|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
ياسين المصري
2024 / 9 / 20
شيخ الأزهر المصاب بمرض الشيزوفرينيا الحادة، يكرر في احتفاله كل عام بمولد نبيه مقولة: « لولا النبي محمد لبقيت الإنسانية في ظلام إلى يوم القيامة!». وذلك لمعرفة الأكيدة بحقيقة نبيه!، فهو مكتوب عليه أن يبالغ في تقديسه، كي يحافظ على أكل عيشه.
هل يمكن لنبي شتَّام لعَّان، يحرِّض أتباعه على العداوة والبغضاء والقتل والسبي والاغتصاب، أن ينير أتباعه الذين تجرعوا سُمَّه ولن يروا النور أبدا، بل وينشرون ضلالاته عنوة في ربوع الأرض؟ ..
***
الديانات الإبراهيمية الثلات تتسم بالغموض، لانتسابها إلى إله خفي، يقبع في مكان ما في السماء، وزادت الديانة الإسلاموية من غموضها إلى حد الخبل والهذيان، فزعمت أنه يتواجد في كل مكان، ولكن {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} (الأنعام 103)، وانه {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} (الشورى 11)، وهو على كل شيء قدير، ورغم قدرته المزعومة هذه، يحتاج من المؤمنين به أن يقتلوا الكافرين الذين يشركون به. بينما رآه محمد في المنام على صورة شاب أمرد،، موفر في خضر، عليه نعلانِ من ذهب، وعلى وجهه فراش من ذهبٍ.
إلى جانب إسم الله (وهو إسم نعرف مصدره)، أعطى المتأسلمون له أسماء حسنى، وأخرى قبيحه تتَّفِق مع ميولهم الشخصية، مثل: المضل والمتكبر والمنتقم والجبار والماكر … إلخ. وصنعوا له نبيا، ليتكلم بلسانه وهو مطمئن أن أحدا لن يعارضه ما دام يحمل السيف في يده، اختلقوا إلهًا حقيرًا لنبي أحقر منه ليأخذ أتباعه قلة أدبهم وحقارتهم وسفالتهم وانحطاطهم من اخلاقه وسلوكه!
أدَّى تراكم غموض هذه الديانة وتضاربها إلى وجود أنواع مختلفة من الإسلاموية وتفسيرات متباينة وآراء متناقضة ومذاهب متعددة وجماعات عديدة متناحرة وخرافات وإشاعات وفوضى دينية منقطعة النظير، كل هذا وغيره نشأ نتيجة لحتمية الصراع بين المصالح الشخصية والنص الديني تحت جنح القداسة حيث أصبح أي شخص يتصور أنه نبي مثله، فيفتتح لنفسه فرعا مقدساٌ أو تأسلمًا جديدا يتاجر به، ويستفيد منه، ويعمل كل ما في وسعه ألَّا يمسه أحد، فالإخوان المتأسلمون مثلا، وهم فريق من مئات الفرق الإسلاموية المختلفة، يرون رسائل وكلمات ”حسن البنا“ على أنها العقيدة المحمدية التي يلتزمون بها قبل القرآن والسنة، فهي تعاليمه التي يفهمون من خلالها الإسلاموية. وعلى هذا النحو قامت ولم تقعد جماعات أخرى كثيرة منذ نشأة هذه الديانة وحتى اليوم.
راجع كتاب: الفرق والجماعات والمذاهب الإسلامية الدكتور عبد المنعم الحفني دار الرشاد للطباعة والنشر القاهرة 1993
يرجع هذا التضارب والتناحر إلى ما تم التأكيد عليه مرارا وتكرارا بأن جميع ما جاء في القرآن والسيرة النبوية والتراث الإسلاموي بكامله مختلق ومزور، وأن العكس منه هو الصحيح بالمطلق، فمثلًا مقولة: « من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت»، لا تمت للواقع بصلة ما، بل أن الله قد مات قبل أن يحيا لأنه صناعة بشرية خالصة، وأن محمدا (صلعم) مازال حيا رغم موته، ومازال ينطق عن الهوى والذلِّ والهوان! ومازال يخضع لأهواء البشر لتبرير انحرافاتهم، إنه دون مبالغة هو الصنم الأهم والأكبر والأخطر لدي معتنقيه!، فهو يأبى أن يموت، وقد تكلّم وهو حيّ ومازال يتكلَّم وهو ميِّت!، وكلما زادت تبعيتهم له، كلما أفرطوا في الجهل، وانخرطوا في الجهاد وأوغلوا في الفساد وأمعنوا في الانحطاط. الشيخ التليفزيوني خالد الجندي يقول في برنامج (لعلهم يفقهون): « أنا أرفض وأحتج على أي شخص يقول إن النبي مات .. فالنبي حاضر .. فكيف يكون رسول الله فينا وأقول أنه غائب؟».
ما هو السر إذًا وراء تقديس المتأسلمين لهذا النبي وعبادته من دون الله؟
لقد جعلت الديانات السماوية الثلاث من الطقوس الوثنية أصنامًا فوق الأخلاق والإنسانية. يقول المتصوف الفارسي جلال الدين الرومي (1207 - 1273): « ابحث عن الطريق، ولكن ليس الطريق إلى الكعبة، أو المعبد لأنني أجد في الأول حشودا من الوثنيين وفي الأخير عصبة من عابدي ذاتهم». الإسلاموية أكثر وثنية من غيرها، إذ يقدِّس المتأسلمون أصنامًا بشرية عديدة من كل الأصناف والأجناس، بعضها فارق الحياة منذ زمن بعيد أو قريب، وبعضها مازال على قيد الحياة، كما تقدس الكثير من البنايات الحجرية، يصلون باتجاه حجر ويطوفون حول حجر ويقبلون حجرًا ويرجمون حجرًا بحجر ويقفون على حجر، ولكن أهم تلك الأصنام على الإطلاق، هو نبي الأسلمة، الذي يدخل بقوة ضمن (الأسياد)، ولكل ”سيد“ جمع غفير من ”العبيد“، وذلك للتأكيد على أنه أهم بكثير من الله ومن أنفسهم ذاتها، ومن أجل خاطره يقتلون آباءهم وأمهاتهم وكل أهاليهم، إذا كانوا يحاربون الله ورسوله، فالله ورسوله أحب منهم جميعًا، والمقصود هنا هو الرسول وحده، فهو الذي يحدد نوعية محاربة الله وكيفية محبته. من هنا يجمع الفقهاء على أن من يسبّ الله يستتاب فقط ولا يقتَل، بينما من يسب محمدًا يتم قتله وفصل رأسه عن جسده، حتى وإن استتاب. ثم يأتي من بعده في الأهمية خلفاؤه ”الراشدون“ كرجال دين وسياسة معًا. وبعد انفصال رجال السياسة عن رجال الدين، وراحوا يعتمدون على بعضهما البعض، كان على المتأسلمين أن ينصِّبون أصناما لهم من الفئتين، لأنه مكتوب عليهم ألا يعيشوا بلا أصنام.
يقول المفكر المتسعود عبد الله القصيمي: « الله هو ذلك الصنم الذي تم رفعه إلى السماء بعيدا عن سندان العقل ومطرقة الحقيقة»، ونسي القصيمي أن يقول: إن محمد هو الصنم الأهم والأخطر الذي تم ترسيخه على الأرض، يحميه سندان الجهل ومطرقة الخرافة. لقد صنع النبي إلهه شبيها بأخلاقه وأخلاق المجتمع من حوله، محبا للكراهية والقتل والسلب والنهب والسبي والاغتصاب. ومع ذلك نراه يقول: « الخير فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة»، فأين هو خيره وخير أمته، هل كان يعني بما فعله نبيه الكريم من إجرام في حق الإنسانية أنه هو الخير؟ إنها مصيبة كبرى أن يسقط محمد بإلهه هكذا إلى مستنقع لا أخلاقي ولا إنساني.
كان من الضروري أن يؤسس الفرس العباسيون لتصنيمه (جعله صنمًا)، في قرآنهم وأحاديثهم المفبركة، وأن يعتقد كل متأسلم أن القرآن كتاب الله، أنزله على نبيه (الموسوم بالكريم) خلال 23 عام، في جولات مكوكية قام بها ملاك عبري إسمه جبريل (جبرائيل). وجاء في هذا الكتاب: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا..}، وجعل من هذا النبي أسوة حسنة، فقال: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}، وأثنى عليه، وزكى أخلاقه، فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}، كما زكى دعوته، فقال: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. يقول: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، ويأتي بلغزا كبيرا هو: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، فلا أحد يعرف حتى الآن، لماذا وكيف يصلي الله وملائكته على النبي، وما هي الفائدة للبشر إذا صلى الله وملائكته عليه أو لم يصلوا؟. ولكن الأهم أن يسلموا له تسليما!
من العبث الشديد والخبل المديد أن توصف الإسلاموية بأنها أعظم رسالة للسلام والمحبة والعدل والرحمة والتسامح، التي جسَّدها النبي (صلعم)، وأضاء بها للعالم دروب الإنسانية، فكيف لإله أن يأمره نبيه بتحريض أتباعه على الإجرام: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}، وأن يرتكب نبيه جرائم في حق الإنسانية ويبررها بأنها في سبيل الله، دون تحديد لمعالم هذا السبيل المزعوم، وأين مسالكه وعلاماته، وكيف يقبل هذا الإله أن يقتل الناس بعضهم بعضا في سبيله، إن كان قد خلقهم بالفعل، وإن كان له سبيل من الأساس!.
إن رسول الله كان ولازال أسوة شديدة السوء والانحطاط، فقد وضع أتباعه في ضلال مبين، بارتكابه جرائم وتصرفات يندى لها الجبين، كإراقة الدماء واغتيال المعارضين والسبي والسلب والنهب وزواج القاصرات ونكاح الميتة وشرب بول البعير وإرضاع الكبير، والانفلات الجنسي مع النساء وغير ذلك من السلوكيات التي تجعله من عتاة السفلة والمجرمين في تاريخ البشرية!
الشيخ أبو إسحق الحويني وهو مصري متأسلم سلفي يقول بأريحية شديدة: « سبب تخلفنا ترك الجهاد، فلو كل سنة نغزو بلدين ثلاثه فنأخذ أموالهم وأولادهم ونساءهم، أليست هذه عبارة عن ”فلوس“!»، وهو بذلك يريد أن يرجع بالمتأسلمين إلى العهود المظلمة لنبيه (الكريم) وخلفائه (الراشدين)!.
وبما أن الله قد مات قبل أن يحيا ولا وجود له إلا في خيال الضعفاء والمقهورين، فلا بد أن يوجد محمد في الواقع، ولا بد من إنطاقه والحديث على لسانه، لتسير أمور الحياة كما تشتهي الأنفس المريضة، عملا بنصيحته الذهبية: « لا تكتبوا عني شيئًا إلا القرآنَ ، فمن كتب عني غيرَ القرآنِ فلْيمحْه، وحدِّثوا عني ولا حَرَجَ، ومن كذبَ عليَّ متعمِّدًا، فلْيتبوأْ مقعدَه من النارِ»
وقد وصل التحدث عنه بلا حرج أن الشيخ الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلاموية بجامعة الأزهر - في إحدى المقابلات التليفزيونية، قال: « الرسول تكلم عن الدائرة الكهربائية والهاتف المحمول في الأحاديث النبوية».
https://m.facebook.com/groups/961882805213040/permalink/1472481154153200/?
هذا الهراء بدأ بعد ما يقرب من 200 عام من موت النبي المزعوم، إذ اتَّضح للمتأسلمين أن إلههم كذاب أو أنه يهذي، فهو لم يكمل دينهم كما زعم، ولم يروا له نعمة تذكر، بل نقمة لا مثيل لها، ورأوه يناقض نفسه فمرة هو الرحمن الرحيم (البقرة)، ومرة أخرى يقول إنه سريع العقاب (الأنعام). لذلك عمد ثلة من الفرس الخبثاء إلى تلفيق أحاديث للنبي وفبركة سيرة مزيفة له، بأوامر من الحكام العباسيين، وقالوا بأن تلك الأحاديث أصح بعد القرآن، بل وأفضل من القرآن بحسب الشيخ السلفي محمد حسان، أنه: « إذا تعارض القرآن مع الحديث، فالحديث أهم من القرآن»، لأن القرآن من ناحيته يأمر المتأسلمين باتخاذه أسوة حسنة لهم، ومن ناحية يقدم الحديث صورة كاملة لتلك الأسوة، تتفق مع ميول وغرائز معتنقيه، صورة تجمع الخصال الخيرة المصطنعة إلى جانب قدر كبير جدا من الخصال الشريرة التي يتردد الإنسان العادي في تصديقها فضلا عن ارتكابها.
لقد أعتمد العباسيون في تلفيقهم للقرآن وتزوريهم للتاريخ على رواة ليس لهم علاقة بشبه الجزيرة الصحراوية العربية ولا صلة لهم بالعربان من قريب أو بعيد، جاؤا من بلاد ما وراء النهر (خرسان)، ودونوا كل التراث الديني الذي نعرفه اليوم. صاغوا القرآن وقاموا بتفسيره بعد ما يقرب من قرنين من الوفاة المفترضة للنبي واختلفوا أحاديث له، وهم لم يكتبوا ذلك ويفسروه لتوضيح الدين بل لتمجيد الخلفاء والطاعة العمياء لهم دون تفكير، خصوصاً أن الخلفاء العباسيين قد طلبوا منهم ذلك بما يتناسب مع سلوك ومنهج الترك الطورانيين (سكان المنطقة التاريخية في آسيا الوسطى)، فكلف ابن هشام بكتابة السيرة النبوية وكلف الطبري بصياغة القرآن وتفسيره وكلف البخاري بوضع الأحاديث النبوية، وتم ايهام العقل العربي أن هذا نبيهم وهذه سيرته وهذا قرآنهم، مع أن الحقيقة هي أن المؤسسات الفقهية العباسية لم تكن في الأصل مؤسسات فقهيه بل دعائية إعلانية لدين سياسي جديد، تخضع للخلفاء العباسيين مباشرة، وتضم العشرات من الفقهاء والكتبة والرواة ومؤلفي القصص والمترجمين وأصحاب الخيال الجامح من الفرس الذين كتبوا كل شاردة أو واردة عن هذا الدين بصفته الدين الرسمي للدولة العباسية، فأصبح القرآن ليس عماد الدين، بل الأحاديث والتفاسير التي انتشرت كالنار في الهشيم في القرن الحادي عشر وذلك في عهد الخليفة العباسي جعفر المتوكل على الله (206 هـ ، 822 م - 247 هـ ، 861 م).
لقد خلقوا ثقافة دينية تقلب موازين القوى في المجتمعات، وتجعل من المرء منافقا وغبيا، ليعم فيها النفاق والغباء الجمعي الشامل.
كانت أول خدعة قدموها للعربات هي تسمية العصر الذي سبق ظهور الصنم الأكبر بالجاهلية، والواقع أن الجاهلية بدأت معه وليس قبله! يقول: «يجئ يوم أناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى»، فأي إله وأي نبي هذا؟، يحملان أي متأسلم على ارتكاب الذنوب والموبقات والجرائم المختلفة بضمير ميت ودون الإحساس بأي ذنْب؟
ينعتونه بالكريم وأنه أفضل الأنبياء وأعلاهم منزلة عند الله، فهو سيد الأولين والآخرين، وإمام الأنبياء والمرسلين، وهو ابن زنى، ظل في بطن أمه أربع سنوات، ثم تخلت عنه بعد ولادته لينشأ في بيت عبد المطلب الذي كان مأوى للصعاليك والمجرمين وقطاع الطرق، فكان من السهل عليه تعبئتهم والاعتماد عليهم في نشر دعوته من خلال العمليات الإجرامية.
https://nihaiatulislam.wordpress.com/محمد-والصعاليك/
المتأسلمون يقتدون بدجال منحرف، كيف كان يمشي ويلتفت يمينا ويسارا، كيف كان يأكل وكيف كان يشرب وكيف كان ينكح النساء وكيف كان يتبول، وكيف كان يتبرز ويمسح مؤخرته بثلاث أحجار!، وكيف كانت لحيته ويتبركون بنخاعه وإفرازات جسده، ويذكرونه قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم وكأنه خالقكم وهو يرزقكم ويشفيكم وهو ميت منذ ما يقرب من 1590 عام ولا يدري بهم ولا يعرفهم! إنهم يعبدون مدعي نبوة، إرهابي، قاتل، لص، مستعبِد، مغتصب، وناكح أطفال..!
في عهده تحولت يثرب إلى بيت دعارة، أسواق نخاسة ونجاسة تباع فيها النساء والغلمان، تزوج النبي عشرة ونكح العشرات بطرق كثيرة وإنتزع النساء من أزواجهن وفتح المجال لمن تهب نفسها له لينكحها مجانا لوجه الله. ومع كل هذا يلتمسون منه حلا لمشاكلهم الدائمة في كل العصور!
يقول الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في تبريره لزواج القاصرات: « لا يوجد في القرآن أو الأحاديث شيء يمنعني من زواج طفلة في عمر حفيدتي .. أنا أتَّبع سنة النبي (صلعم)»!
إذن نحن أمام أمة بكاملها مريضة عقلياً، ومهزومة نفسياً، ومنافقة دينياً، ومتخلفة حضاريا على كل الصُعد، ولذلك لم يبق لها سوى الماضي، تجمله رغم تعاسته وتلتصق به رغم هشاشته، وتلتمس فيه عبق المجد والسؤدد رغم نتانته! وتعبد بدويا جاهلًا، كل مؤهلاته هي رعي الجمال ونكاح النساء والقتل والسلب وقطع الطريق!
لقد أصاب العمى كافة المتأسلمين، فلا يرون الصورة كاملة، كل منهم يرى في نفسه محمدا، فهو أسوته الحسنة، يعطيه الحق في أن يزني ويقتل ويسلب وينهب ويكذب ويغتصب صغيرات السن وينكح البهائم والميتة، لذلك عندما ينتقد المرء نبيهم، يشعرون على الفور أنه يهاجمهم هم، يتعدى على خصوصياتهم، يحاول أن يمسح هويتهم المزيفة. قد يكون الكثيرون منهم ما لم يكن جميعهم على يقين بأنه نبي كذاب، ولكنه يعطيهم جميعا تصريح بارتكاب جميع الموبقات دون إحساس بالذنب!
كل متأسلم يريد كما أمره إلهه أن يكون له في رسول الله أسوة حسنة
ولكنه لا يستطيع ولن يستطيع تحقيق ذلك، فهو لا يمكنه أن يغزو ويسلب وينهب ويغتصب النساء، مالم يهبن أنفسهن له، ولذلك وبدلا من أن يكون له في رسول الله أسوة حسنة، يريد أن يكون هو نفسه رسول الله، حتى أن البعض وبين فينة وأخرى يزعم أنه نبي مرسل من عند الله. جميع المتأسلمين يتمنون أن يكونوا مثله، يغزون الآخرين ويقتلونهم ويسلبون أموالهم وينكحون نساءهم، لذلك أي نقد له يعتبرونه نقدًا لهم وأي كشف عن مخازيه وسلوكياته القذرة يعد هجوما عليهم شخصيا، لأن مخازيه وسلوكياته القدرة ما هي إلا رصيد يمكنهم الرجوع إليه في أوقات معينة وتحت ظروف خاصة!
كل متأسلم يرى في نفسه نسخة من نبيه الكريم فينصب نفسه وكيلًا لله على الأرض، مع أنه في الغالب ضحل الثقافة، أو فاقدًا للتعليم الأساسي، يستغل الدين لالتماس هويته الممزقة أو كسلاحٍ لعرقلة تطور البشرية.
ورجل الدين الإسلاموي من ناحيه يُغذي أوهام المتأسلمين مستغلًا عاطفتهم الدينية، ليبث سموم أفكاره ويخترق حياتهم، مُنصِّبًا نفسه قيِّمًا على تفاصيلها، وقد امتلأت نفسه بالكراهية لكل ما هو جميل في الحياة. يُحدثنا عن أهوال يوم القيامة كأنه مخرج سينمائي، يظن نفسه مُتحكمًا بمصير الأرواح، بينما هو في الواقع مجرد بوقٍ للجهل، وعدوٍ للتقدم والإبداع.
الشيخ أبو إسحق الحويني وهو مصري متأسلم سلفي يقول بأريحية شديدة: « سبب تخلفنا ترك الجهاد، فلو كل سنة نغزو بلدين ثلاثه فنأخذ أموالهم وأولادهم ونساءهم، أليست هذه عبارة عن ”فلوس“!»، وهو بذلك يريد أن يرجع بالمتأسلمين إلى العهود المظلمة لنبيه (الكريم) وخلفائه (الراشدين)!.
هكذا نرى هذا الصنم الأكبر وقد أعطى لأتباعه تفويضاً تاماً مقدساً لغزو وقتل وقتال واستباحة أعراض وأموال ودماء كل من لا ينضوي تحت رايته ويسلّم بمشروعه السياسي للسيطرة على المجتمعات والتحكم بها ومن هنا نشأت بينهم دوامة الصراعات ونزيف الدماء والحروب التي لا تنتهي، ولن تنتهي.