|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
أمين بن سعيد
2024 / 9 / 8
قد يقول قائل أني أستطيع الكتابة في مواضيع أهم: العالم يشتعل وأنتَ تكتب قصصا؟ وأقول ربما تكون هذه القصص أهم من اشتعال العالم، وربما ما فيها قد يساعد على فهم حقيقة العالم وبالتالي عدم حرقه... العالم يحترق لأوهام يعتقدها من يحرقونه، وكل ووهمه وأوهامه... هناك وهم عظيم، يخص كل البشر، مهما كانت أعراقهم وأديانهم وثقافاتهم وأيديولوجياتهم... ذلك الوهم يجب أن تُعلم حقيقته ثم يُواصل كل التعامل معه مثلما يريد... لم يعد البشر اليوم يُستعبدون بالأديان وبالأيديولوجيات فهي تخص نسبة فقط منهم. استعباد "كل" البشر يخص المشترك بينهم، وسادة العالم الحقيقيون يعلمون ذلك جيدا، ويتصرفون وفقه... من فهم حرب الكوفيد على كل البشرية سيفهم قصدي، فالصحة قاسم مشترك بين كل البشر؛ والمسيحي والمسلم واليهودي والهندوسي والليبرالي واليساري ووو كلهم يمكن تسفيه عقولهم والضحك عليهم واستعبادهم بصحتهم... قصصي فيها وهم من قبيل الصحة، وهم عظيم يستعبد كل البشر فهو يخص كل العلاقات بينهم... تسفيهه والسخرية منه لا يعني إطلاقا إقصاءه، لأن في إقصائه انتهاء كل علاقة بشرية وبالتالي انتهاء البشرية، فتأمّل...
- الكلام الذي سأقوله لكِ عظيم الشأن، لكني لا أخش أي خراب بعد صدوره مني... طوال حياتي لم أقل عشره لأي منهن، وتعرفين كل ما حصل بعد القليل الذي صدر مني ودون حتى أن أقصد ما فُهم وتُخيل منه...
- يا لكَ من نرجسي! وكأني عندما سأسمع ما ستقول سيُغمى عليّ أو سيهجرني النوم أشهرا! ... لكن... و... لأكون صادقة، سأقول أنه سيُحدث بعض الأثر، وربما أبكاني... لكن ذلك لا يعني أنكَ تحفة زمانكَ!
- منذ سنين وأنا ألعن ما أشعر به تجاه كل من أعرف، أنا لا أهتم لأحد، وإن فعلتُ، فيكون ذلك إما أمرا بديهيا ككل الناس، وإما واجبا، وإما أخلاقي ومبادئي! الشرخ بدأ مع العائلة، ما أفعله لا علاقة له بما أرغب، ولم يكن يوما متعة بالنسبة لي، بل واجبا وأخلاقا، ليست حتى الأخلاق التي ربوني عليها، والتي لو تبعتها لكنتُ أول من رماهم بالحجر... ثم الأصدقاء، أو أولئك الناس الذين أحاول تسميتهم كذلك وهم ليسوا كذلك... ثم النساء، واللائي لم يعنني معهن إلا تلبية رغبات جسد لا غير، برغم كل الأوهام التي كنتُ ولازلتُ أختلقها معهن؛ فهذه أثرتْ فيّ، وهذه مثقفة، وهذه ثورية، وهذه وهذه...! والحقيقة أنهن لم يكن شيئا غير قبيحات الوجود وفي كل شيء، إلا أجسادهن! الأخيرة، ظنتْ أني سأتقدم لخطبتها، في حين أني كنتُ أصارع نفسي لأجد لها مكانا حتى امرأة فراش ولم أستطع أن أُبقيها!
- واو! مدفعية ثقيلة أرجو أن أستطيع مقاومتها!
- يفرح أبي عندما أرافقه إلى المقبرة، برغم أني شرحتُ له أني أفعل ذلك ليس لرضائه ورضاؤه لا يساوي عندي شيئا، بل فقط لأنه رجل مسن ويؤمن بتلك الأشياء: تبا لجهلك وسذاجتكَ يا أبي! لستَ أنتَ الفاعل ولا المُقرر، بل غيركَ! ... مرة، وعند البدء مع جديدة، نزلتُ على ركبتيّ، ونزعتُ حذاءها وقلتُ لها: وصفتُ لكِ الطريق، كوني الملكة، سيكون وجودي كله لك، بل سأقبّل رجليكِ لو أردتِ! فظنتْ أنها تملكتْ، في حين أني لم أملكها، بل قلتُ لها حقيقة إما ستكونين الملكة وإما مجرد جارية، وقد كانت مجرد جارية، وظلتْ ترى نفسها ملكة دون أن تفهم، حتى رُكلتْ ورُميتْ من الشباك دون أن يهتم أحد لأين وكيف ستسقط!... الآخر يظن نفسه مثقفا وعالما! يكتب كتبا ويُدعى إلى التلفزات والإذاعات! دكتور وبرفسور وحقيقته مجرد طرطور أمضى حياته يظن نفسه سيشفي ساقا وجب قطعها منذ قرون! تبا لغبائك، لو كنتَ طبيبا لكان مكانكَ السجن: اقطع وإلا مات المريض!... الأخرى تدعوني لحفل ختان ابنها، وتقول أنها ستُلغي كل شيء إن لم يحضر أهم رجل في عالمها! الرجل الذي منذ سنين يحدثها عن الأوهام التي جاءت منها تلك الجريمة البشعة وغيرها من الشنائع!... إلخ إلخ إلخ!! لا أحد يفهم غيركِ، ولا أحد يسمع ويتعلم مثلكِ! كل هذا العالم البائس لم يعد يعني لي شيئا غير بعض حاجيات وكثيرا من القرف!
- إإ
- لا تقاطعيني! لم أكمل! منذ مدة لاحظتُ بعض الأشياء... أمور جديدة عندكِ... كل تلك الأشياء يجب أن توقفيها فورا قبل أن تكبر وتتغول، ووقتها تعرفين ماذا سيحصل؟ سأخسر البشر الوحيد الذي يهمني في عالمي كله: أنتِ! هل كلامي مفهوم؟
- ...
- الذي تقدّم إليكِ مؤخرا، لماذا رفضته؟ تكلمتُ معه، لا شيء ينقصه! وارتضيته لكِ، فلماذا رفضته؟ ضحكتِ عليه بأسباب واهية كغيره، فانسحب مُحترما رغبتكِ... لكنه لم يعرف الحقيقة التي تعرفينها وأعرفها!
- غريب كيف تتقن دور الضحية وتتناسى أنكَ الجلاد!!
- خسارتكِ ستُدمرني حتما! تعرفين ذلك جيدا! ودعينا من لغة المسلسلات رجاء! ليس عندكِ أي عذر! أنتِ البشر الوحيد الذي يعرفني والذي يهمني حقيقة فكيف يمكن أن تكوني بهذه السذاجة والغباء؟!!
- سذاجتي وغبائي نتجا عن نفاقكَ وإنكاركَ لواقع ترفض رؤيته، وتتجاهله، برغم أنكَ غارق فيه ربما أكثر مني!!
- آه! القبلة؟
- لم تقل أنكَ لا تريد، قلتَ أنكَ لا تستطيع! عيناكَ قالتا كل شيء وكشفتاكَ، فلماذا منذ ذلك اليوم تصر على أوهامكَ؟
- الحقائق لا تُؤخذ لحظة ضعف، رجاء ارتقي قليلا!
- رجاء اسمع ما يخرج من فمكَ! لماذا تسميها لحظة ضعف إن لم يكن وراءها شيء؟!!
- شربتُ كثيرا، وبين يديّ كانت امرأة فاتنة، الأمر بسيط!
- أختكَ، أو أبنة أخت، مكاني... هل كنتَ ستضعف حتى لو شربتَ!
- غبية!! وهل قلتُ لكِ يوما أنكِ أخت؟!
- نعم قلتَ!!
- قلتُ في عالم الرحم أنتِ أهم من الأم والأخت، وفي غيره أنتِ دون الحبيبة بدرجة... هذا كلامي فلا تُحرفيه!
- عندي سنوات أنتظر حضور هذه الحبيبة، لكني لم أرها! كل ما رأيته "مجرد غبيات وتافهات وأدوات جنسية لا غير"!! هل تفهم معنى كل هذا؟!! أنا أجلس وحدي على العرش ومنذ سنين! لكنكَ لا ترى ذلك! ثم تلومني وتقول لي انزلي عن عرشكِ وإلا خسرتكِ وذلك سيدمّرني! ومن أجلسني عليه؟ أنتَ!!
- سترينها يوما!
- لن أرها!! لأنكَ لن تسمح بأن تُعطي مكاني لأحد! هذه هي الحقيقة التي ترفضها وتمنعني حتى من عيشها وحدي في زاويتي!!
- ...
- أسألكَ أسئلة وأجبني عنها، أجب لتعلم أن الحق معي ومن فمكَ سأدينكَ...
- لن أقبل أن أخسركِ، وأنتِ الآن دخلتِ حقل ألغام لن تستطيعي الخروج منه!
- حتى لأمكَ لم تقلها! لم تقلها لأي منهن، وقلتها لي وحدي، ما معنى ذلك؟
- ...
- أنا غبية ولم أفهم، تحبني لكن ليس كحبيبة، كدرجة أقل، كشيء آخر!
- ثم؟
- كل تلك الدعوات، الأماكن، الهدايا... هل هي شيء آخر أيضا؟
- واصلي، بما أنكِ لا تريدين أن تفهمي... واصلي! لكن ستكونين الوحيدة المسؤولة!
- لم أسمع يوما أنكَ قطعتَ عملكَ وغادرتَ مهما كانت الظروف، لم تخرج عندما مرضت أمكَ، ولم تفعل ذلك عند ولادة أختكَ...
- أمي كان يلزمني أربع ساعات لأصل إليها، ثم... أرسلتُ لها طبيبا وصل إليها في أقل من ربع ساعة، أما أختي فولادتها لم تكن بتلك الخطورة التي تظنينها!
- انتظر... الـ SMS لا يزال عندي... استيقظتُ الآن، أشعر بجوع جديد، وتمنيتُ لو لم تكن تعمل اليوم، كنتُ طلبتُ منكَ... ولم أُكمل... ماذا حدث بعد ذلك؟
- بسيطة، أنا خدوم، واستطعتُ الخروج! ما المشكلة في ذلك؟
- المشكلة أنكَ مع كل من قدّمتهن لي، لو متن كلهن ما حرّكتَ ساكنا!
- أنتِ أهم من كل من عرفتُ حتى الآن، ما المشكلة؟
- المشكلة أن المعزة لا تطير، لكنها عندكَ تطير، وأنا ملامة ومُهدّدة بالويل إن واصلتُ قولي أنها لا تطير!! سأخرج الآن، لا أستطيع مواصلة تحمل هذا التعذيب!! الذي أشعر به ليس جريمة، وإن اعتبرته كذلك، فاعلم أنك لست شريكا فيه بل أنت المسؤول الأول عنه!!
-لا تُغادري، وواصلي... تتوهمين حقا ما عندكِ؟ لنرى من لا يفهم ومن يصر على طيران المعيز! واصلي!
- قلتُ ما عندي!
- الذي أراه أمامي طريقين لا ثالثة لهما: الأول، تبقين معي إلى الأبد مثلما الآن وأكثر. الثاني، أتبعكِ فتصيرين واحدة كالأخريات أشهرا أو سنوات ثم تتركينني...
- تعرف أني لن أفعل!
- بجوابكِ نزلتِ من أعلى إلى أسفل سافلين! كلام المسلسلات هذا، أسمعه منذ أيام مراهقتي!
- لا تُقارني بأحد!
- دخلتِ مضمارهن، غصبا عني وعنكِ ستخضعين للمقارنة... سأواصل هذا النقاش السخيف فقط لأثبت لكِ أنكِ على خطأ، بعد ذلك لا أريده أن يتكرر أبدا!
- ...
- أبدأ من البدء... نعم، أحبكِ، لم أنظر لكِ يوما كأخت أو كصديقة، منذ أن تعارفنا كنتِ كصاعقة صعقتني وجعلتني لأيام أسير دون بوصلة... لم أستطع النظر إليكِ كخليلة ولم أفهم لمَ، ولم أفهم كيف لم أركِ صديقة... كنتِ بين المنزلتين... كل لحظة كانت تمضي، كنتُ أراك تكبرين وقيمتكِ عندي تزيد، لكنكِ لم تأخذي لحظة واحدة طريق الحبيبة بل طريقا آخر لم تأخذه أي امرأة منذ وعيتُ... تلكَ القبلة لم تكن لحظة ضعف، ولم تكن لحظة رغبة مُحرّمة، لكنها كانت التأكيد على أنني لا يمكن أن أنظر إليكِ غير نظرتي التي أنظر إليكِ بها منذ أول لحظة! أنتِ انطقتِ منها وبدأتِ تشيدين قصورا لا واقع ولا حياة لها، أما أنا فأكدتْ لي ما لا أفهمه إلى الآن! نعم، أنا هكذا ولا يمكن أن أراكِ غير ما أراكِ الآن! أنا مغاير ولا يمكن أن أنظر لرجل، لا يمكن أن أنظر لمحارمي وأيضا لا يمكن أن أنظر إليكِ! لماذا؟ لا جواب عندي، أنا هكذا! ثم، سأفترض مستحيلا قد يحدث في المستقبل... من قال لكِ أنكِ ستسطعين تلبية ما أريد من امرأة؟ وكيف لا ترين أني لا أستطيع تحقيق رغباتكِ وآمالكِ؟!
- تقصد الإنجاب؟
- ليس وحده، لكنه نقطة جوهرية عندكِ!
- عندي عشرين سنة لأُغيّر رأيكَ...
- لن يتغيّر! ثم كيف ظننتِ أني سأقبل بممارسة ظلم كهذا عليكِ حتى لو تنازلتِ وقبلتِ؟
- لا يوجد أي ظلم!! أنا من تُقرر ومن تقبل، أنتَ لا دخل لكَ ولا ذنبَ عليكَ!
- تخيلي حدوث هذا السيناريو: لنقل أني وافقتكِ، وعشنا معا حتى وصلنا الخمسين... لا أطفال عندنا... ثم بقدرة قادر جاءتني الرغبة!
- لن تفعل بي ذلك!!
- بل سأفعل وسأبحث لي عن جميلة في العشرينات أو الثلاثينات! أما أنتِ، فأذرف أمامكِ دمعتين وأقول لكِ أني مجبر وستبقين امرأة حياتي التي لن أحب غيرها...
- ...
- صرح كرتوني كبير هدمته لكِ! ولأقضي عليه نهائيا أزيد: هل ذلك أحسن من أن نكون معا دائما وأكون أبا ثانيا لأطفالكِ أو عما أو خالا وأكون لكِ الرجل الذي أبدا لن يترككِ وسيكون حاضرا في كل كبيرة وصغيرة في حياتكِ وهو راغب لا مُرغم؟
- لا أريد ذلك! ثم كيف تريدني أن أكون مع رجل وأنا أحب غيره؟ وأي رجل هذا الذي سيقبل بعلاقتنا؟
- يوجد من سيقبل، ولن يمسّ ذلك من رجولته شيئا...
- قلتَ أنكَ ستتغير وتتركني لأخرى... الفرضية موجودة... سأبقى مع فرضية تغيركَ وأنتَ معي!! أقبل بالمخاطرة، هذا شأني، فلم تمنعني منه؟
- الآن سأقول أنكِ مجرد امرأة تافهة تتبع عواطفها كمراهقة... ليس ذلك ميسوجيني بل حقيقة وواقع! وهذا لا أرضاه لكِ...
- تقول بالنسبية وترفض المطلق وتسخر من أهله، من أين أتتكَ كل هذه الثقة أنكَ لن تتغير؟!
- أنتَ أرقى وأذكى من هذا، رجاء لا تواصلي! لن أتغير فأشتهي أمي أو أختي أو أصير مثليا أو قاتلا أو سارق بنوك!
- من حقي أن أُمنح الخيار، وعندما أختار أتحمل مسؤوليتي!
- كلام فارغ! خياركِ ليس خياركِ وحدكِ بل يمسني بالدرجة الأولى ثم البيئة التي جئتِ منها، والتي ستكون المسمار الأخير في نعش أوهامكِ!
- لا يهمونني في شيء ولستُ ملزمة بترهاتهم!!
- دعكِ من هذا وانزلي إلى الأرض، لا أحد يستطيع التبرؤ من عائلته! لا أحد خصوصا في العالم الذي نحن فيه!
- أستطيع!!
- وهل تظنينني بهذه السادية والأنانية لأفرض عليكِ أن تقطعي أهلكِ؟
- لم تفرض شيئا أنا اخترتُ!
- غريب كيف تتحولين في لحظة إلى طفلة لا ذرة عقل عندها! تلك الأسرة المتزمتة المتخلفة أحتقر كل أفرادها ولن أقبل بأي علاقة معها! هل يُعقل أن أفرض عليكِ هذا؟ ثم حتى لو قبلتِ، ستكونين واهمة لو ظننتِ أنكِ ستستطيعين، هناك مناسبات وأعياد ومرض وموت ووو...! أنا أستطيع، أنتِ لا! وأستطيع لأنها ليستْ أسرتي ولو كانت أسرتي متخلفة ما استطعتُ! ذلك الحد الأدنى لا يُمكن لأحد أن يتجاوزه أو يدّعي أنه لا يعنيه! نحن هكذا والأمر في جيناتنا!!
- إذن أنتِ لم تعرفني، ولم تعرف ماذا أستطيع!
- أستطيع أن أسرق من أجلكِ... ما أجمل هذا الكلام! لكن الحقيقة أنه كلام فارغ، كلام مسلسلات، لأني يستحيل أن أكون سارقا مُعتديا مهما كانت الأسباب!
- ...
- نقطتان جوهريتان تنسفان كل أوهامكِ، يستحيل أن أتغير فيهما ويستحيل أن أقبل بأن تضحي تضحية كهذه من أجل وهم!
- وهل تظن أني سأستطيع الارتباط بآخر وأواصل رؤيتكَ؟
- إذا فهمتِ وتقبّلتِ الحقيقة نعم، إذا واصلتِ عنادكِ لا... وعندها سأقبل كل ما ستقررين؟
- لن أستطيع!!
- سأفتقدكِ كل لحظة حتى مماتي إذن... لكني سأقبل بقراركِ!
- قلتَ أنكَ لستَ ساديا، أنتَ مازوشي إذن لو قبلتَ!
- لا هذه ولا تلك... فقط أحبكِ ومصلحتكِ هي الأهم عندي...
- حتى على حسابكَ؟
- بين أن نكون معا وأنتِ تحيين وهما يضركِ، وبين أن نكون غير ذلك وأنتِ تعيشين الواقع وسعيدة بأقصى ما فيه... خياري واضح لا شكّ فيه...
- هل تعي ما تقول!!
- ماذا؟
- أنتَ حقا جلاد! وسادي! كل حرف تقوله إعلان حب يغرقني أكثر! ثم تطلب مني ألا أتأثر؟! لا يمكن أن تجعلني أحيا معكَ كل ما أتمناه من رجل ثم تطلب مني أن أذهب لغيركَ!
- أرى أملا ضعيفا، سأتشبث به! سأتمنى أن يكون الأمر مثل ذلك الخمار وتلك الأوهام المقرفة التي رأيتها في البدء وكان أملي ضعيفا في إزالتها...
- لو بقيتُ مثلما كنتُ لكان الأمر أهون عليّ!!
- أعرف أنه كلام عاطفة لا تقصدينه...
- بل حقيقة وواقع! كنتُ على الأقل عشتُ سعيدة بأوهامي! أمة ترى نفسها ملكة! أحسن من أن أكون ملكة لا مملكة لي!
- أعي ما تقولين... سأعمل على تجاوز ذلك قريبا...
- لم تفهم ولا أظنكَ ستفهم يوما!! كل لحظة تمرّ أغرق أكثر، ولن تستطيع مواصلة طلبكَ مني أن أنجو بمفردي!!
- لن أستطيع الابتعاد الآن! أنتِ هامة جدا بالنسبة لي!
- نعم! أنا كل شيء بالنسبة لكَ، ولا شيء في نفس الوقت!! وعليّ فهم ذلك وتقبّله، بل والارتماء في حضن رجل آخر!!
- ثقي بكِ...
- لن أفعل! وربما فكرتُ في أنكَ منحرف نرجسي!! لا يمكن أن تُدمّر كل شيء ولا تترك لي إلا طريقا وحيدا لا يؤدي إلا إليكَ ثم تمنعني من المشي فيه وتهددني بأن تتركني!
- ...
- تتكلم عن عائلتي! ومن قال لكَ انها لازالت تعني لي شيئا!! كرّهتني فيها بل في كل البلد! وحتى نظرتي للغرب دمّرتها! لا مكان في هذه الأرض لا تحكمه الأوهام والأكاذيب! ومن صدّقها وقبل أن يكون مغيبا ولم يعلم لا
- لا تُكملي! في كل مكان يوجد الجيد والسيء، وإن غلب السيء! ونستطيع عيش الحياة التي نريد رغما عن الأرض ومن عليها!
- لا تزال لا تعي ما تقول!! هذا كلام لا يُقال لي ثم تطلب مني أن أكون مع آخر! ثم بعد كل الذي تعرفه عني اليوم وبعد سلخي جلدي القديم، أي رجل هذا سيقبل بي وسأقبل به؟!
- يوجد! تتكلمين وكأنكِ تجاوزتِ السبعين! كل رجال الأرض سيتمنونكِ!
- لا أريدهم!
- أنتَ أولى أحد! أسطوانة مقرفة حقا ولا يسمعها إلا السذج!
- لا فائدة إذن ولا جدوى!! ماذا تريد الآن!؟
- عندي أمل سأتبعه... إن سمحتِ لي...
- لن أسمح! وسأطلب منكَ أن تساعدني بشيء سهل عليكَ، لن يتطلب منكَ الكثير؟
- ما هو؟
- كن وضيعا معي! اكذب، نافق، لا تكن موجودا عندما أحتاجكَ...!
- ... أفعل... لكن بعد هذا...
- ما هذا؟
- قبل أن تفتحينه، عديني أن يكون دائما عليكِ...
- ...
- ...
- حقا أنتَ منحرف نرجسي!
- ضعيه...
- هل أهديتَ شيئا لكل حبيباتكَ؟
- تعرفين أنه لم يحدث...
- وما معنى هذا؟
- أعجبني، فاقتنيته! فقط! ما المشكلة؟! هل أساعدكِ لوضعه؟
- هذا أكثر من راتب شهرين أو ثلاثة!
- ليس بذلك الغلاء... انتظري... أمسكي شعركِ... نعم... هكذا... استديري الآن...
- ...
- رائع! مثلما تخيلته! الآن أستطيع أن أبدأ الوضاعة... سأترككِ وحدكِ وأخرج! ولن أدفع الحساب... أتمنى أن تكوني لم تحملي معكِ لا كاش ولا بطاقتكِ...
- انتظر... سؤال؟
- نعم؟
- كل من ينظرون إلينا الآن، حسب رأيكَ ماذا يقولون؟
- منذ متى أهتم للناس؟
- اجلس! لا تُغادر!
- عذرا... عندي ما أهم! سأكلم الأخيرة وأمضي معها الليلة... ليلة حمراء إلى الصباح أحسن من كل الضجر التي أصبتني به! ... و... من فضلك! لا أريد أن تزعجيني برسائلكِ واتصالاتكِ!
- قلتُ لكَ اجلس!!
- تتراجعين عن طلبكِ؟
- نعم!! أتراجع! اجلس!
- جلستُ... أنتِ أجمل عندما تغضبين... وضعتُ احتمال أن ترفضي العقد... لا يمكنكِ تصور سعادتي الآن وأنا أراه يحيط برقبتكِ... بياض بشرتكِ لون عينيكِ شفتيكِ والعقد! أنتِ رائعة... أستطيع النظر إليكِ هكذا سنوات دون ملل...
- اسكت ولا تفتح فمكَ وإلا ألقيتُ عليكَ الزجاجة!!
- ما بكِ! ماذا قلتُ لتغضبي هكذا؟!
- لم تقل شيئا! أعتذر أنا مخطئة لكن اسكت ولا تتكلم!!
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |