نظام النقل الحديث - الجمع بين الأهداف الإقتصادية والبيئة النظيفة

نظام النقل يجب أن يجمع بين الأهداف الإقتصادية والبيئة النظيفة
بقلم : د. شابا أيوب

إنعقد في حديقة زاريادي في مدينة موسكو يومي 18 و 19 أيلول/ سبتمبر الجاري مُنتدى المُدن المُغطاة بالغيوم المُخصص لمستقبل المُدن الكبرى لدول البريكس. حضرَ المنتدى قادة المدن الكبرى الرائدة في دول مجموعة "بريكس" ورجال أعمال وأعضاء المجتمع العلمي ومنظمات دولية وبمشاركة قرابة 30 دولة من ضمنها المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وإيران، وكانَ من بين مَنْ حضرَ المنتدى الخبير الإقتصادي الأمريكي جيفري ساكس (١).
وأشادَ ساكس الخبير الاقتصادي الرائد في العالم بنظام النقل في موسكو، وقالَ في كلمته إن المدن الأمريكية الكبرى لديها الكثير لتتعلمه من العاصمة الروسية. وَ وفقا له، يُعد مترو موسكو أحد أفضل مترو الأنفاق في العالم، وإن الولايات المتحدة بحاجة إلى هذا المستوى من وسائل النقل العام في كل مدينة كبرى من مدنها.

وأضاف : "موسكو هي واحدة من أكبر المدن في العالم. وبحسب توقعات الأمم المتحدة تبيّنَ أن دول البريكس، ستحتوي على نصف المُدن الكبرى في العالم. وهذا تحدي فريد من نوعه ، لأن إدارة المدن التي يزيد عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة هي مهمة صعبة للغاية.
ونحن بحاجة إلى مبادرات جديدة لإيجاد حلول – سواء كان ذلك في موسكو، أو نيويورك، أو شنغهاي. وشدّد ساكس على أن كل مدينة من المدن الكبرى هي عبارة عن وحدة معقدة مُعرّضة للضغوط".

وأشارَ الخبير الإقتصادي إلى أن التنمية المستدامة تتطلب تحولًا تكنولوجياً واسع النطاق وسريعاً. "نحن بحاجة إلى الجمع بين الأهداف الاقتصادية والواقع البيئي. ويجب علينا أن ننتقل إلى نظام جديد للطاقة يعتمد على مصادر خالية من الكربون ومصادر متجددة بدلا من الوقود الأحفوري. وبهذه الطريقة فقط ستتمكن المدن الكبرى من مواجهة تحديات المستقبل".

إن الإشارة لهذا الموضوع له أهمية كبرى، ويأتي ذكره إلى لفت أنظار الحكومات العربية وخاصة تلك التي في بلدانها مُدن كبرى مكتظة بالسكان وتعاني من إزدحامات المرور وتلوّث البيئة، كالقاهرة وبغداد والخرطوم والجزائر وغيرها، وتفتقر الى وسائل النقل السريعة والنظيفة،
وهذه مهمة لا ينبغي ان تغيب عن بال الإختصاصيين والمسؤولين الحكوميين خِدمةً للأجيال القادمة.

(١) جيفري ساكس هو خبير إقتصادي، وأستاذ جامعي أمريكي، وهو عضوٌ في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والأكاديمية الوطنية للطب.
(٢) زاريادي- حديقة عصرية في موسكو قريبة من الكرملين ظهرتْ في الحقبة السوفياتية
ودخلت قائمة «أفضل 100 موقع في العالم» حسب مجلة «تايمز».