|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
خالد خليل
2024 / 9 / 19
خذيني إلى حيث تولد الأمواج،
حيث لا تعود الأرض تعرف الجفاف،
خذيني إلى عالم بلا ملامح،
حيث كل شيء يعاد رسمه
من بريق عينيك.
دعيني أكون السر في الليل،
الصوت الذي لم يسمعه أحد،
النغمة التي تنساب بين أصابعك،
وتعيد خلق اللحن
على وتر الفجر.
خذيني بعيدًا عن الفصول الأربعة،
إلى فصل خامس
يزهر فيه الوقت كلما مررتِ بقربي،
حيث تنبت الكلمات في صمتنا
كزهور برية
لا تعرف الخوف من الرياح.
أريد أن أكون قطرة في بحر نهديك،
أن أغرق في موجات دفئك،
وأتلاشى بين سكون أنفاسك،
حيث لا زمن هناك، ولا حدود،
فقط أنا وأنت،
ونبض الحياة الذي ينبثق من جسدك،
يتردد في أعماقي كأغنية خالدة.
خذيني إلى حيث تنسج الشفاه قصائد من شوق،
وحيث الليل لا يعرف السهر إلا في عينيك،
دعيني أكون الريح التي تعبر على كتفيك،
وتحمل همسات العالم إلى قلبك.
في حضنك، هناك مدينة من الحلم لا تزول،
أبني فيها قصور أمانيّ،
وأزرعها بزهور الانتظار العذب،
دعيني أحيا حيث الحب يُعاد خلقه كل صباح،
وحيث الشوق لا يموت أبدًا.
أريد أن أكون في جسدك بستانًا،
يمتلئ بعطر لمساتك،
أرسم خطوط العمر على بشرتك
وأترك نفسي أسيرًا
بين دفئك وحنانك.
لا تسأليني عن الغد،
فالغد يموت كلما ابتعدتِ،
وأنا لا أحتاج إلا الآن،
حيث كل لحظة بين يديك هي الأبد.
خذيني إليك،
دعيني أنتمي إلى جسدك،
أن أعيش فيك، وأموت فيك،
فالحب في عينيك هو الحياة التي لا تنتهي،
والخلود الذي لا يفنى.
فكلما ابتعدتِ،
اقتربت منك أكثر،
كما يتبع الليل
آخر خيط من ضوء.
لا تسأليني عن الغد،
فالغد وهم يهرب منا حين نمسكه،
خذيني الآن،
في هذه اللحظة التي لا تحمل إلا نحن،
ولا تسأليني عن الماضي،
فالماضي ضاع بين خطواتنا
نحو الأفق الذي لا نهاية له.
في قلبك، هناك مدينة من الحلم،
دعيني أدخلها دون استئذان،
أبني فيها بيتي من ضحكاتك،
وأغني فيها لحنًا لا يعرف الصمت.
خذيني حيث تشرق الشمس على أعماقك،
وحيث القمر ينسج من ضوءه
غطاءً دافئًا لقلبي.
لا أريد أكثر من أن أكون ظلًا لروحك،
أعيش حيث تعيشين،
وأموت حيث يموت الانتظار.
خذيني إليك، لا كعاشق تائه،
بل كنبضة في شريانك،
كلما نبضتِ، عرفت أنني ما زلت حيًا،
وأن الكون بأسره
ما زال يعيد نفسه في عينينا.
يا حبيبتي، هيا نهرب إلى آخر العالم
حيث يتنفس الكون أغاني المطر
وتُعزف الموسيقى من صدى الأمل
نترك خلفنا كل الأبواب المقفلة
ونرسم طريقنا من نسيج الغيم والضوء
هناك، بين السحب المتراقصة في الأفق
تتداخل ألوان الشفق مع أحلامنا
نحمل قلوبنا كالفوانيس المضاءة
ونمضي في فضاء لا يعرف الحدود
نفرُّ من الزمان، من ضجيج السنين
نبحث عن مكانٍ لا تلامسه الهموم
حيث تسكن الأرواح كالنوارس الحرة
تُحلق في سماء لا تخشى السقوط
العالم الذي نحلم به ليس بعيداً
إنه يسكن بين ضلوعنا، ينبض بالحياة
نهرب لنلتقي بأنفسنا
لنكتشف ما أخفته الأيام خلف جدران العادات
في أعماق كل لحظة، نزرع قصيدة
ننسج من خيوط الوقت حكاية لا تنتهي
لا نهرب لنختبئ، بل لنضيء
نحمل معنا النور لنغمر به كل ما نلمسه
في تلك الرحلة، نخلق معجزة الوقت
ونعيد للعالم لحن الحياة
نهرب لا لنغيب عن العيون
بل لنصبح نجوماً تهدي كل من ضاع
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |