عواقب عدم تفعيل وحدة الساحات

ضيا اسكندر
2024 / 9 / 20

منذ أكثر من أحد عشر شهراً، تستفرد "إسرائيل" بأطراف ما يسمى بـ «حلف المقاومة والممانعة» واحداً تلو الآخر، وكأنها على يقين من استحالة قيام هذا الحلف بهجوم كاسح موحد عليها مستخدماً ترسانته العسكرية الضخمة.
أما لماذا لم يُفعّل مبدأ "وحدة الساحات" حتى الآن، رغم مرور ما يقارب السنة على حرب "إسرائيل" المدمرة على غزة، فأنا شخصياً أجهل الأسباب.

تُرى، لو تم تفعيل هذا المبدأ في وقت واحد، وقبل قدوم الأساطيل والمدمرات والبوارج الحربية الأمريكية والأطلسية، وانهمرت على المدن الإسرائيلية من شمالها إلى جنوبها آلاف الصواريخ والطائرات المسيّرة من كل حدب وصوب، لضرب أهم المنشآت الحيوية والمرافق الاستراتيجية دفعة واحدة، مثل المواقع العسكرية والثكنات ومفاعل ديمونة ومحطات الكهرباء والمياه وشبكات الاتصال والمطارات والموانئ ومصانع الأمونيوم وغيرها من البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية ذات الأهمية الكبيرة..
ألم نكن لنوفر عشرات آلاف القتلى والجرحى، ونجنب قطاع غزة والجنوب اللبناني واليمن كل هذا الدمار والخراب خلال الأشهر الماضية؟"

كثيرة هي التساؤلات المؤلمة التي تقضّ مضجع كل من يناصر القضية الفلسطينية، دون إجابات واضحة، منها:
- لماذا لا تزال السلطة الفلسطينية، التي يُتّهم قادتها بالتواطؤ مع العدوان الإسرائيلي، على قيد الحياة دون معارضة شعبية فعلية لاجتثاثها من جذورها؟
- لماذا لم تردّ إيران حتى الآن على العدوان الإسرائيلي على أراضيها، على الرغم من امتلاكها أسلحة عسكرية جبارة بمختلف أنواعها؟
- لماذا لم تسمح روسيا للجيش السوري باستخدام صواريخ S -300؟ على الرغم من تعرض سوريا لأكثر من 500 عدوان.
- لماذا لم تقدّم الدول التي تخاصم أمريكا، مثل روسيا والصين، الدعم اللازم للقضية الفلسطينية، ولم تمارس الضغوط على "إسرائيل" لردعها" ووقف مجازرها، بينما يشهد العالم أجمع هذه الفظائع؟ علماً أن العدوان على غزة يأتي ضمن سياق حرب الناتو على روسيا في حربها مع أوكرانيا.
- لماذا لم يدعُ أي حزب يساري في العالم العربي للتظاهر ضد حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني.

لعل أحد أهم أخطاء «حلف المقاومة والممانعة» هو تأخره كثيراً في تنفيذ ما وعد به مراراً وتكراراً، من أن أي عدوان على أحد أطراف الحلف، يُعدّ عدواناً على بقية الأطراف ويستلزم الرد الموجع الجماعي.
لكن ما حصل للأسف، أن العدو الصهيوني لم يترك وسيلة في عالم الاستفزاز إلا واتبعها لجرّ خصومه من الحلف نحو توسيع رقعة الحرب، لكنه "لم يفلح" حتى الآن.
فهل ما جرى خلال اليومين الماضيين، من قيام "إسرائيل" بتوجيه ضربة سيبرانية غير مسبوقة، متجاوزةً كل الضوابط والأعراف والقوانين الدولية، أودت بحياة العديد من رجال حزب الله وأصابت الآلاف منهم، قد يغيّر من حسابات "الحلف"؟
هذه الأسئلة وغيرها تتطلب تحليلاً استراتيجياً لوضع النقاط على الحروف والإجابة عنها. شخصياً، لا أملك الإجابة عن أيّ منها. وأتمنى على من يرى نفسه قادراً على معالجة هذه التساؤلات وما يماثلها، أن يتفضل مشكوراً ويدلي برأيه.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي