|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
احمد حسن عمر
2024 / 10 / 1
القنتل الممنهج باستخدام تكنولوجيا اللافددر
اعداد
الدكتور / احمد حسن عمر
مقدمه
زهرة اللافندر، هي زهرة صغيرة معمرة، تتميز بأزهارها الأرجوانية الجميلة ورائحتها العطرية القوية. تنمو هذه الزهرة بشكل طبيعي في المناطق الجافة والحارة، بما في ذلك شبه الجزيرة العربية، حيث اكتسبت شعبية كبيرة بسبب استخداماتها المتعددة في الطهي والنكهات الطبيعية، كما يعمل اللافندر على تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس، وعلاج ضعف الشعر، وحمايته من التساقط. يساعد اللافندر على ترطيب فروة الرأس، وتطهير الفطريات المسببة للقشرة، والتخلص من الحكة. يعالج اللافندر مرض الثعلبة، ويعمل على إنتاج البصيلات الجديدة للشعر، ويقي من الصلع.
اما تقنية الذكاء الاصطناعي التي انطلقت بسرعه لتصبح واحدة من أهم التقنيات الرقمية التحويلية في العالم، وتمكنت إسرائيل من اللحاق بركب هذا التطور لتصبح رائدة في استخدامه في المجالات العسكرية، وطورت هذه التقنيات شركات إسرائيلية في قطاع التكنولوجيا، وأسهم هذا القطاع، عام 2022، بما نسبته 18 % من الناتج المحلي، لكن 8 % من قوته العاملة استدعيت إلى الجيش بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر2023.
في حروب إسرائيل الماضية، كان مصطلح "هدف بشري" يشير إلى العملاء العسكريين الكبار الذين يمكن، وفقاً لقواعد القانون الدولي العسكري، قتلهم في منازلهم حتى لو كان هناك مدنيون حولهم.
بداية استخدام الذكاء الصناعى في الحروب
استخدمت إسرائيل حرب الذكاء الاصطناعي الأولى في العالم عام 2021، وهي حرب هجومية استمرت 11 يوماً على غزة وعرفت إعلامياً باسم "عملية حارس الأسوار"، وأسفرت عن مقتل 261 شخصاً وإصابة 2200 آخرين. ووصف القادة العسكريون الإسرائيليون تقنية الذكاء الاصطناعي بأنها عامل "مضاعف للقوة" يسمح للجيش الإسرائيلي باستخدام أسراب الطائرات بدون طيار لجمع ورصد بيانات المراقبة، وتحديد الأهداف، وتبسيط الخدمات اللوجستية في وقت الحرب.
ولكن بعد 7 أكتوبر2023، اتخذ الجيش الإسرائيلي ، نهجاً مختلفاً تماماً في الحرب الحالية على غزة، حيث قرر استهداف جميع عناصر الجناح العسكري لحركة "حماس" باعتبارهم أهدافاً بشرية، بغض النظر عن رتبهم أو أهميتهم العسكرية، حيث اعتمدت إسرائيل في قصفها لغزة على قاعدة بيانات مدعومة بالذكاء الاصطناعي حددت 37 ألف هدفا محتملا واستخدامها لنظام الذكاء الاصطناعي المسمى "لافندر" الذي سمح للمسؤولين العسكريين الإسرائيليين بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين
ما هو نظام «لافندر»؟
نظام «لافندر هو آلة قتل سرية تعمل بالذكاء الاصطناعي تمتلكها إسرائيل لم يتم الكشف عنه من قبل، اُستخدمت في الهجمات التي نفذت بعد تحديد الأهداف، بذخائر غير موجهة تعرف باسم «القنابل الغبية»، مما أدى إلى تدمير منازل بأكملها وقتل جميع ساكنيها.
وهذا البرنامج تم تصميمه من قبل جيش اسرائيل، وكان الهدف منه هو تمييز الناشطين ذوي الرتب الدنيا في الجناحين العسكريين لحماس والجهاد الإسلامي، والذي تقدرهم اسرئيل بأنهم يتراوحون ما بين 30.000 إلى 40.000 فرد. لذلك يدعون أن الطريقة الوحيدة بالنسبة لهم لتحديد هؤلاء الأشخاص هي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لان عددهم كبير جدا. لذلك تم تطوير برنامج “لافندر” من قبل قسم استخبارات النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي، الوحدة 8200ـ، ويشبه وكالة الأمن القومي الأمريكية أو «GCHQ»،البريطانية خاصة أنه من المعروف عن إسرائيل تقدمها فى مجال تكنولوجيا أمن المعلومات، وقد سبق لها تطوير العديد من أنظمة الطيران فى الطائرة الأمريكية (F -16) ويعتمد نظام لافندر على تسجيل الفلسطينيين، فى غزة، باستخدام البصمات الرقمية لأفراد حماس المعروفين، وتوضع هذه البصمة على الحواسب الآلية للبحث عنها، وفور تحديد مواقعها، يتم استهدافها فى غضون ثوان، كما أنه يستخدم الضربات الليلية ضد المنازل التى ينام فيها مقاتلو حماس وعائلاتهم، مع السماح بتوسيع رقعة الهدف بين 15 إلى 20٪ من المنطقة المستهدفة، واحتسابها كأضرار جانبية، لكل هدف من أهداف حماس، علماً بأن نسبة الخطأ فى نظام لافندر لا تتجاوز 10٪.
,يعمل برنامج “لافندر” عن طريق مسح معلومات عن 90% من سكان غزة، (أكثر من 2.3 مليون شخص)، ويأخذ أيضا المعلومات من البيانات التي تخزنها أجهزة المخابرات الإسرائيلية حيث إنها تقوم بجمع كافة أنواع البيانات عن الفلسطينيين منذ سنوات. فتتم معالجة وتخزين البصمة الرقمية لهواتفهم المحمولة، بدءًا من المواقع وحتى تفاعلات وسائل التواصل الاجتماعي. ايضا الكاميرات المزودة بأنظمة التعرف التلقائي على الوجه
وهناك برنامج آخر يسمى “الذئب الأزرق” ” Blue Wolf ” يهدف إلى تسجيل وجوه الفلسطينيين بما في ذلك الأطفال وكبار السن، حيث تتم إضافة الأفراد إلى قاعدة بيانات مع معلومات تستخدمها برامج مثل “لافندر”. ويمنح كل فرد تقييمًا يتراوح بين واحد إلى 100، وهو تقييم يمثل تعبيرًا عن احتمالية بأن ذلك الفرد هو عضو في المجموعة المستهدفة، فيُقتل الأفراد الحاصلون على درجات عالية مع عائلاتهم وجيرانهم. وذلك استنادًا إلى قائمة من الميزات الصغيرة التي تم تغذيته بها، ثم يقرر البرنامج بأن هذا الشخص مستهدف أم لا، فلو مستهدف يتم تمييزه بعلامة “لافندر”
ونشأت الحاجة إلى مثل هذا البرنامج ، في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023 مباشرة، طالب القادة بشن هجمات مستمرة على الأهداف، فنقرر الاعتماد على «لافندر»، الذي أنشأ قاعدة بيانات للأفراد المتشددين، واستغرق نحو 6 سنوات، من خلال بنك معلومات للجيش الإسرائيلى، أُسس خصيصاً لهذا المشروع، من خلال مراقبة محادثات تطبيق «واتساب»، الذى كان حقلاً هاماً لجميع المعلومات عن كل مقاتلى حماس خلال السنوات السابقة، حيث ساعد ذلك الجيش الإسرائيلي في مهاجمة أهدافًا في منازلهم بشكل منهجي ، وعادةً ما كان ذلك يتم في الليل حيث تكون العائلات حاضرة بأكملها ، والنتيجة هي أن آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال أو الأشخاص الذين لم يشاركوا في القتال، استشهدوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، خاصة خلال الأسابيع الأولى من الحرب، بفعل قرارات برنامج الذكاء الاصطناعي، كما سمح الجيش الإسرائيلي، أيضا بأنه مقابل كل عميل صغير في حركة «حماس» يتم التعرف عليه بواسطة «لافندر بقتل 15-20 مدنيًا، وبالنسبة لأي عميل كبير على الإطلاق، يرتفع العدد إلى 100 مدني.
وبذلك لعب برنامج لافندر دوراً مركزياً في القصف غير المسبوق الذي تعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة، خاصةً في المراحل الأولى من الحرب، حيث كان يؤثر بشكل كبير على عمليات الجيش لدرجة أنهم تعاملوا مع مخرجاته كما لو كانت "نابعة عن قرارات بشرية" حيث يمكن لبرنامج لافندر تحديد السمات المعروفة لنشطاء "حماس" و"الجهاد"، ثم تحديد موقع هذه السمات بين عامة السكان، ويحصل الشخص الذي يتبين أن لديه العديد من هذه السمات على تصنيف عالٍ، وبالتالي يصبح تلقائياً هدفاً محتملاً للاغتيال.
وخلال المراحل الأولى من الحرب، أعطى الجيش الإسرائيلي موافقة واسعة النطاق للضباط على اعتماد قوائم القتل التي وضعها "لافندر" دون الحاجة إلى التحقق بدقة أكبر من سبب قيام البرنامج بهذه الاختيارات أو فحص بيانات استخباراتية أولية استندت إليها.
نظام "أين أبي؟"
كما استخدم الجيش الإسرائيلي أيضاً نظاماً يسمى "أين أبي؟"، وذلك لتتبع الأفراد المستهدفين وتنفيذ التفجيرات عند دخولهم مساكن عائلاتهم، مما تسببت فى القضاء على آلاف الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، أو الأشخاص الذين لم ينخرطوا في القتال، بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية،بسبب قرارات برنامج الذكاء الاصطناعي.
ويعمل نظام "لافندر" بمساعدة نظام ذكاء اصطناعي آخر يسمى "The Gospelويكمن الاختلاف الأساسي بين النظامين في تعريف الهدف، فبينما يشير "The Gospel" إلى المباني والمنشآت التي يزعم الجيش أن المقاتلين يعملون منها، يحدد "لافندر" الأشخاص ويضعهم على قائمة الاغتيالات.
وعندما يتعلق الأمر باستهداف صغار المقاتلين الذين يحددهم "لافندر"، كان الجيش يفضل استخدام الصواريخ غير الموجهة فقط، والمعروفة باسم "القنابل الغبية" (على عكس القنابل الدقيقة الذكية الموجهة)، التي يمكنها تدمير مبان بأكملها فوق ساكنيها، كما أنها تسبب خسائر كبيرة.
ومن ثم فأن نظام اللافندر يستخدم الآلة دون أن يتحكم فيها البشر لتحديد الأهداف المطلوب تدميرها. وهكذا تقدم التكنولوجيا الجديدة كل يوم أفكاراً جديدة، وأسلحة متطورة، تستخدم أحدث ما أنتجه العقل البشري، ليزيد من تدمير البشرية، إذا ما أسىء استخدامها.
وما يحدث يشكل خطرًا كبير على الإنسانية، فمثل هذه الحرب القائمة على الذكاء الاصطناعي تسمح للناس بالهروب من المساءلة. إنه يسمح بتحديد أهداف، في الواقع، على نطاق واسع، ويقوم بجرائم حرب وابادة جماعية دون أي مسائلة قانونية، بل أحيانا بمباركة المجتمع الدولي، وكله بحجة الدفاع عن النفس التي تتم باستخدام التزييف العميق، كما تفعل الان قادة إسرائيل المتعطشون للدماء!
وباختصار لفهم أنظمة الذكاء الاصطناعي المستخدمه، يعمل نظام “لافندر” على تحديد هوية المشتبه بهم، بينما برنامج آخر يسمى “الإنجيل" يقوم بتحديد المباني والمرافق التي يُزعم أن المشتبه بهم يستخدمونها. وبرنامج “أين أبي؟” يقوم بمراقبة هذه الأهداف التي حددها برنامج “لافندر” وتنبيه مستخدم البرنامج بوجودهم داخل المباني أو المرافق التي حددها برنامج “أين أبي؟”.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |