من (وامعتصماه) إلى (وا امريكاه)

ابراهيم ابراش
2024 / 10 / 1

العقل والمنطق و واقع الحال يطرحان تساؤلات حول صحة مقولة (وا معتصماه) حيث استنجدت إمرأة عربية اهانها الروم في عمورية بالخليفة المعتصم فأرسل جيشا وفتح عمورية وحرر المرأة! نفس الأمر ينطبق على كل المأثورات والثقافة الدينية الاسلاموية وعلى صحة تفسيرات (الإسشهاد) و(الجهاد) و(حور العين) وما يقال عن البطولات والشهامة العربية بل عن عن كل ما أرخه ودونه المؤرخون حول التاريخ العربي الإسلامي المجيد !.
طوال عقود وأدبيات العرب القومية والوطنية وتصريحات القادة والزعماء وما يتم تعليمه في المدارس وما يسطره ويدبجه الشعراء والأدباء وتردده الأغاني الوطنية... كلها تعتبر بأن القضية الفلسطينية قضية مصيرية وقضيتهم الأولى وأن اسرائيل والصهيونية تهديد وجودي ليس للشعب الفلسطيني فقط بل للأمة العربية وللمقدسات الإسلامية،ومع ذلك لم تكن لهم يوماً رؤية مشتركة أو استراتيجية لتحرير فلسطين والقضاء على هذ الخطر الوجودي ولا استراتيجية دفاعية في حالة امتداد الخطر الصهيوني لأراضيهم كما جرى في حرب ٦٧ .
والفلسطينيون قالوا نفس الكلام وأكثر ، بأن اسرائيل نقيض فلسطين وتحرير فلسطين والقضاء على إسرائيل واجب وطني وقومي وديني،ومع ذلك لم يتفقوا على رؤية
أو استراتيجية مشتركة لتحريرها لا سلماً ولا حرباً حتى على مستوى دولة في الضفة والقطاع اختلفوا عليها وما زالوا منقسمين حتى اليوم!
أما اسرائيل دولة الاحتلال والإرهاب والعنصرية فقد كانت تقول دائما إنها تتعرض لتهديد وجودي وأن العرب والفلسطينيين يريدون القضاء عليها، وكانت أقوال الصهاينة وروايتهم من توراتهم المزيفة الى أقوال المؤسسين الأوائل للصهيونية إلى ما يصرح به قادتهم اليوم تتناسب مع أفعال دولتهم .فبنت أقوى قوة عسكرية وتكنولوجية في المنطقة ووضعت خطط واستراتيجيات لمواجهة الخطر الوجودي الذي تزعم أنه يهددها وهي اليوم تنفذ هذه الخطط بتوافق وانسجام بين كل مكوناتها،حكومة ومعارضة وجمهور، فيما يتخبط العرب والفلسطينيون
ليس حول استراتيجية الحرب والمواجهة بل أيضا في كيفية الحفاظ على ما بيدهم من أرض وما تبقى من كرامة !
صاحب الحق لا يعرف وغير قادر على الدفاع عن حقه،
والمغتصِب يستميت في الدفاع عما لا يملك ويحقق تقدماً في فرض روايته المزيفة حتى على بعض العرب واستطاع اقناعهم أو اكراههم على تغيبر مناهج التعليم ونشر ثقافة الديانة الإبراهيمية!
لم يعد أحد يراهن على المعتصم والخليفة والقائد والزعيم العربي أو المسلم لإنقاذ القدس وفلسطين وما تبقى من كرامة عربية واسلامية ،بل الجميع ينتظر مبادرة أمريكية لوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي الممتدة من غزة والضفة إلى لبنان وربما ما هو أبعد!!!!
Ibrahemibrach1@gmail.com

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي