|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
صبحي خضر حجو
2024 / 10 / 2
الحلقة الــ 9
وكانت النتيجة ، ان القوى القومية برمتها ويوسائل اعلامها المساندة ، من وسائل اعلام مصر انذاك وبتوجيه مباشر من رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبد الناصر، وسكوت عبد الكريم قاسم واعلامه ، عملت المستحيل من اجل ان تلصق تلك الاحداث بالشيوعيين ، وفعلا تأثر الناس بتلك الدعاية ، والصقت بالحزب الشيوعي ، وكانت تداعياتها على الحزب الشيوعي كبيرة جدا ، خاصة بعد ان استعادت القوى القومية والرجعية ورجال الدين المتحالفين معهم ، مكانتهم السابقة ، وقيامهم بحملة الاغتيالات المعروفة جدا انذاك ، اذ اغتيل اكثر من ( 800 ) من اعضاء وكوادر الحزب الشيوعي ، في وضح النهار في مدينة الموصل وحدها !! ، وبتشجيع من قاسم نفسه ، والقتلة كانوا معروفين ويعلنون عن انفسهم بكل فخر ومباهاة !!، ودون ان تتخذ سلطات قاسم ، اي اجراء ضد هؤلاء القتلة من القوميين والبعثيين !!! لا بل كانت تشجعهم ، وذلك للحد من تأثير وشعبية الشيوعيين ، والذي كان تفكيره الضيق ، وحبه للتمسك والبقاء في للسلطة ، يقودانه الى هذا المسار الذي جلب النهاية التعيسة لنفسه ، وللقوى الديمقراطية والمعتدلة وبالتالي للشعب بأجمعه !!!.
بحيث لم تقم قائمة للحزب ، في مدينة الموصل ، منذ ذلك التاريخ ولحد الان تقريبا !!! واذا ما قامت ، فانها تكون ضعيفة وهزيلة جدا . علما ان مدينة الموصل ، هي ثاني مدينة بعد بغداد من حيث الكثافة السكانية ، والسعة العمرانية لها ايضا .
واذا ما كانت لكل من له الرغبة بالمعلومات الاضافية والتفصيلية ، في هذا الشأن ، عليه الرجوع الى مقالات وبحوث الكاتب الموصلي القدير حامد الحمداني ، والحق يقال انه قد برع وابدع ايما ابداع في شرح وبواقعية ظروف تلك المراحل والمسببات والنتائج لها .
وهكذا كان الامر ، في مختلف البلدان النامية ايضا ، وبعد " التحرر " من مستعمريها " ، تعيد نفسها دورة الزمن ، بكل تفاصيلها تقريبا ، مع وجود بعض الفروقات غير المهمة بين كل تلك التجارب ، في عودة الانتهازية ، وسيطرتها التدريجية على مقاليد الحزب ، اي حزب كان ، والحكم ايضا !!!
وهنا تنطبق المقولة الفلسفية الشهيرة ، والتي لا اعرف بالضبط لمن تعود ، ويقال انها تعود الى المفكر والفيلسوف كارل ماركس ، والتي تقول : ان الثورة ، يفكر بها ويخطط لها الفلاسفة والعظماء ، وينفذها " المجانين "الشجعان ، ويجني ثمارها الانتهازيون الجبناء .!!!!
وهذا القول بوجهة نظري صحيح مائة بالمائة ، وهو ساري المفعول من بداية مسيرة البشرية ولحد الان .
وبرغم القدرات الهائلة التي كانت لدى الاتحاد السوفياتي والدول " الاشتراكية " الاخرى ، في الكثير من الامور ، وكذلك انجاز الكثير من المشاريع العملاقة ، في اوطانهم ، وفي البلدان الاخرى النامية بشكل خاص ، والمساعدات التي لايمكن احصاؤها ، للدول الفقيرة وحديثة التحرر والنامية بشكل عام ، ووقوف تلك المنظومة ، وما شكلته من تحدي كبير ، ومعتبر لمنظومة الناتو والرأسمالية بشكل عام ، ومع كل الايجابيات التي كانت لديها ، الا انها ييدو مع شديد الاسف ، كانت منخورة من الداخل ، من تتظيمات الحزب والذي طغى الفساد عليه ، وذلك بسبب انه امتلاْ بالانتهازيين ، وسيطروا على كل مفاصله ، ولم يبقوا اي صوت للشيوعيين المخلصين لقضيتهم ولوطنهم ، فقد كانت البداية للقضاء على المخلصين من البلاشفة والشيوعيين فيما بعد ، من وقت ستالين ، اذ حبكوا الكثير من المؤامرات ، والخطط الجهنمية والمعقدة للتخلص من هؤلاء المخلصين ، ولانهم شكلوا عقبة كأداء امام هؤلاء الانتهازيين لتنفيذ مخططاتهم المريبة والخطيرة ـ ومع كل الاسف كانت الغلبة للانتهازيين ، وتمكنوا من كسب واقناع ستالين ، ذو الطبيعة شبه الدكتاتورية ، واحدث فيهم المذابح الرهيبة ، ويقال
انه في سنة واحدة ، بعتقد انها كانت سنة ( 1933ـ 1934 ) قضى على اكثر من ( 700 الف شيوعي ) مخلص لحزبه ووطنه ، وبذلك فقد تهيأت الاجواء منذ ذلك التاريخ ، لسيطرة الانتهازيين والوصوليين على الحزب ومقدراته .
وبذلك التغيير ، لا بل الانهيار الدراماتيكي المجلجل ، الذي اصاب كل " المنظومة الاشتراكية " دفعة واحدة ، كان مذهلا بكل معنى الكلمة ، ولم يصدق بعض اليساريين والشيوعيين والملايين من المتعاطفين مع افكارهم ومع " المنظومة الاشتراكية " بذلك الانهيار وكان لهم كالحلم الذي يمكن ان يصحوا منه في يوم من الايام !!!!!
لكل تلك الاسباب ، اعود واقول ، ان القيام بأعمال ومهمات ، خاصة الكبيرة منها ،ودون نضوج الظروف التي تساعد على بقاء واستمرار ذلك الحدث متألقا ، حتما سيكون مصيرها الفشل المريع !!!
لم يكن بالامكان قط ، ان ينجح بناء الاشتراكية في اليمن ا!! لذي كان يعيش المراحل الاقطاعية والقبلية !! فضلا عن التخلف الثقافي والاجتماعي والفكري ومن جميع النواحي ، كذلك الحال في الصومال والكونغو ، وكل -البلدان ، التي كان البعض سواء ، من شعبها او من الاخرين ، يحلم بتحولها الى الاشتراكية بين ليلة وضحاها .
وبغض النظر عن كل الاسباب ، التي يمكن ان يفكر بها المرء ، والتي ادت الى ذلك الانهيار المريع لتلك المنظومة ، الا اني اقول ان السبب الاساسي ، والهام جدا جدا ، هو ما قلته في البداية ، من تجاوز فلادمير لينين ، مع الاسف لمقولة ماركس الشهيرة ، من ان الاشتراكية لن تقوم لها القائمة ولن تبنى ولا يمكن تطبيقها ، الا في البلدان التي يتوفر فيها العاملين المهمين ، ألا هما : وصول المجتمع الى حد كبير من الثقافة ، مع وجود تطور تكنولوجي كبير في ذلك البلد ...
وكما نرى بعض التطبيقات لهذا القول لماركس ، في بعض او اغلبية البلدان الاوربية في تطبيقها لبعض الملامح الاولية من الاشتراكية !! وذلك بوجود وتوفر ذلك الشرطين ، العدالة وتطبيق القانون على الجميع ، والمحافطة على كرامة الانسان ، والمساعدات الاجتماعية لمن يحتاجها وقضايا العلاج والاهتمام الزائد بجميع المرضى ودون اية تفرقة كانت ، ومجانية التعليم و.. الخ ، والاهم في هذا الامر هو الديمقراطة التي تتيح الانتخابات الديمقراطية ، التي تساعد على كشف الفساد اينما كان سواءا في الاحزاب او مفاصل الدولة المختلفة !! . وكل هذه الامور الهامة تدخل ضمن المجتمع المثقف ، الى جانب توفر التكنولوجييا المتقدمة وازدهار الصناعة والزراعة و,,,, الخ ودور النكنولوجيا الحاسم في مجالات التواصل الاجتماعي بكل فروعه واقسامه ، والتي ساعدت ان يتحول كوكبنا الارض الى قرية صغيرة !!.
وهذه الخطوات التي نحسبها انها قريبة جدا او انها مقدمات مهمة قبيل الاشتراكية ،!!!
لماذا وصلت هذه البلدان الى هذا المضمار من التقدم ؟؟ انه بصراحة ، لتوفر ، العاملين الاساسيين ، الا ، وهما توفر التكنولوجيا المتطورة ، وبلوغ المجتمع مرحلة هامة من الثقافة !!! .
بحيث كان مفعول هذه الثقافة كييرا جدا ، من خلال الديمقراطية التي وصلت لها هذه البلدان واستطاعت شعوبها بوعيها وثقافتها من فرض الديمقراطية على الاحزاب التي تتولى السلطة وعلى تلك السلطات التي ، يجب عليها ان تحترم آراء الناس ومشاعرهم ايضا ، اذا ارادت البقاء في السلطة ، والا لا مكان لها في ادارة الدولة !!! .
ان هذه النتائج ، انهيار كامل المنظومة "الاشتراكية " وبهذا الشكل ، رغم استمرارها لاكثر من سبعة عقود ، ورغم الانجازات الكبيرة في بعض المجالات ،ومساعداتها الكبيرة والمتنوعة للبلدان النامية وشعوبها ، الا انه يثبت ان عدم تطبيق الديمقراطية بالشكل الصحيح كما في البلدان الاوربية وان كانت رأسمالية ، ودور الانتهازيين في جعل الحزب الشيوعي منخورا من الداخل وابعاده عن تمثيله الصحيح للطبقة العلملة وبقية الشرائح الاجتماعية الحاضنة له ، كان سببا من الاسباب التي ادت ، لفقدان الحزب الشيوعي لشعبيته ، وابتعاده عن الطبقة العاملة والفلاحين بشكل خاص ، وعن بقية الناس والشعب بالتالي !!! .
يتبــــــع
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |