|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
أمين بن سعيد
2024 / 10 / 1
وفق مفهوم الإلحاد الذي ذكرتُه في أجزاء سابقة، أي مجرد مفتاح يفتح سجن الأديان، يكون عنوان المقال عبثا وحشوا. لكني في هذا المقال، سأتطرق لمواقف الملحدين من القضية الفلسطينية، بما أن الإلحاد لا يقول شيئا فيها غير أن مزاعم الأديان أوهام لا دليل عليها، أي أصل القضية وهو الزعم العبراني أن إله الكون أعطى تلك الأرض لبشر معينين، وبـ "العبراني" أقصد اليهودية والمسيحية والإسلام. وأصل القضية لمن يجهل أو يتجاهل "دين" وليس لا "قومية" ولا "إمبريالية"، أكذوبة من أكبر الأكاذيب التي لا تزال البشرية تُصدّقها، وهي الدين الذي صنع عرقا وجنسا خرافيا يكون فيه الأثيوبي والأريتيري "أخوة جينيا" مع الروسي والبولوني! مؤسسو إسرائيل اللادينيون الملاحدة أسسوها على مزاعم التوراة، أي الإله الذي وهب الأرض للأجداد، الإله الخرافة/ الغير موجود حسب اعتقادهم! لكن ذلك لا يتعارض مع منطقهم الذي قال أن الإله خرافة نعم لكن الأجداد عاشوا في تلك الأرض ووقع تشتيتهم بعد هدم الهيكل ومن حق الأحفاد العودة لأرض الأجداد وخرافة الوعد الإلاهي ستُستعمل لتحفيز المؤمنين للالتحاق بهم على تلك الأرض: أبي آمن بخرافة، لكنه عاش على تلك الأرض، ومن حقي أنا من يهزأ بإيمان أبي أن أعود إليها لأنها كانت ملكه وأنا وارثها الشرعي! المشكلة هنا أني لا أملك أي دليل أنّ ذلك الأب الذي زعمتُ "أبي"، وأن أولئك الذين التحقوا بي "أخوتي". أصل القضية إذن سفه يهودي، أُضيف إليه سفه لا يقل عنه سفاهة وهو السفه العروبي الإسلامي الذي خُدع به الفلسطينيون، وهم فيه لم يكونوا بدعا من غيرهم من الشعوب المُعرَّبة المؤسلمة. والغريب أن نفس الخرافة تُعاد تقريبا حرفيا، أي خرافة الدين الذي صنع عرقا وجنسا، والبركة في لغة الله/ أهل الجنة التي من استعملها صار عربيا: إذن، فلسطين هي مسرح مهزلة من أكبر مهازل العقل البشري، حيث تتصارع أديان خرافية إجرامية لا تصلح للاستعمال البشري، وتتحارب قوميتان وهميتان لا وجود لهما إلا في عقول أصحابهما: القومية اليهودية الخرافية والقومية العربية الخرافية. وطبعا عند كثير من الماركسيين، الذي قيل "تخاريف" و "خزعبلات" لأن الصراع طبقي! وما ظهور الدين والقومية في الواجهة إلا إخفاء لحقيقة الصراع عن "السذج" أمثالي والذي لا يمرّ على "الأذكياء" أمثالهم. وأيضا الصراع "إمبريالي" أي إسرائيل رأس حربة الإمبريالية ووكيلها في المنطقة، وهذا القول أزعم أن أهم من أصله خرافة الهولوكوست التي منعت أي نقد لليهود وتسلطهم وتجبرهم في الدول الغربية حيث الحقيقة الظاهرة للجميع تقول أن الأنتلجنسيا اليهودية في الغرب تحكم وتفرض السياسات التي تدعم إسرائيل وليس الغرب من يستعمل إسرائيل في المنطقة ويربح من ورائها، وقولي هذا محرم ومجرم في الغرب لأنه "دعوة إلى الكراهية" و "معاداة للسامية" ومن التهمة نفسها، والتي تمثل "حدا من الحدود" في الدول الغربية، يمكن للمنصف والموضوعي أن يستنتج من بيده السلطة ومن يُؤثر ويحكم...
الذي قيل إلى الآن، لا علاقة له لا بإلحاد ولا بملحد، وهنا أعود إلى عبارة أستعملها كثيرا، وهي "من المفروض"، من المفروض أن الملحد يعرف ما قيل، ومن المفروض أنه بديهي عنده، لأن خرافة الشعب اليهودي المشتت الذي عاد لا يُمكن قبولها مع توفر ذرة عقل ومنطق، ونفس الشيء بالنسبة لخرافة الشعب العربي أو الشعوب العربية، وأُذكّر هنا بأن الخرافة في أصلها تقول أن الشعوب الموجودة الآن في المنطقة المقدسة عربية بالعرق والجينات أي أصولها عرب الجزيرة الأوائل الذين خرجوا من شبه جزيرتهم حاملين الأنوار المقدسة الإلهية فنُوِّرت الشعوب "الهمجية" بها وبعروبة صحرائها أي صارت "عربية" مسلمة، وهذا الكلام كما يرى العاقل لا يُمكن قبوله إلا في حالة واحدة وهي أن العرب الذين خرجوا من صحرائهم كانوا بالملايين وأيضا إما وجدوا بلدانا فارغة من البشر وإما وقعت إبادة من كانوا موجودين. من المفروض أن الملحد يعرف ذلك، والملحد فتح باب سجن الأديان وخرج منه إلى عوالم أخرى، هذه العوالم من المفروض أيضا أنه لا يقبل أن يتبعها إذا كانت فيها أوهام أصولها المزاعم التي تركها وراءه في سجن الأديان... من المفروض! لكننا لا نرى ذلك عند كثير من الملحدين الذين مثلا يقولون أن سكان شمال أفريقيا عرب وفيهم قلة من "البربر"، وهنا كلامي ليس من منظور أمازيغي بل من منظور منطقي/ عقلاني، إذ كيف يكون ذلك والإمكانية الوحيدة هي التي ذكرتُها فيما سبق، وهي مستحيلة ولا يُسندها أي دليل؟ واستحالة الإمكانية -بالمناسبة- لا تخص شمال أفريقيا بل كل الشعوب التي توجد خارج شبه الجزيرة؟ فكيف يُعقل أن يدّعي ذلك ملحد؟ والجواب: يُعقل ونص! وهذا الملحد ليس "لا يمثل الإلحاد"، بل هو بكل بساطة قد يكون كمن يُدخن أو يتعاطى المخدرات أي يعرف ويُنكر وأحيانا لا يهتم أصلا كذلك الذي يختن ابنه ولا أية ضغوط عليه لتكون أشباه أعذار لجريمته، أو كمن يجهل ذلك وجهله أخذه من مزاعم الأيديولوجيا التي يتبعها كالقومية العربية أو أغلب تيارات اليسار "العربي"، وفي كل الحالات لا علاقة لموقفه بإلحاده وهذا ما أؤكد عليه، أي إن رفض العروبة أو قبلها... قبول العروبة يُشبه كثيرا الملاحدة الذين أسسوا إسرائيل: نعم الإسلام خرافة، لكن أصلي وأصل شعبي هو عرب صحراء القرن السابع، أرفض الإسلام لكني "عربي" وقح أيضا! وإحقاقا للحق، هذا الكلام لا يتجرأ على قوله اليوم إلا المغفلون لأن تحليل DNA بسيط يفنده حتى في تونس المعربة تقريبا بالكامل والتي أغلب شعبها يعتقد أنه "عربي" قح! سيغضب أحدهم ويقول كيف استعملتُ لفظا جارحا وقاسيا على ملحد وهو "مغفل"، وأقول أن اللفظ يُستعمل يوميا وعلى رؤوس الأشهاد على المتدينين فلماذا لا يُستعمل مع الملحد؟ خصوصا إذا ما أرفق بالدليل فيكون مجرد وصف لا سبا وقذفا؟ ماذا تقول في طبيب ملحد ولنقل طبيب نساء وحقن ابنته المراهقة بسموم حقن الكوفيد؟ هذا عندما تقول عنه أنه مغفل تكون قد مدحته لأنك من المفروض تقول أنه مجرم ومكانه السجن! ولمن لم يُتابعني جيدا فيما نُشر من قبل عن الإلحاد والملحدين فليعلم أن هدفي هو القضاء على صفة "ملحد" التي منها يمكن الحكم على ذلك الشخص، الملحد ليس له وجودا مثل وجود المتدين الذي تحكمه منظومة متكاملة، بل هو مجرد شخص فتح باب سجن لا أكثر ولا أقل، ويستطيع هذا الملحد حتى أن يعود لداخل ذلك السجن أو أن يتبع عوالم خارج السجن الذي خرج منه وهي مبنية بالكلية على أوهام ذلك السجن أي خرافات الأديان وما تلاها من لاهوت وشبه فلسفة وشبه علوم وقوميات وأعراق خرافية إلخ: لن أتورع عن القول أني أمقتُ الأديان وكل الأيديولوجيات التي تُكبّل البشر وتستعبدهم وتطلب منهم التضحيات من أجلها دون أي استحقاق، الجديد منذ سنين أن هناك من يحاول وضع أطر للإلحاد ويصوره وكأنه فكر وفلسفة بل وأيديولوجيا يمكن حتى أن تكون عنيفة: فلنسحب البساط من تحت أرجل هؤلاء، ولنعش أحرارا قدر استطاعتنا محاولين التقليل أكثر ما يمكن من القيود والخطوط الحمراء التي تحد من حرياتنا!
لم أكن يوما متدينا في حياتي "الإيمانية"، بل كنت أقرب للربوبية مني للطقوس الدينية التي كنتُ أراها خاصة بالعوام؛ لم أحترم يوما رجال الدين، ولم أقبل لحظة أن أقف وراءهم في مسجد، لذلك وإلى لحظة كتابة هذه الأسطر لم أدخل مسجدا ولا جامعا. تساؤل كان يأتيني أحيانا، وهو أن رجال الدين يعرفون أكثر مني ومن المنطقي أن أسألهم، أتعلم منهم، وأقف وراءهم، وكانت إجابتي أن الدين ليس علما يستأثر به العباقرة، وكوني لا أعلم فيه الكثير فذلك لأني، أولا صغير وثانيا لأن دراستي تأخذ كل وقتي وهي أهم من الدين... في العطل وخصوصا الصيفية، كان السؤال يأتيني أحيانا، بما أنك لا تدرس الآن فلماذا لا تدرس الدين؟ وكان جوابي أني درست سنة كاملة والآن وقت الراحة واللعب والبحر والأعراس... قبلتي الأولى، الحبيبة سمحتْ بها لكنها امتنعت عن الثانية وقالت: "حرام"، فقلت لها هل تظنين أن الله سيهتم بقبلة؟ فأجابت أن الله لا يغيب عنه شيء... كان استغرابي ذاك في عمر 10 سنوات على أقصى تقدير وكنتُ في الابتدائية... وكانت بداية رفض الدين وتعاليمه: ذلك الطفل الصغير لم يرَ أنه اقترف محظورا، وحتى إن كان الأمر كذلك فكيف لخالق الكون المفترض أن يهتم لقبلة؟ الله أعظم من أن يفعل ذلك! لكن الدين يقول ذلك والدين أرسله الله!! فكانت النتيجة عندي أن أوامر الدين ليست لي بل للآخرين، لكن لا شك في أن الله موجود وأيضا أرسل الدين، لكن الطقوس والأوامر ليست للجميع: كانت بوادر فكر ربوبي، ساهمت في وجودها بيئة غير متدينة أو متدينة إسمية حيث لا أحد في كل العائلة كان يُصلي، ورمضان كان يخص الأبوين فقط، أما الأعياد وخصوصا الكبير فكان أروع المناسبات، فيه تجتمع العائلة الموسعة من الذكور في منزلنا أي الأخوال والأعمام، فتتحول المناسبة إلى شبه مهرجان يُذبح فيه الخرفان، أحيانا تتجاوز العشرة وكل خروف عن عائلة، ويلعب فيه الأطفال، ويتفاكه فيه الأخوة والأخوات... الذبح لم يكن يكترث لا بآذان ولا بصلاة عيد، بل مباشرة يُشرع فيه بعد قهوة الصباح، ويحرص على السرعة فيه الجميع: الرجال المتكفلون بالشواء والنساء المتكفلات بالغداء: الخرفان كثيرة ويلزمها وقت... ما إن يبدأ الشواء حتى تنادي أمي أبي ليلتحق بها إلى الداخل، وإن رفض أو تظاهر بعدم سماعها تأتيه غاضبة وتُجبره على الدخول والسبب أن "الخمر ستدور" والشاربون لا يشربون أمامه، فيكون رده أنه يحرص على ألا يأكل أحد قبل النساء، والعادة أن من يشوون لا يجب أن يأكلوا إلا بعد النساء فيشوون لهن من أحسن الأماكن في الخروف وبعد أن يأكلن يأكل الرجال. لا أذكر في صغري أني رأيت كتاب قرآن في منزلنا، لكني أذكر أن مكتبة كاملة كانت مخصصة لفلسطين والكتب التي كانت تنشرها المنظمة عن أبي عمار وأبي إياد وأبي جهاد، مع صور كثيرة لكل أفراد العائلة تقريبا مع كثير من أفراد من فتح، وكانت تلك الصور مصدر فخر عظيم للعائلة في كل المنطقة: الفخر لم يكن ما تفتخر به العائلات عادة من غنى ومناصب وشهادات عليا بل كان: "أصحاب الفلسطينيين"، وفلسطين والفلسطينيين وقتها معناهما فتح وأبو عمار... ليلة 14 جانفي 1991، بعض الناس حضروا منزلنا يقدمون العزاء، لأن: "اليهود قتلوا لنا أبا إياد"... الهدف مما قيل شهادة: وهم فلسطين أعظم من وهم الإسلام والعروبة عند كثيرين، واكتشاف حقيقة الدين أحيانا لا تُغيّر شيئا فيه... وليضف الدارسون إلى مصطلحاتهم مع السلفية الدينية والقومية العربية: "السلفية الفلسطينية". الشهادة ستهم، وفيها أقول أن الدين منذ صغري لم يكن له شأن، وأجلتُ دراسته حتى وصلتُ مرحلة اللوم على النفس لأني تأخرتُ كثيرا، خروجي منه ومن آلهته كان يسيرا ولم يستغرق مني الأمر أكثر من بضع ليالي. العروبة تلتْ الدين والإله، الصعب في تجاوزها لم تكن الخرافة في ذاتها بل الموقف منها وممن تسبب فيها والمقصود مقتُ وكراهية الأجداد ومعهم العرب. الأصعب كان فلسطين!! وذلك الوجدان الذي زُرع فيه منذ الصغر أمرين: الأول، حب فلسطين وأبي عمار وفتح. الثاني، الفلسطينيون أخوتنا والأخ لا يملك إلا أن يحب أخاه... كبرنا وعلمنا أن أصل القصة إسلام وهو خرافة، لغته التي فُرضتْ على الأجداد جعلتْ منا "عربا" وهي خرافة، فلسطين "العربية" الإسلامية أيضا خرافة وهي استعمار مباشر لبلداننا وشعوبنا ولا تقدم دون التحرر منه: هذه حقيقة فلسطين! لكن قبول ذلك أخذ السنين، لا بضع ليالي كما حدث مع الدين والإله الذي يمضي الكثيرون أعمارهم للخلاص منه... نقول أن تلك البيئة مشوهة إسلاميا أو دينيا وأنتجت لنا "المتشددين" و "المتعصبين"، والأخرى قومجية أنتجت لنا عناترة قومجيين، لكن لم أقرأ أو أسمع يوما عن بيئة مُشوَّهة ومُغتصبَة فلسطينيا فأنتجتْ لنا أجسادا لا وطنيين؛ والوجدان الذي يُربّى على حب الغريب البعيد أكثر من الأخ والقريب قطعا ويقينا لاوطني وإن أُوهم أن فلسطين جزء لا يتجزأ منه وهو زعم تجار الدين أو ما يُسمى "الإسلاميين" والقوميين "العرب" وأيضا اليسار "العربي": كلام لن يعجب الكثيرين، أُعلمهم أن فلسطينيين يُعدّون من أسرتي يعرفونه لأنهم يسمعونه منذ سنين، وسيقرؤونه في هذا المقال، قلة منهم يعرفون حقيقته، أما أغلبهم فيرفضونه لكن يشفع لي عندهم موقفي من إسرائيل: لا تكن مثلهم قارئي... الذي قيل شهادة، ربما أفادتْ، فيها تجربة شخصية تأثيرها كان عظيما، لكنه لا علاقة له لا بإلحاد ولا بملحد، أشبّه نفسي بما يحصل في العراق، وفلسطين عندي كانت كالحسين عند الشيعة هناك، وربما أكون الأقرب لفهم الذي لا يُفهم، وهو حال ذلك الملحد الذي عندما يذكر خروج الحسين يكتب قلمه شيئا من الهراء الذي تربّى عليه برغم رفض عقله له وعلمه علم اليقين بخطئه! هذا في بداية طريقه، عندما يُكمله سيكتب ما أكتبه اليوم عن فلسطين والفلسطينيين، والعجيب ألا خلاص ولا تحرر لفلسطين إلا بالتبرؤ من إخوانهم العرب الحقيقيين والمُعرَّبين "العرب" المزيفين، تشبه قضية شعب فلسطين وشعوب المنطقة المقدسة زوجان لا حياة كريمة لكل منهما إلا بالطلاق، ويستحيل أن يتقدّم شعب أو يعيش حياة كريمة وفلسطين محتلة، وهنا ستصل إلى إسرائيل غصبا عنك ومهما كانت خلفيتكَ حتى لو كنتَ تكره بل تتمنى إبادة كل الفلسطينيين: غصبا عنكَ ستكون ضد إسرائيل! قوس صغير أفتحه هنا وأعطي فيه مثالا كيف يُهين الدين إنسانية الإنسان ويجعله كذيل ديك أين يهب الريح يتحرك، إنسان مشوه يُمضي حياته مغيبا مضحوكا عليه مستغَلا ومُسخَّرا لقضايا لا تعنيه في شيء بل ضارة ومُدمرة له: رشيد المغربي أو "الأخ" رشيد، الذي بدأ حياته "عربيا" مسلما وهو ما لُقِّن في صغره، عندما كبر و"أعمل" عقله اكتشف خرافة الإسلام، فصار مسيحيا، بعد مدة اكتشف أكذوبة عروبته! وكأنه علم عظيم أن أغلب المراركة ومعهم الغالبية الساحقة من سكان شمال أفريقيا أمازيغ! وزاده ذلك، مع مسيحيته، تركيزا على فلسطين: أي وإليكَ قمة من قمم مهازل العقل البشري؛ بدأ "عربيا" مسلما وانتهى مسيحيا صهيونيا!! بدأ بأوهام العروبة ودينها وانتهى بأوهام العبرانيين الأوائل ودينهم، أي مغربي أمازيغي وصل بعد الدراسة والتمحيص إلى أن يكون بوقا لإسرائيل! قلتُ في مقال سابق أن أخوتي العرقيين ليسوا الفلسطينيين بل الإسرائيليين الذين غادروا شمال إفريقيا، أولئك خسارة لبلداننا سرقتهم إسرائيل بعد أن سرق الإسلام وعروبته من بقي من الشعوب وتسببا في مغادرة أولئك الذين صاروا إسرائيليين! رشيد المغربي، ولا مغرب له، أحد المُغيبين وضحايا الدين وليس أي دين بل أبشع ما خرج من ذهن بشر: اليهودية وأبشع مشتقاتها أي البروتستانتية الصهيونية!
ذئاب ودببة تتصارع، وخرفان وحمير تَتفرّج وتُشجّع... لا لوم على الخرفان والحمير، كل اللوم على الذئاب والدببة؛ تصارع الأنياب يُحفيها، فلا تفعل! واستعمال القلوب مع الخرفان والحمير يُدميها، فلا تستعمل! قليل من العقل! الخراف في الحظائر كثيرة، والحمير في القيود أسيرة! دعوة إلى نظام ديمقراطي علماني عادل، يحقنُ الدماء بتوزيع عادل للثروة! وأول الداعين والمصوتين: الخرفان والحمير! والتوزيع العادل يخص الدببة والذئاب... وكأني أتكلم عن شعوب المنطقة المقدسة التي يُنظر إليها اليوم كعالة على البشرية، شعوب لو حكمتَ عليها بموضوعية لقلتَ أن التجبر الإسرائيلي المدعوم أمريكيا وأوروبيا أقل ما تستحق أن يُفعل فيها! أقبل بإلقاء قنبلة نووية تُبيد شعبي عن بكرة أبيه وأنا فيه، لن أغادر، الذل والمهانة وسط أهلي وعلى أرضي أرقى مليار مرة من ذل وسط شعب غربي مُستعمَر من شرذمة تزعم أنها منه وهي مجرد جنود وعيون لإسرائيل! العالم غابة لا يعيش فيها إلا من يستحق، شعوب لا تزال تعيش في صحراء نجد القرن السابع هي ونخبها بأوهامها وعنترياتها، لا أظنها تستحق الحياة، وإذا لم تقع إبادتها فحياة الذل والهوان تنتظرها طالما لم تفهم ولا تزال لا تريد أن تفهم!
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |