حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (92)

نورالدين علاك الاسفي
2024 / 9 / 14

"في صميم اقتراحي المقدم لكم؛ هو تغيير بمائة وثمانين درجة ف يما يتعلق بما اعتدنا على التفكير فيه في العقود الأخيرة".

"لكم" على الجمع المفتوح المصدر؛ تخصيص على مبتور من سياق؛ معلق ظرفا؛ لكنه نازل بحكم المقول المشفوع؛ بما يوجب أخذ البال بما في التالي سيساق، بمفاد على الصريح؛ هذا ما جادت به بنت أفكاري من تفرغي لكم؛ و استفراغ جهدي فيه.
سموتريتش يخندق " متلقيه" بالتعيين على الإطلاق؛ بذات واعية؛ مدركة أنهم في توق ملحاح؛ و في مسيس الحاجة إلى عروض من " سلعة مزجاة"؛ و إن غلاها؛ لن يكونوا فيها من الزاهدين.
صاحب"خطة الحسم" بات حفيا بما سيقدمه من بضاعة/ اقتراح؛ من غير أن يترك فرصة "لزبنائه"أن يلموا بما يجب معرفته عن كل اقتراح قبل تداوله:

ما هو الغرض منه، متى سينظر فيه، ما هي صيغته وهل يمكن تعديلها؛ وهل يمكن تجزئته؟
هل يمكن سحبه بعد أن يطرحه صاحبه أو بعد أن قدمته الجهة الوصية؟
هل هو قابل للنقاش، وهل يمكن مراجعته بالتعديل أو الإلغاء؟

منتهى الهام عند سموتريتش في طرح "الاقتراح" هو متى يطرح، و من يطرحه، لا ما هي الخطوات اللازمة لطرحه،ما دام صاحب الاقتراح يكتسي بلبوس شرعية "فتية التلال"؛ مستوطن متطرف، محسوب على"نخبة اليمين"؛ و من نفسه؛ سيجعل ناطقا رسميا بطموحاته؛ و عاملا بجهد لا يلين على مأمول؛ يتعشم منه تكريسه واقعا؛ ما انفك أن صار بالضرورة حقيقة؛ و غدا بحكم الواقع قراراً بقوة اقتراحية مشهودة، و عليه سيؤسس نهج "الفعالية"؛ لما تبوأ كرسي المسؤولية بحقيبة وزير مالية في ائتلاف حاكم.

اقتراح/ تفكير مغاير.
على نسبة قارة؛ تتمثل "مائة وثمانون درجة" بتدقيق مطلوب من سموتريتش على وجه التحقيق؛ إنه ذاهب باقتراحه بعيدا إلى أقصاه؛ و لا يريد أن يبقيه على حال من التردد؛ لكن بصيغة صدقية العلم؛ التي ينتصر لها؛ و لا تسمح بسانحة ريب تداخلها.
هل راح عن سموتريتش أنه في اتجاه اللف بزاوية 180 درجة المطلوبة. سيراكم على سابقيه؟
سيتهيأ له أنه سينعطف، لإجراء تغيير مفاجئ ومباغت في التوجه، والموقف، والرأي. لا مجرد انعطاف "يمينا" أو "يسارا" كما هو جار ديدن سياسةالعروض في الكيان على المعهود.
و الظاهر أنه بذا؛ سيتمم سموتريتش إغلاق الدائرة 360 درجة، ليجد الكيان نفسه؛ مع أيدلوجية اليمين المتطرف؛ قد عاد إلى نقطة البداية؛ و بذا سكر كل المنافذ؛ و ترك طوق النار؛ مقاومة و إسناد؛ يأخذ بخناقه؛ و هذه المرة لا محالة؛ ستأخذه المسيانية المنغلقة رأسا؛ لا محالة على الزوال و بداية النهاية.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي