المرض

محمد طالبي
2024 / 9 / 4

متتأنقة كعادتها،بكامل زينتها ،تمشي الخيلاء. الشعر الاسود كليل حالك منسدل على كتبها.وهي تمشي على الرصيف المحادي بحديقة الأميرة.عشاق لعبة التنس لووا أعناقهم في اتجاه الفرس المارة غير بعيد عن كراسيهم ..قرب الحديقة وجدت شابا في مقتبل العمر ملقى على وجهه..كان حتى شبه هامدة،بالكاد يستطيع تحريك حفنيه في إشارة الا ان على قيد الحياة و يطلب النجدة.. نظرت ذات اليمين و دات الشمال،المارةةلاةيعيرون أدنى اهتمام بحال هذا الشاب.خيل اليها انها تشاهد مشهدا من فلم للخيال العلمي.
كيف يعقل ان تكون حياة إنسان بهذا الرخص؟ وكيف تجمدت احاسيس الناس لهذه الدرجة؟ اسئلة كثيرة دارت بمخيلتها..انخنت نحو الشاب تم سألته:
ـولدي مالك ؟ شنو عندك؟
كان شبه ميت لا يقوى على الحركة أو الكلام. تجمهر الناس حولهما.الجمهور اللامبالي ووالمتفرج على المأساة تحول فحأة الى مآزر و باحث عن الحقيقة و الحلول
..اخدت هاتفها ثم ركبت رقم الشرطة.. المجيب في الطرف الآخر من المكالمة، إمرأة في غاية الادب و اللباقة استقبلت شكايتها باذب كبير.بعد ان شكرتها على روحها الانسانية اخبرتها انها سترسل سيارة إسعاف الى عين المكان في اقرب وقت ممكن..من اجل ربح الوقت اتصلت برقم الطوارئ ظل الهاتف يرن و يرن ولا من مجيب،عاود ت المحاولة خمس مرات متتالية لكن ..لا حياة لمن تنادي..ترى ما الذي يجعل رجال الكوارئ لا يردون؟ اخي الابلاغات الكاذبة و المزجات الصبيانية التي يتعرضون لها كل يوم ؟ ام هو مجرد كسل عابر؟
بدأ الشاب في الاستيقاظ رويدا رويدا، عاد الى وعيه..بدأ جمهور المتفرجين في التضامن معه،ااكل يحاول ان يتصدق علبه ببعض الدريهمات. الشاب كان حازما و صرح بأعلى صوته:
لست شحادا انا مريض مثلكم جميعا.انا مصاب بداء الصرع.
همست في أذنه:
ما بك يا صغيري؟
تلك قصة طويلة.يا أختاه.
احك و اعتبرني امك.
امي ترجلت مند مدة عن صحوة جوادها. زوجة أبي اذاقتني العلقم.
ـ كيف استطيع مساعدتك يا بني؟
قالت و الدموع تنهمر من مقلتيها.
ـ انت فعلا تشبهين امي،ان حدث و التقيتما في السماء اخبريها اني " بقيت فريد و العمدة عليا"
عند سماع هذه الجملة سقطت مغشيا عليها..حاول ان يوقظها بكل ما اوتي من قوة..كانت بالكاد تحرك رموش عينيها في إشارة إلى أنها لا زالت على قيد الحياة,و تحتاج الى المساعدة..
اخد هاتفه و ركب رقم الشرطة..على الجانب الاخر استقالته سيدة في غاية اللباقة و الادب.
ركب رقم الطوارئ لا مجيب.

حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت