أنا اصرخ بأعلى صوتي: هل من مجيب؟

نعمت شريف
2024 / 10 / 1

انا اصرخ باعلى صوتي
هل من مجيب؟

بقلم: نعمت شريف

لقد بدأت طبول الحرب تدق في كردستان، يؤسفني ان ارى من جديد بعد سنوات الثورة وسنوات العذاب والانفالـ، والقائمة ستطول ان سردنا ولو بعضا منها، ويؤسفني ان ارى ان امامنا طريق واضح وصحيح وشرعي لحسم الامور بين الاحزاب المتنافسة ولكنها تحيد لتسلك طريقا لا عزة فيه ولا شرف، طريق الاقتتال. ان تهئة الاجواء الشعبية للقتال بدل التهيئة لصناديق الاقتراع لا بد وان يوصمها ليس التاريخ فحسب بل الشعب الكردي ايضا بالخيانة. ما الفرق بين ان يقتل الكردي بيد اخيه الكردي او بيد عدو، فالنتيجة واحدة. العدو هو بالتأكيد عدو الاثنين وايهما قتل فالعدو هو الرابح. ولكنه يتمنى ان يموت الاثنان معا، وليس احدهما! كلنا نعلم من هو العدو او بالاحرى الاعداء. في هذه الاجواء المتشنجة، ان الذي يرسل الطائرات المسيرة للتحليق فوق قواعد الاتحاد الوطني مثلا لا يمكن الا ان يكون عدوا لكلي الطرفين. انه يصب الزيت على النار بلا شك وعن عمد.

إن أي كردي يريد أن يقف على الجانب الصحيح من التاريخ، وعلى أرضية أخلاقية عالية، لابد وأن يقف إلى جانب الشعب الكردي. ولابد وأن يفكر مرة أخرى وأن يتراجع خطوة إلى الوراء ليعلن أنه ليس مستعداً للقتال بالسلاح، بل لابد وأن يتوجه بقضيته إلى محكمة الشعب (صناديق الاقتراع). وهذه هي الخطوة الأولى ليثبت للعالم أن هناك رجلاً رشيدا في كردستان! إن الديمقراطية لا تأتي عبر فوهة البندقية. والأحداث التي وقعت في أربيل والسليمانية لا تبشر بالخير، ولكنها قد تكون الشرارة الأولى لما لا يحمد عقباه.

ان الاعمال التصعيدية حتى وان كان القصد منها هو السبق في الانتخابات، ولكن كثيرا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. السبق لمن قطع دابر الفتنة. ان الذين ينادون بالتصعيد من خلال هجماتهم الدعائية ، عن وعي او دون وعي باستعمال التحدي والكلمات النابية والاساليب اللاديموقراطية، كيف يمكن ان يتوقع الشعب منهم حكما ديموقراطيا رشيدا لكي يصوتوا له؟ ان الذين يخافون صناديق الاقتراع بالتأكيد هم الذين يعملون على تعطيلها بشتى الوسائل، والشعب الكردي يعلم وعن وعي تام شدة معاناته بسبب الانقسامات الداخلية، وليكن واضحا للجميع ان هذا الشعب سيبرهن وعن وعي انه ليس مستعدا من الان فصاعدا ان يقتل اخاه الكردي من اجل هذا او ذاك. كفى معاناة، وسيخسر الذين يشتركون في قتال الاخوة. لا يهم من ينتصر او ينهزم في معركةاقتتال الاخوة لان الطرفين يخسران الحرب، وهذه هي الحقيقة المرة، رضى من رضى وابى من ابى.

يبقى هنا ان نقول انه هناك حقيقة واضحة وضوح الشمس، وهي ان الذين يعملون من اجل تعطيل الانتخابات باشعال نار الحرب الاهلية الكردستانية مرة اخرى هم الخاسرون. العالم منشغل الان بحروب اكبر بكثير من حرب كردية داخلية. تهدد الحروب الدولية في الشرق الاوسط وفي اوكرانيا النظام العالمي وربما اشعال فتيل حرب عالمية ثالثة. لاشك ان زعزعة الوضع في كردستان ستضيع الفرصة على الكرد مرة اخرى في حال اي تغيير عالمي او اقليمي، وربما تخسر كردستان حتى حلفائها الحاليين ومعهم جميع مكتسباتها وتعود كردستان هذه المرة ليس الى المربع الاول فحسب بل ربما الى المربع الصفر.

في الحرب الاهلية الاول (1994-1998) استغرق العالم اربع سنوات واربعة الاف شهيد من خيرة البيشمركة من الطرفين كي يستيقظ لما يحدث في كردستان وتأخذ الرأفة بقلوبهم للوضع المأساوي، ليتدخلوا او "يأمروا" بوقف القتال والتوقيع على "اتفاقية السلام بين الاخوة"! توقف القتال، ولكن لم تتوقف الكراهية، ولم ينسى الماضي. وهكذا يبدو ان الاستعداد لجولة جديدة من الاقتتال ولكن هذه المرة بين "العم وابن اخيه" حيث ان صفحات التواصل الاجتماعي تعج بذلك، حتى قال السيد الناطق باسم احد الاحزاب المتصارعة مع "ابتسامة ساخرة "نحن لسنا ضد المكتب السياسي للبارتي، لاشئ بيننا البتة، واما ذلك فهو بين العم وابن اخيه.”

أدعو جميع الأكراد وأصدقائهم إلى رفع أصواتهم ضد الاقتتال الداخلي. أنادي وأصرخ بأعلى صوتي: أين حكماء كردستان وعقلائهم !! !لتفكيك القنبلة ومنع الحرب قبل ان تبدأ؟ عسى من مجيب

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي