نحن والعرب إما ننجو أو نغرق معاً في مستنقعات الآخرين

بير رستم
2024 / 10 / 1

ربما البعض يقرأ من العنوان وكأنها محابات للإخوة العرب أو نوع من "تمسيح الجوخ لهم"، كما يقال في المثل الشعبي، لا أبداً! بل هي قراءة موضوعية لواقع سيء وبائس لكلا المجتمعين الكردي والعربي، فكما نحن الكرد نعاني من حالة انقسام وصراع حزبي قبلي وكردستان مستعبدة من قوى احتلال عدة ويعاني شعبنا وقوانا السياسية من حالة ذيلية تبعية لمشاريع الآخرين، فكذلك يعاني العرب من حالة التبعية والانقسام تلك وذلك نتيجة الصراعات الطائفية المذهبية حيث الانقسام بين المحورين الشيعي والسني وذلك على حساب مصالحهم العربية بحيث كل من تركيا وإيران تستثمر في هذا الصراع المذهبي لدرجة باتت الولاءات المذهبية الطائفية، كما الولاءات الحزبية لدينا نحن الكرد، أهم من مصالحنا كشعوب وأمم لها أهداف ومصالح إستراتيجية يجب أن تكون فوق كل خلافاتنا الحزبية أو المذهبية.

وإنطلاقاً مما سبق يمكننا القول؛ بأن من مصلحة شعبينا وقواها الوطنية أن تعيد حساباتها وتعمل مراجعة حقيقية لمشاريعها وأهدافها وإستراتيجياتها وقبلها سبل وأدوات نضالها وتحالفاتها السياسية وأولها أن لا تجعل من نفسها أدوات لمشاريع الآخرين، وبالأخص تركيا وإيران حيث بالأخير، فإن هاتين القوتين الإقليميتين لهما أهدافهما القومية وذلك بإعادة أمجاد الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية وعلى حساب مصالح شعوب المنطقة وجغرافيتهم وفي المقدمة منهم؛ نحن الكرد والعرب، ولذلك قلت يجب فك الإرتباط أو بالأحرى التخلص من ذيلية المشاريع التركية الإيرانية.

طبعاً ربما قائل يقول؛ وأنتم الكرد أيضاً تريدون تقسيم كل من سوريا والعراق وبأنكم "انفصاليون"، كما يردده بعض الببغاوات من السياسيين والمثقفين العرب على مواقع السوشيال ميديا ويرددها من خلفهم قطيع من الغوغاء والجهلة وبإدارة إستخباراتية من كلا القوتين الإقليميتين؛ تركيا وإيران، طبعاً لا ننكر بأن شعبنا في كل من سوريا والعراق لا يريد الإستقلال وتقرير مصيره بنفسه، فهنا لا نريد أن نمارس التقية وسياسة النعامة في الإخفاء، بل ها نحن نقولها علناً؛ بأن ذاك من حقنا الطبيعي، لكن لإدراك شعبنا وقياداتنا الوطنية وحركتنا السياسية؛ بأن المرحلة قد لا تكون مساعدة للإستقلال التام، فإن الكرد ومن خلال برامجهم الحزبية السياسية يطرحون مشروع الدولة الوطنية الاتحادية الفيدرالية، كما حال الإقليم الكردستاني في العراق الفيدرالي، ثم وعلى إفتراض بأن الكرد استقلوا جيوسياسياً في كل من سوريا والعراق فهي لن تؤثر كثيراً على الجغرافيا العربية، كما سيكون الحال مع كل من إيران وتركيا، ولذلك نجد بأن أكثر من تعارض حرية وإستقلال كردستان هاتين القوتين الإقليميتين وذلك لم سيضعفهما كقوى إقليمية طاغية وهذا سبباً آخر لكي يدعم العرب القضية الكردية حيث سيساعدهم في التخلص من الهيمنة الإيرانية التركية.

وهكذا وبعد ما سبق يمكن السؤال؛ وما هو البديل المطروح لكلا الشعبين العربي والكردي، بقناعتي الإجابة هو فيما يطرحه المشروع الشرق أوسطي الجديد والذي طرحته أمريكا وتتبناه الغرب وإسرائيل وقوى عربية معتدلة ويمكن تعزيزه وتقويته من خلال بناء حلف أو تحالف بين هذه القوى بحيث تضم كل من أمريكا والغرب وإسرائيل بعد حل المسألة الفلسطينية والتطبيع العربي لينضم القوى العربية المعتدلة بقيادة الثلاثي المصري السعودي الإماراتي وينضم كذلك القوى الكردستانية بقيادة الإقليم وقوات سوريا الديمقراطية وحينها سيكون تحقيق المشروع أسهل وأكثر قدرة على النجاح بأقرب وقت وإفشال ما تحاول محور أستانة؛ التركي الروسي الإيراني مع ما يسمى ب"محور المقاومة أو الممانعة" من تنفيذه وهو الإبقاء على هذه النظم التوتاليتارية المركزية الديكتاتورية.

وأخيراً نقول؛ بقناعتي باتت هذه الدول التوتاليتارية الديكتاتورية -وفي المقدمة تركيا وإيران- على دراية تامة بأن هذا المشروع الشرق أوسطي الجديد هو في طور التنفيذ والتطبيق وبأن إسرائيل دخلت وبقوة كعامل فاعل على الأرض لتنفيذه ولذلك وجدنا زيارات الرئيس الإيراني وقبله التركي للإقليم والالتقاء بالقيادات الكردية لاستمالتهم لأجنداتهم ومشاريعهم السياسية وكذلك تصعيد أردوغان الخطابي ضد إسرائيل وأمريكا والتنسيق أكثر بين قوى محور أستانة وذلك لإدراك هؤلاء جميعاً؛ بأن الأمريكان والأوروبيين، ومعهم قوى عربية وكذلك إسرائيل، ذاهبون لخطوات أكثر جدية في تنفيذ وبناء شرق أوسط جديد كبير، مما جعل أولئك يرتعدون -وبالأخص إيران وتركيا- لإعادة حساباتهم وترتيب تحالفاتهم وهو ما يجعل أردوغان يركض للتطبيع مع النظام السوري ولو بتقديم ما تسمى بالمعارضة كقربان وهنا نود أن نعيد على مسامع القوى الوطنية الكردستانية ونقول لهم؛ نأمل أن لا يخدعكم الأعداء مجدداً ونخص بالذكر تركيا وإيران بحيث تتحالفوا مع أحد الطرفين حيث موقعنا هو مع المشروع الأمريكي والتحالف الذي أشرنا إليه وذلك لبناء شرق أوسط جديد حر وديمقراطي ينال فيه شعبنا مع شعوب المنطقة حقوقه الوطنية كاملةً.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي