|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سمير حنا خمورو
2024 / 9 / 10
موقف شجاع من مخرجة يهودية عند استلامها جائزة أسد المستقبل في مهرجان فينيسيا
وقفت المخرجة المخرجة الشابة سارة فريدلاند Sarah Friedland على المسرح قاعة قصر السينما، وامام قاعة ممتلئة بالحاضرين من
ممثلات وممثلين، وفنيين ونقاد، ومسؤولي مهرجانات سينمائية، يوم اختتام مهرجان فينسيا يوم السبت 7 ايلول/سبتمبر 2024، واثناء تسلمها جائزة مهرجان فينيسيا (أسد المستقبل) le Lion du Futur لأفضل مخرجة واعدة عن فيلمها الأول "لمسة مألوفة" Familiar Touch، الذي عرض في القسم الموازي لآفاق أوريزونتي Orizzonti، بمهرجان فينسيا
في دورته الـ 81، فاجأت الجميع بقولها: "كفنانة يهودية أميركية (...)، يجب أن أشير إلى أنني أتلقى هذه الجائزة في اليوم الـ 336 للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والعام الـ 76 للاحتلال». واضفت بشجاعة "أعتقد أنه من مسؤوليتنا كعاملين في مجال السينما استخدام المنصات المؤسسية التي نعمل من خلالها لمعالجة إفلات إسرائيل من العقاب على المسرح العالمي. وبتحدي واصرار قالت: " أتضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرير". وقد وقد صفق لها الجمهور طويلا.
وصادف ذلك، يوم ختام فعاليات مهرجان فينيسيا السبت 7 ايلول، حيث دخلت الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) شهرها الثاني عشر دون أي مؤشر على توقف القصف الإسرائيلي القاتل الذي خلف 40939 قتيلا حتى الآن وأكثر من 120 الف جريح. وبحسب الأمم المتحدة فإن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال ولا أمل في هدنة سريعة أو إطلاق سراح الرهائن.
وبالمناسبة أشعل موقف وكلمة المخرجة سارة فريدلاند الصهاينة في إسرائيل وفي الصحافة والمواقع والقنوات الإخبارية في أوروبا التي كتبت بعضها "لقد ألقت خطابًا يحض على الكراهية ضد إسرائيل".
حصلت المخرجة سارة فريدلاند على عدة جوائز منها أفضل إخراج عن فيلمها الأول «لمسة مألوفة» Familiar Touch، كتبت له السيناريو ايضا. والذي يتتبع رحلة امرأة مسنة، محترمة، وقورة خلال الأشهر الأولى لها في دار لرعاية المسنين. (روث) البالغة من العمر 85 عاماً، تعيش بمفردها، نراها تقوم بالطهي وتحضير وجبة لرجل أصغر منها سنًا، (ستيف)، الذي تبدأ معه المحادثة. ولكن شيئا فشيئا تتصرف مثل امرأة شابة في موعد رومانسي. تطلب منه أن لا يفسد عليها مفاجأة الزيارة التي خطط لها. لكن ستيف في الحقيقة هو ابنها الذي جاء ليأخذها إلى دار رعاية المسنين في ذلك اليوم.
فيلم "لمسة مألوفة" فيلم درامي مؤثر عن مرض الزهايمر وفقدان الانسان الأتصال بالواقع تدريجيًا، حيث أخطأت روث في البداية في اعتبار ابنها خاطبًا، جاء يطلب يدها للزواج. ثم اعتبرت مقدمة الرعاية الصحية والدتها... تسعى روث جاهدة لإظهار قوة ذاكرتها، من خلال التركيز على التفاصيل الصغيرة، وهو شكل من أشكال الإنكار الذي ينتهي بها الأمر إلى أن يصبح مزعجا عندما تظهر علامات فقدان الاتصال بالواقع، كما هو الحال عندما تعتقد أنها في المطعم بدلاً من قاعة طعام المصح. يتم دفع الشخصية نفسها للتشكيك في حالتها، مع بعض المشاهد الإنسانية المؤثرة بعمق، عندما تسأل عما إذا كانت "ستعيش هناك دائمًا"، أو عندما تجمع حفيدتها بعضًا من أغراضها.
يلقي فيلم "لمسة مألوفة" نظرة معقدة فيما يتعلق بالعلاقة بين الأبن الذي يبدو عابرًا وفارًا من مسؤلياته في البداية والأندفاع والحيوية التي يظهرها، من مشاعر قوية عندما يظهر مرة أخرى نحو أمه في النهاية. أهتمت المخرجة بالتعبير الجسدي عن التدهور الذهني والمعرفي، كما في القدرة على القراءة والتذكر واستخراج لحظات السكون والخمول الظاهر والاعمال المتكررة التي يتشبث بها الجسم والعقل عندما يبدأ المرء في فقدان السيطرة على الواقع. تسيطر الممثلة على المشاهد ببراعة مطلقة في صورتها المدروسة لامرأة تحاول الحفاظ على كرامتها. تم ضبط كل لفتة وخط وفعل بدقة لنقل وتوصِيل إدراك روث المتغير. هذه نظرة نادرة ومؤثرة للموضوع ينظر إليه من الداخل إلى الخارج بعدسة رصينة بشكل مثير للإعجاب.
ان رصانة الأداء الرائع للممثلة لكاثلين تشالفانت، أهلها للفوز بجائزة أفضل ممثلة في قسم افاق (أوريزونتي) في مهرجان فينسيا.
بطولة كاثلين تشالفانت، وكارولين ميشيل، وآندي ماكوين، وإتش. جون بنجامين. ميشيل سميث وكاتلين ناكون. التصوير السينمائي
كيب سي. إلدر
المونتاج
أكاري "أوم" أونسريوانتت.
مدة الفيلم ساعة و 30 دقيقة.
عن المخرجة
سارة فريدلاند:
مخرجة أفلام ومصممة رقصات، تعمل على تقاطع الصور والاجساد المتحركة. عرضت سارة مشاريعها في مهرجانات مثل مهرجان نيويورك السينمائي ومهرجان آن أربور السينمائي ومهرجان بام وفي أماكن مثل متحف الفن الحديث وبينالي بيرفورما 19. وهي خريجة جامعة براون، وقد تم أختيارها كواحدة من "25 وجهًا جديدًا للفيلم المستقل لعام 2023" في مجلة صانع الأفلام Filmmaker. عُرض فيلمها الروائي الطويل الأول، لمسة مألوفة، لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي الحادي والثمانين في مسابقة "افاق" Orizzonti.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |