحدة كقوة مناهضة للنفوذ الايراني في بعض دول المنطقة.
بالمقابل حدث ارتباك بين جمهور المقاومة؛ في مجتمعاتنا، حيث تشيع عبادة الفرد، عول الكثيرون على قيادة حسن نصر الله دونما اعتبار لوطنية الجمهور الواسع الذي يحتضن المقاومة. يعتقدون بتأثيرالقادة على الجماهير ولا يرون تأثر القادة بالحراك الشعبي وتضحيات الجماهير. وبعد غياب نصر الله ربما ينفض عن حزب الله الكثيرون داخل لبنان والمنطقة العربية سايروا حزب الله في إصراره على إسناد الشعب الفلسطيني بغض النظر عن العواقب، وذلك بناءً على انجازات الحزب الجهادية وقوة شكيمته؛ وربما تتخلخل مواقفهم ليس بسبب غياب السيد حسن نصرالله ، إنما حيال ضغوط التحالف الامبريالي – الصهيوني للعودة الى مسيرة التحالف الإبراهيمي. فالموقف الراهن يتميز بالترقب والانتظار.
يبقى الشعب الفلسطيني عرضة لهجمات عصابات بن غفير. أسراه داخل سجون بن غفير يعانون أقسى معاملات عرفتها سجون ألعالم؛ يموت السجناء تحت التعذسيبويقتل السجناء عمدا بإطلاق الرصاص. لم يعد التعسف مقتصرا على الغوغاء المستوطنين ، فقد دخل جيش الاحتلال نفس ممارساتهم . في الساعة الواحدة من فجر يوم الخميس 26 أيلول الماضي توزعت مفرزة عسكرية على 180 بيتا من بيوت دورا ، البلدة التي تضم اكثر من خمسين الف نسمة جنوبي مدينة الخليل، وراحوا يكسرون ويحطمون ثم انسحبوا دون سؤال او اعتقال مشبوه . زرنا احد البيوت وقال دخلوا علينا عرفة النوم بعد أن كسروا الباب الخارجي . راحوا يهشمون ويكسرون ، يرمون الصور التي لا تعجبهم ويهشمون صور الشهداء. فتشوا وحملوا ما عثروا عليه من أموال ومصاغ الذهب؛ ثم غادروا.
فماهي الرسالة؟ هل هي التدريب ام هي التهيئة لقسوة أشد. بعض الغزوات تتم من خلال ثغرة تحدث في الجدران الخارجية!!

إيران دخلت المواجهة
كان حسن نصر الله قد استثنى إيران وسوريا من دخول المواجهة في المرحلة الراهنة؛ ودأب حكام إيران على التصريح بتفضيل السلام رغم التهديد والوعيد من جانب نتنياهو والمسئولين الأميركيين. يبدو ان المسئولين في إيران أدركوا بعض اختلال في توازن جبهة الممانعة مع جبهة العدوان، وان تطاولات نتنياهو تجاوزت الحدود، فقرروا دخول حلبة الصراع . التحالف المشئوم يهاجم إن شعر منك خوفا او ترددا ، ويهرب إن هاجمته. فعلا بعثت صواريخهم العزائم لدى من عانوا الإجباط، وربما اعادت الوعي لبعض العناصر داخل لبنان؛ حقا عدلت التوازن.
كان اقتصار حملة إيران وضربات حزب الله على المواقع العسكرية وتجنب المدنيين داخل إسرائيل تأثيره الكبير على العالم، حيث أتيحت لهم المقارنة بين مواصلة هدم البيوت على رؤوس ساكنيها كل يوم ومرات عدة على مدى عام كامل وبين تعمد تجنيب المدنيين مخاطر الحروب طبقا للاتفاقية الدولية . المناضلون من اجل الحرية يتصرفون بالمحبة ، بينما العدوانيون الامبراليون والصهاينة تحركهم الكراهية البهيمية والأحقاد المدمرة، تصرفات همجية تلهم جبهة الامبريالية -الصهيونية. حقا ما قاله نتنياهو امام الكونغرس الأميركي ، مايدور حرب الهمجية ضد الحضارة وفشل في تمثيل الدور الحضاري في الحرب الدائرة حول فلسطين منذ أكثر من قرن.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي