طوفان الأقصى 355 – حرب لبنان الثالثة – ملف خاص – 2

زياد الزبيدي
2024 / 9 / 26

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

1) الحرب هي الحل الوحيد امام إيران

وكالة أنباء كاتيوشا

24 سبتمبر 2024

هل ستفتح جبهة ثانية: إسرائيل بدأت حربًا مع حزب الله، مما وضع إيران أمام خيار صعب؟

كما كتبنا سابقاً، فإن لعبة "الخطوط الحمراء" من جانب إيران وحزب الله نفسه أدت إلى شيء واحد فقط - أصبحت إسرائيل، والغرب ككل، مقتنعين بإمكانية هزيمتهم. لا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك. عندما يُقتل جنرالاتك، ثم يموت الرئيس في ظروف غامضة للغاية، ثم يُقتل الحلفاء - ضيوفك، وتُقصف بعثاتك الدبلوماسية، وفي الرد لا تسمع سوى التهديدات، انتظر قليلا - بعد حين ستطير الصواريخ وستتحرك الدبابات.

لم تعد أي حجج مثل "إيران لا تحتاج إلى حرب" مجدية - تحتاج إليها إسرائيل، وتحتاج بريطانيا إليها من أجل صد الفرس، وإفساح المجال للأتراك، ويحتاج إليها جزء من النخبة الأمريكية، وهذا ما سيحدث في هذا السيناريو وسيكون وفقًا لقواعدهم. كما كان الحال مع "اتفاقيات مينسك" و "صيغة نورماندي".

الحرب بدأت الآن. هاجمت مئات الطائرات الإسرائيلية 1600 هدف لحزب الله في جنوب لبنان في يوم واحد، وكانت راجمات الصواريخ والمدفعية في الخدمة، ووصفت ذلك بأنها "عملية هجومية استباقية" تستند إلى مبدأ العقاب على الغزو الذي لم يحدث.

"الاستباقي – يعني أنهم سئموا من انتظار حزب الله لبدء حرب ضد إسرائيل وبدأوها بأنفسهم. استباقيًا. ما الذي لا يمكنك فعله عندما تكون هناك حاجة ماسة إلى الحرب"، كما أشار أوليغ تساريف بدقة.

ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي في لبنان منذ بداية يوم الاثنين إلى 492. وذكرت وزارة الصحة في البلاد أن من بين القتلى 35 طفلاً و58 امرأة. وأوضحت الوزارة أن 1645 شخصًا آخرين أصيبوا. ويُزعم أن اللقطات تظهر اختناقات مرورية على الطريق للخروج من جنوب لبنان، حيث يفر الناس إلى سوريا المضطربة هربًا من الموت.

المساعدات في الطريق أيضًا. تقوم الولايات المتحدة بنقل قوات إضافية إلى الشرق الأوسط فيما يتعلق بالتوتر المتزايد في المنطقة. هذا ما أوردته وزارة الدفاع. ولم يحددوا عدد القوات التي سيتم إعادة نشرها وما هي المهام التي ستوكل إليها.

من الصعب الآن أن نقول إلى متى سيتمكن لبنان وحزب الله من الصمود بمفردهما، دون مساعدة إيران، ولكن من الواضح أنهما "لا يستطيعان التعامل مع الأمر" بمفردهما. نعم، يمكنهما الصمود لمدة ستة أشهر، وحتى عام، ولكن القوى مختلفة للغاية وغير متكافئة.
وبصرف النظر عن الحوثيين اليمنيين، الذين هم بعيدون، وبعض الميليشيات السورية والعراقية، التي قاتلوا معها الإرهابيين، فلا يوجد مكان يمكن أن نتوقع منه المساعدة.
لا تريد إيران زعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط، كما قال الرئيس مسعود بزشكيان.

الأسباب واضحة – الولايات المتحدة وأوروبا تمارسان ضغوطًا على إيران، والصين أيضًا، في محاولة لمنعها من الدخول في الحرب، علنًا أو سراً. إنهم يهددون بعقوبات جديدة وضربات جوية، ويعرضون بعض الامور المغرية مثل "آفاق جديدة"، نظرًا لأن الزعيم الجديد يُعتبر، ولو جزئيًا، مواليًا للغرب.

ولكن إذا استسلم ولم يفتح "جبهة ثانية" ضد الغرب في الشرق الأوسط، ويعبئ "حزام المقاومة" بأكمله، فسنرى قريبًا جدًا، والأحداث تتطور بسرعة الآن، ليس فقط سقوط هذه القوة الإقليمية، بل وانهيارها أيضًا.

أولاً، لن يرفع أحد أي عقوبات - يجب أن تكون الجزرة معلقة أمام الحمار، وليس أن تسقط في فمه.
ثانيًا، مع تراجع هيبتها في المنطقة، ستفقد الحكومة السلطة داخل الحرس الثوري الإيراني أولاً وقبل كل شيء، وهذا محفوف بزعزعة استقرار النظام.
ثالثًا، ستنشط بريطانيا وتركيا، ومعهما إسرائيل والولايات المتحدة، جميع الأقليات القومية، من الأذربيجانيين إلى الأكراد، وبالتالي خلق "عاصفة مثالية".

بالنسبة للصين، لن تكون هذه مشكلة كبيرة – لديها علاقات طبيعية تمامًا مع تركيا لتبادل إيران بها ومن غير المرجح أن ءتتدخل بنشاط، بالنسبة لروسيا هذا سيئ للغاية، حيث لدينا الآن عدد قليل جدًا من الروافع في منطقة القوقاز للتدخل.

إن الطريقة الوحيدة لمنع مثل هذا السيناريو – المخاطرة وبدء الحرب. قد تخسر وتتعرض للانهيار والدمار، ولكن هذه ستكون فرصة. وإلا فإن إيران ستتعرض للحرب والانهيار والدمار، ولكن لن يكون لديها أي فرصة تقريبًا للخروج منها سالمة.


2) هل بإستطاعة امريكا كبح جماح نتنياهو وزيلينسكي؟

ألكسي بيلكو
دكتوراه في التاريخ
كاتب صحفي وباحث سياسي

24 سبتمبر 2024

ستحاول الولايات المتحدة منع إسرائيل من تنفيذ عملية برية في لبنان قبل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني. كما ستحاول الحد من مخاطر التصعيد واسع النطاق في أوكرانيا المرتبط بدخول الناتو أو إحدى دوله إلى الصراع. ومع ذلك، فإن مثل هذه السياسة محفوفة بالمتاعب بالنسبة لكييف: من الناحية العسكرية، تحتاج إلى اختراق ما لقلب الاتجاهات القائمة على الجبهة.

الاتجاهات الحالية تتألف من حقيقة أن الجيش الروسي يخترق جبهة دونباس ببطء ولكن بثبات مع احتمال دخول الفضاء العملياتي. وبحلول أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، قد تتبع ذلك سلسلة من الهزائم للقوات الأوكرانية، والتي سيكون لها تأثير لا رجعة فيه، وبالتالي فإن زيادة حادة في المساعدات العسكرية ومشاركة أكبر لحلف الناتو في الصراع مطلوبة من الجانب الأوكراني الآن.

في الوقت نفسه، فإن فرص قيام الديمقراطيين بالمخاطرة بالسماح لترامب بدخول البيت الأبيض ضئيلة.
إن فوز هاريس يستحق تجاهل طلبات زيلينسكي لبعض الوقت وممارسة ضغوط قوية على نتنياهو. الشيء الآخر هو أن كليهما يقاتلان من أجل البقاء السياسي (وربما الجسدي)، وبالتالي فهما مستعدان للقيام باي خطوات استفزازية.

إن احتمال حدوثها بدرجة عالية - حقيقة. لذلك، في المستقبل القريب، قد تقوم حكومة نتنياهو بإجراءات جذرية في لبنان، بما في ذلك إدخال قوات إلى جنوب هذا البلد.
بدوره، إذا عاد زيلينسكي من الولايات المتحدة خالي الوفاض، فلن يكون لديه ما يخسره. ومن شخص محشور في الزاوية، يمكن توقع أي شيء.

3) هل نتنياهو وزيلينسكي قادران على صنع مفاجآت غير سارة وغير متوقعة لواشنطن؟

يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد

24 سبتمبر 2024

بالطبع، فإن التصعيد الحاد في الشرق الأوسط وأوكرانيا أمر غير مرغوب فيه للغاية بالنسبة لإدارة بايدن-هاريس قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لاحظ أن احتمال تصعيد الوضع بتحريض من إسرائيل أعلى بكثير. والسبب هو أن نتنياهو وزيلينسكي يقعان في فئات وزن مختلفة، ولديهما فرص لا تضاهى للعب بشكل مستقل.

▪️ إسرائيل لديها كينونة سياسية خاصة وقادرة على المبادرة في العلاقات مع أمريكا. علاوة على ذلك، يراهن نتنياهو، بتصعيد الوضع مع لبنان، على فوز ترامب في الانتخابات. ومن المؤكد أن الأخير سيكافئه مائة ضعف، كما في ولايته الرئاسية الأولى. بينما يتبع زيلينسكي أوامر واشنطن، وبطبيعة الحال، فهو قادر على القيام ببعض الإجراءات لإنقاذ نظامه، لكنه ليس غبيًا لدرجة أن يعصي ويضع السيد في موقف يحتاج فيه إلى استبداله.
إن الولايات المتحدة وحدها هي التي ستحدد لهجة التصعيد في أوكرانيا. لأن هذا تصعيد مع دولة تحافظ على التكافؤ النووي الاستراتيجي مع أميركا.

أما بالنسبة للاستفزازات المختلفة في أوكرانيا، فهي ممكنة، ولكن فقط في إطار خطة أميركية عامة. وكما ذكرت هيئة الاستخبارات الخارجية الروسية: "إن قيادة الأجهزة الخاصة والقيادة العسكرية لنظام كييف، بتحريض من أمنائها الأميركيين، تعمل على سيناريو لاستفزاز غير إنساني آخر. يقترح تنفيذ ضربة صاروخية على مؤسسة للأطفال في الأراضي الخاضعة لسيطرة كييف - مستشفى أو روضة أطفال – مع عدد كبير من الضحايا" والإدعاء ان روسيا تقف وراءها. إن واشنطن بحاجة إلى "بوتشا جديدة" لتبرير الضربات في عمق الأراضي الروسية، بعد إعداد الخلفية اللازمة. لكن القرار سيكون متروكًا للولايات المتحدة.

لكن نتنياهو قادر على القيام بأي مناورة ناجحة ووضع واشنطن امام الأمر الواقع. ومع ذلك، فإن بيبي له حدود أيضًا بسبب نقص الموارد العسكرية والاقتصادية بين يديه.

*****

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي