بين النقد والنقض في بناء الحضارة

ياسر جابر الجمَّال
2024 / 10 / 2

إن فكرة رفض النقد أو التقويم، أو ما يقوم مقامها من المصطلحات المعرفية بدافع أنها ضد الوطن أو الانتماء، هي بذاتها فكرة مغلوطة معرفيًا وعقليًا.. فلا يمكن لشخص يريد رفعة الأوطان أن يكون هذا سلوكه أو منهجه، والأدهى من ذلك عندما يتحول النقد إلى اتهام جزافًا بالخيانة، وإلصاق التهم بكل من يحاول النصح أو الانتقاد، وقولبته في إطار معين حتى يتم القضاء عليه بكافة السبل.. هذا نوع من ممارسة السلطة في غير موضعها، ومضاد لفكرة الديمقراطية التي أقامها العرب في أمتنا، وقد رصد السيد حافظ يرصد في مذكراته هذه الصورة بوضوح عندما قال: "هناك من يعتقد أنه عندما ينتقد شخص ما الأوضاع أو التاريخ، فهذا يعني أنه لا يحب مصر أو الوطن، هذا ليس صحيحًا، في بريطانيا على سبيل المثال، لم يزعج أحد عندما انتقد برنارد شو النظام أو التعليم أو الصحة، بل بالعكس، نقده كان له تأثير إيجابي.. عندما قال برنارد شو إن بريطانيا العظمى ليست سوى حانوت بقال عفن، لم تتأثر بريطانيا بذلك؛ لأنها كانت تحب بريطانيا بصدق، ونقده كان بناءً وأدى إلى تحسين الأمور."
هذه الأمثلة توضح أن الانتماء لا يعني عدم النقد، بل هو القدرة على الإسهام في تحسين الوطن والنظر إلى ما يمكن فعله لتحقيق ذلك الأوضاع.. تحية إلى كل من يسعى للتطوير والإصلاح، وإلى كل من يعبر عن انتمائه الحقيقي للوطن من خلال النقد البناء."
ويضيف السيد حافظ: "الصحف المصرية تقول، وليس أنا، إن هناك 140 ألف مصري هاجروا في السنوات الماضية إلى إسرائيل وتزوجوا وعاشوا هناك، ولهم الجنسية المصرية والإسرائيلية.
- هل هؤلاء مصريون أم لا؟
- هذه قضية المواطنة.
لا تتهمني كمفكر أو كمثقف أو كمحب لبلدي عندما أحاول أن أرى عيوبها وأعمل على تحسينها، وأن أجد أسباب التخلف وأعالجها.. لا تأتي وتقول:
- صلاح الدين قال إنه يكره أبوها والعن أبيها، أنا هنا للاستماع فقط.. لقد كتبت قصيدة تشير إلى هذا المعنى، هل كان نجيب محفوظ يكره مصر؟
- وهو الذي أنجز الكثير؟ كان من أعظم عشاق مصر"( )

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي