|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
كوسلا ابشن
2024 / 9 / 8
في يوم 8 سبتمبر من السنة الماضية, ضرب مناطق جبال الاطلس, زلزال مدمر بقوة 6,8 درجات على مقياس ريختر, خلف أكثر من 2946 قتيل و5674 جريح, شرد المئات من العائلات و دمر مساكنها و أرزاقها المعيشية. تطوع المجتمع المدني المحلي و الوطني بعملية الإنقاذ و المساعدة للمحتاجين, لكن في غياب التواجد المخزني الحقود على الأمازيغ, ولم يلتحق هذا الأخير بقافلة التدخل لإنقاذ العالقين تحت الأنقاذ, إلا بعد 18 ساعة من حدوث الزلزال, بعدما كان المجتمع المدني ( خاصة الأمازيغ) قد قام بوسائله البسيطة بمسؤوليته القومية و الأخلاقية و الإنسانية, بالمساعدة لإنقاذ الأرواح و البحث عن العالقين تحت الأنقاذ. لم تبخل الدول و المنظمات المدنية الأجنبية في تقديم مساعدات مالية ضخمة و مساعدات عينية لضحايا الزلزال, لم يعرف مصيرها حتى اليوم.
بعد أسابيع من كارثة الزلزال, بدأت أبواق النظام العنصري و أقلام الصحافة الصفراء, في الترويج لأكذوبة بداية عملية إعادة الإعمار و دفع المساعادات المالية للمتضررين من جراء الزلزال. الإعلام التضليلي الكاذب فضحه المتضررون, الذين دفعهم الإستياء من الظروف الكارثية التي يعيشونها في البدأ منذ يناير 2024, بإحتجاجات ميدانية ضد التهميش المقصود على خلفية سياسة التمييز العنصري, مطالبين أجهزة المخزن بالتحرك لمساعدة منكوبي الزلزال بتقديم الدعم المالي المخصص لهم, و الإسراع في تطبيق مشروع إعادة الإعمار على أرض الواقع. سياسة اللامبالاة و القمع البوليسي, أجبر المتضررين للسفر الى الرباط لتنظيم وقفة إحتجاجية أمام مجلس الأعيان, يوم 10 يوليوز, للتنديد بالأوضاع القاسية و اللاإنسانية التي فرضت عليهم, و المطالبة بتنفيذ ما وعدوا به من مشروع إعادة الإعمار و تقديم المساعدات المالية.
مرت سنة كاملة على كارثة الزلزال, لتخرج الأبواق الفاسدة, لتفتخر بما حققته من إنجاز كبير لتسوية ملف الزلزال. ففي تصريح المدير الإقليمي للتجهيز و الماء بالحوز, قال: بأن التدخلات الميدانية في إزالة أنقاض المساكن المهدمة قد وصلت الى مراحلها الأخيرة, و تحقق فتح ثمانية طرق قروية. أضاف المسؤول, أن عملية إعادة الإعمار تبدأ مبشرة بعد إزالة الركام. يالها من أضحوكة, في ظرف سنة كاملة لم يستطع المخزن من إنهاء إزالة الأنقاض. على هذا المنطق, فالأسر التي لم تجد مأوى لدى أقاربها أوجيرانها, أو لم تستطيع إستئجار مساكن تأويها, عليها الإنتظار سنوات لإنهاء عملية إعادة الإعمار, وهي تعاني كل هذه المدة بسبب الظروف اللاإنسانية في الخيام الغير المجهزة لأبسط وسائل العيش الكريم و الآمين, و حسب الجهات الرسمية بالحوز, فإن 8 آلاف أسرة تعيش في الخيام, و الحقيقة أنها أكثر بكثير من هذا الرقم. و بأقوال العسلية لهذه الجهات الفاسدة, فإن عملية إعادة البناء تتواصل على قدم و ساق, لتأهيل المساكن التي انهارت كليا أو جزئيا, من أجل تمكين العائلات المتضررة من العودة في أسرع وقت ممكن إلى منازلها. سنة كاملة من التحايل و الكذب على المتضررين الذين ذاقوا ويل العيش في الخيام الغير الصالحة للعيش, لتعاد إسطوانة الوعود الرنانة بقرب إنهاء مأساة منكوبي الزلزال.
في 5 سبتمبر 2024, نظم "الائتلاف الوطني من أجل الجبل" ندوة صحفية, تحت شعار: "سنة على زلزال الإطلس أية حصيلة", إنتقد المتدخلون سياسة الإقصاء و التهميش إزاء ساكنة الجبل, و كشف المتحدثون عن إختلالات الحكامة في تدبير تداعيات زلزال الحوز, و حملوا كامل المسؤولية للسلطة الحاكمة, في إستمرار معاناة ضحايا الزلزال.
السلطة الكولونيالية لا يهمها مصير ضحايا التمييز العنصري و لا ضحايا الزلزال. سياستها العنصرية واضحة, و إسترتيجيتها الإستمرار بإحتلال الأرض, بنهب خيرات الشعب الأمازيغي و قمع أصوات المنددة بسياسة الإضطهاد القومي و الإجتماعي.
سنصبح على ذكرى ثانية قادمة و معاناة و مأساة منكوبي زلزال الحوز مستمرة.
نشد على أيدي المناضلين في المناطق المنكوبة في نضالهم العادل من أجل تحقيق حقوقهم. المطالب تنتزع بالنضال و لا تعطا هدايا. تصبحون على نضال حتى كسب المطالب المشروعة الآنية.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |