![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
سليم يونس الزريعي
2024 / 9 / 29
عندما تكون عضوا في حزب الله فهو تسليم مسبق بأنك مشروع شهيد في أي لحظة.. خاصة وأنت تعتبر الحسين بن علي قدوتك.
فالشهادة لدى حزب جائزة ربانية .. ومع ذلك يمكن القول إن اغتيال الأمين العام لحزب الله مثل ضربة موجعة للحزب بالمعنى المعنوي والعملي لما مثله الشهيد طوال قيادته للحزب، وهي كذلك لكل القوى التي تعتبر أن الكيان الصهيوني كيان غير شرعي ويجب مواجهته على طريق اقتلاعه من فلسطين في سياق معركة طويلة ممتدة، لكن الاغتيال في المقابل هو محل ترحيب من قبل كل المتآمرين فعلا على الشعب الفلسطيني مهما كانت انتماءاتهم.
لكن هذا الفقد الكبير لقائد وزعيم استثنائي في وزن نصرالله ، من التبسيط القول إنه لن يؤثر على حزب الله وكل قوى المقاومة ، كون هناك رجال وجودهم في ذاته هو قوة إيجابيه قادرة على فعل الاستقطاب ، لكن في المقابل فإن طبيعة التحدي والعدو الذي يواجهه حزب الله من شأنه أن يساهم في سرعة التعافي واستيعاب الصدمة ومن ثم استعادة توازنه .
سيما وأن وجود الاحتلال في ذاته هو الذي كان وراء بناء الحزب عام 1982. كمعطى لبناني بحت عندما احتل الكيان الصهبوني بيروت، ناهيك عن. احتلاله لفلسطين. أما العامل الثاني فهو أن العلاقة بين أعضائه وجمهوره تتجاوز ما هو متعارف عليه كناظم سياسي وفكري وتنظيمي بين الأحزاب السياسية، نحو ناظم روحي ديني، ولأنه كذلك فهو قادر على احتواء وامتصاص أي فجوة معنوية أو قيادية جراء غياب نصرالله.
وهذا بالطبع دون التقليل من حجم الخسارة. التي أراد الكيان الصهيوني وطغمته الحاكمة من خلالها تجويف الحزب عندما استهدف الأمين العام حسن نصرالله والتعويض عن عجزه تحقيق انتصار ملموس في غزة مع كل الخراب والتدمير الذي لحق بالقطاع بشرا وبنية تحتية وإضعاف فادح لقدرات حماس في العتاد والعديد وعجزه عن استعادة مختطفيه ، وفشله الأمني وسقوط نظريته للردع في 7 أكتوبر 2023.
ومع ذلك يبالغ الكيان في تقدير ما يعترونه إنجازا استراتيجيا وهو التقدير الذي ينطلق من وهم انهيار حزب الله .. كونهم يعتبرون ان الحزب هو نصر الله ، من ذلك أن المقدم "مم"، قائد السرب 69 بسلاح جو الكيان الصهيوني الذي نفذ عملية الاغتيال اعتبر أن "تصفية حسن نصر الله سيكون لها أثر عميق سيغير وجه الشرق الأوسط"، مشددا على "الأهمية الاستراتيجية لهذه العملية ،وهي في زعمه تمثل نقطة تحول رئيسية في الصراع الدائر وتظهر قدرة “إسرائيل” على ضرب قلب معاقل أعدائها. ولذلك هو ينتظر أن يرى تداعيات هذا الإجراء على ميزان القوى في الشرق الأوسط، ويتابع لكن من الواضح أن القضاء على حسن نصر الله يمثل ضربة قوية لحزب الله وحلفائه في المنطقة.
فيما يقول رئيس وزراء الكيان الصهيوني، إن "القضاء على نصر الله كان خطوة ضرورية نحو تغيير توازن القوى في الشرق الأوسط".وأن ما جرى يمثل" نقطة تحول تاريخية ومصممون على مواصلة ضرب أعدائنا".
لكن السؤال إذا كان الأمر كذلك لم كل هذا الاستنفار الأمريكي والصهيوني، طالما أن اغتيال نصرالله حقق معادلة الردع المفقودة لدى الكيان وأحدث التغيير المطلوب في ميزان القوى في الشرق الأوسط. في حين أن المعطيات تقول شيئا آخر، وهو أن لا الكيان الصهيوني ولا واشنطن قد استوعبتا، أن اغتيال نصرالله، قد فتح باب الصراع ليس مع حزب الله ولكن مع القوى المرتبطة عقائديا بالحزب وراعيته إيران، كأنصار الله في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق والقوى الإسلامية في فلسطين التي تتبناها إيران كحماس والجهاد، ولأن بايدن لم بقتنع بما قاله نتنياهو، لذلك وجه بتعزيز وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط لما سماه ـ"ردع أي عدوان" على إسرائيل. من حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى (حسب قوله) مدعومة من إيران".
إن عدم استيعاب وعسر القراءة لواقع المقاومة ودروس التاريخ من قبل الكيان الصهيوني وهو أن حسن نصرالله خلف سلفه عباس الموسوي الذي اغتاله الكيان الصهيوني في فبراير 1992، ثم إن إنجازات حزب الله العسكرية هي بفعل قدرات أعضائه وجهازه العسكري، وبيئته الحاضنة ، وهو من ثم قادر على تعويض زعيمه بزعيم آخر، ربما أكثر قربا من إيران هذه المرة، ومن الغباء تصور أن استشهاد نصرالله سيفصم العلاقة بين الحزب وطهران، في ظل أن العلاقة هي علاقة دينية وأن خامنئي هو المرجع الديني الأعلى لديهم، هذا إلى جانب أن المرشح الأوفر حظا لخلافة نصرالله هو هاشم صفي الدين: رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، الذي درس في إيران وهو صهر قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق من خلال ابنه،.
وهاشم صفي الدين كان الرجل الثاني في الحزب مند عام 1994، عندما تولى رئاسة المجلس التنفيذي في الحزب، بعد عامين من تعيين نصر الله أمينًا عامًا عقب اغتيال عباس الموسوي، وعلى مدى ٣٠ عامًا، تولى صفي الدين إدارة الملفات الحساسة داخل الحزب، بينما ترك الملفات الاستراتيجية لحسن نصر الله. ويجمع صفي الدين بين روابط عائلية وسياسية قوية، إذ إنه ابن خالة نصر الله .
ولذلك يخدع نفسه من يعتقد أن نصر الله هو حزب الله وحزب الله هو نصرالله، حتى إذا ما استشهد نصرالله فإن الحزب سينهار، لا شك في
أن تلك هي مجرد أمنيات للكيان الصهيوني وأمريكا ومن يقف معهم من عرب وغيرهم، ولكن استشهاد نصرالله الذي كان قائدا استثنائيا سيقوى الحزب بأن يشكل عامل تحريض دائم لاستمرار مواجهة الكيان ومن يسانده
و نسي هؤلاء أن وجود الاحتلال في ذاته هو عامل أساس وراء تشكيل ووجود هذه القوى العسكرية وهي ستبقى كذلك حتي ينتفي مبرر تشكلها وهو الاحتلال اليهودي لفلسطين. ومزارع شبعا وكفار شوبا اللبنانية والجولان السوري المحتل..
ويمكن القول أخيرا إنه يكفي نصرالله شرفا أنه كان رجلا عندما عز الرجال.... . .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |