|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
زياد الزبيدي
2024 / 9 / 24
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
ديمتري سيدوف
كاتب صحفي وباحث سياسي وناشر روسي
مؤسسة الثقافة الإستراتيجية
20 سبتمبر 2024
اختار بيبي الغاضب اللحظة المناسبة لمهاجمة لبنان، لكن العواقب قد تكون غير متوقعة.
يشعر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين (بيبي الغاضب) نتنياهو بالابتهاج. اليوم، بيبي هو المتلاعب الرئيسي بالشبكات المتداخلة للسياسة في الشرق الأوسط، والتي ينطلق منها الصاعق الذي قد يؤدي الى كارثة عالمية.
في 19 سبتمبر، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية على مناطق مأهولة بالسكان في لبنان. في الوقت نفسه، أفادت القناة التلفزيونية الإسرائيلية "12" ببداية حرب لبنان الثالثة. نفس الرأي عبر عنه زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي قال إن هجوم الجيش الإسرائيلي هو "إعلان حرب من قبل إسرائيل".
العالم كله متوتر في حالة من الترقب: إسرائيل على وشك شن غزو بري لجنوب لبنان بهدف تدمير قوات حزب الله. كل الإمكانات العسكرية الإسرائيلية جاهزة لذلك.
ولكن خصوم إسرائيل لا يكتفون بذلك. فما زال احتمال توجيه ضربة صاروخية إلى إسرائيل من إيران غير مستبعد (وسط مخاوف من احتمال الرد النووي من تل أبيب)، كما أن قوات حزب الله التي بقيت في سوريا منذ بدء التصدي النشط للإرهابيين الإسلاميين تتحرك إلى لبنان، وأخيرا، يستعد الحوثيون اليمنيون للتدخل في القتال.
إن الولايات المتحدة تغض الطرف عن الوضع المتفجر وتدعو إلى ضبط النفس، وكأنها لن تقدم المساعدة لإسرائيل في حال فشلها العسكري.
إن توزيع أوراق اللعب الجيوسياسية واضح، ولا يعطي أي تفضيل واضح لأي من الجانبين. ولعل العامل الأكثر أهمية وغير المتوقع في تطور الوضع هو قدرة الحوثيين على منع حركة السفن في مضيق باب المندب تماما. وفي هذه الحالة، ستتوقف حركة ناقلات النفط في هذه النقطة المهمة استراتيجيا من الكوكب، الأمر الذي سيؤدي إلى أزمة طاقة في العديد من أنحاء العالم.
إن الخطط الأميركية السابقة لطرد الجماعات المسلحة الحوثية بمساعدة مجموعات حاملات الطائرات أو قوات الإنزال لا تبدو واعدة اليوم.
فقد زارت مجموعات حاملات الطائرات بقيادة حاملتي الطائرات دوايت أيزنهاور وجيرالد فورد بالفعل منطقة القتال المفترضة وغادرت خالية الوفاض، بعد أن تلقت أضرارًا طفيفة من صواريخ الحوثي الخفيفة. وخلص البنتاغون بشكل صحيح إلى أن الجيش النظامي لا يستطيع محاربة الجماعات المتمردة بنجاح. وسيكون هذا مشابهًا جدًا للمغامرة الأفغانية في السنوات السابقة. وسيخبرنا الوقت ما إذا كانت مجموعات حاملات الطائرات ستعود إلى هنا مرة أخرى لتخضع أراضي الحوثيين للقصف السجادي. حتى الآن، لم تعرب العقول العسكرية في الولايات المتحدة عن مثل هذا الميل.
ونتيجة لذلك، لا تظهر القيادة الأميركية أي موقف بشأن بداية العدوان الإسرائيلي وتبدو وكأنها راكب أعمى على عربة محملة بالقنابل، يسحبها حمار في هيئة نتنياهو إلى حافة الهاوية. ويبدو أن هذه القوة العسكرية تتوقع جر العربة إلى هاوية حرب إقليمية. ولكن الولايات المتحدة اليوم ليس لديها وقت لحمار عنيد ينوي إفساد الأسابيع الأكثر أهمية للتحضير للانتخابات الرئاسية. وهم لا يريدون حتى أن يأخذوا في الاعتبار تأكيدات بيبي بشأن انتصار سهل وسريع للجيش الإسرائيلي على حزب الله. إن الأوقات تتغير، وقد تكون القدرة القتالية للشيعة اللبنانيين مرتفعة بشكل غير متوقع. وهذا لا يعني حربًا خاطفة، بل الكثير من الدماء والضوضاء وفشلًا آخر لسياسة الإدارة الأمريكية. ومن المرجح أن يقدم الحوثيون مساهمتهم بتحريض من إيران. فهم قادرون على إغلاق المداخل البحرية لإسرائيل عبر مضيق باب المندب وتركها بدون البضائع اللازمة طوال مدة الحرب. وبعد ذلك سيتطور الوضع وفقًا لسيناريو إله الحرب الذي يحاول بيبي إيقاظه بحماس شديد.