|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
زياد الزبيدي
2024 / 9 / 15
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية
13 سبتمبر 2024
في إسرائيل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم إقالة قائد الوحدة 8200 من إدارة المخابرات العسكرية، العميد يوسي ساريئيل. وتعد الوحدة 8200 هي الأكبر في مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية ومهمتها الأساسية جمع المعلومات وتحليل ومعالجة البيانات ونقل المعلومات إلى الجهات المختصة. تشارك هذه الوحدة بشكل متكرر في العمليات القتالية وتعمل من مناطق القتال.
كما حدثت في إسرائيل استقالات في الشرطة، حيث تم طرد ثلاثة مسؤولين خلال شهر واحد – قائد وحدة التحقيق، وقائد لواء الشمال، وقائد لواء الضفة الغربية. وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، برر سارييل استقالته بالقول إنه "تحمل مسؤولية الإخفاقات الاستخباراتية في 7 أكتوبر 2023". وكتب في خطاب استقالته: “وحدة الاستخبارات التي تحت إمرتي فشلت في إكمال مهمتها. سأتحمل آلام الحرب إلى الأبد. والآن أريد أن أتحمل المسؤولية وأوقف مهمتي».
ويذكر أن ساريئيل اتخذ هذا القرار بعد ظهور مواد التحقيق الأولي. وهذا يعني اعتراف إسرائيل العلني بالفشل في العمل الاستخباراتي وفقدان القدرة على المناورة العملياتية، الأمر الذي، بحسب خبراء إسرائيليين، "وجه ضربة خطيرة للنظام الأمني في البلاد".
واسمحوا لي أن أذكركم أن قائد القوات البرية اللواء تامير يادي استقال أيضاً «لأسباب شخصية». علاوة على ذلك، تأتي هذه الاستقالات على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة مع حماس في qغزة. كما استقال اللواء أهارون خاليوة، رئيس دائرة المخابرات العسكرية، لنفس السبب.
وترى بوابة "والا" الإسرائيلية، تعليقا على الوضع، في إخفاقات أجهزة المخابرات الإسرائيلية مؤشرات على حرب وجودية "ليس على الجبهة الخارجية بقدر ما هي على الجبهة الداخلية، وظهور تهديدات حقيقية لتفكيك الدولة". علاوة على ذلك، وبحسب الموقع، فإن “أزمة حادة تحدث في أعلى قمة هرم السلطة”. ويكتب الخبير بن كاسبيت في هذا الصدد أنه «في إسرائيل، يُترك الاقتصاد أيضًا لرحمة القدر، حيث قام وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بتفكيكه». في هذه الأثناء، وكما كتبت صحيفة فايننشال تايمز، "يعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واحدة من أعظم فترات الكساد في حياته السياسية. وبينما شهدت البلاد احتجاجات حاشدة في أعقاب مقتل ستة أسرى إسرائيليين في غزة، انهار الاتفاق الذي تفاوض عليه نتنياهو والرئيس الأمريكي بايدن ووزير الخارجية الأمريكي بلينكن، الذي قضى أياما في محاولة إقناع جميع الأطراف.
وجاء في البيان الأخير لنتنياهو، الذي قيل إنه اضطر إلى الموافقة على سياسات اثنين من وزراء الائتلاف اليميني المتطرف لتجنب خسارة رئاسته للوزراء، ما يلي: “لا يمكن لأحد أن يكون أكثر حسما في إطلاق سراح الرهائن مني، ولكن لا أحد يستطيع أن يعظني. لن أستسلم للضغوط".
ويواصل نتنياهو الضغط من أجل الانتشار العسكري الإسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا في غزة على الحدود المصرية، على الرغم من أن الوسطاء الدوليين وقادة الأمن الإسرائيليين حذروا من أن ذلك سيقوض اتفاق إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة.
لكن علامات الانهيار في أجهزة المخابرات الإسرائيلية تمثل بالنسبة لنتنياهو، كما أشار مراسل سكاي نيوز في الشرق الأوسط، أليستر بانكال، "عاصفة غير مسبوقة في سيرته السياسية". وهو يفهم أن “إسرائيل لن تسامحه أبدا على أشياء كثيرة”.
لكن في الوقت الحالي، الحرب هي السبيل الوحيد أمام نتنياهو للبقاء سياسيا.