|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
فوز حمزة
2024 / 8 / 31
كان باب البيت الخارجي مفتوحًا حينما وصلت، أغلقته وأنا أحدث نفسي : لابد أن أحدهم دخل ولم يغلقه، وبدأت أرسم سيناريو لما سيحدث لو أن لصًا اقتحم المنزل و... لكني تراجعت، فالاسترخاء هو كل ما أحتاجه في المرحلة الراهنة.
الغريب أن الكلبة حينما مررت بالقرب من مأواها، بدأتْ بالنّباح وكأنها لا تعرفني. اقتربتُ منها وربّتُ على ظهرها، قلت لها وأنا ما أزال منحنية :لابأس يا صغيرتي، أعرف أنكِ مستغربة، لكن حال الدنيا أنها لا تقف على حال!.
سرتُ نحو باب الصالة وفتحته بهدوء شديد لأتحاشى قد استطاعتي الصرير الذي يصدر منه. كانت الصالة خالية من أي أحد، سرعان ما سمعت أصواتهم قادمة من غرفة الطعام، لن أفتعل مشكلة لأنهم قد بدؤوا بتناول العشاء من دوني، لقد تأخرتُ عليهم، أيضًا الظرف غير مناسب لأبدي انزعاجي، على أقل تقدير لمدة يومين أو ثلاثة.
تسمرتُ في مكاني وأنا أسمع صوت ابنتي الكبرى تواسي والدها بنبرة تخلو من الجدية :
- أرجوك يا أبي لا تحزن، فربما ستحظى بامرأة جديدة!.
يا للابنة العاقة! قلت في سرّي وفي حقيقة الأمر، كنت متلهفة لسماع تعليقه، فقال ولم أكن أتوقع سرعة ردّهُ :
- ومن قال أني أفكر في ذلك، كنت راضيًا بها، مقتنعًا بعيوبها!.
أستغربت كيف أنني لم أشعر بالحرارة تشع من وجهي مثلما كنت سابقًا حين أغضب، هل يعقل أن وجهي فقد القدرة على ذلك؟. ما الذي يحدث لي؟!.
- هل كان لأمي عيب؟.
عاد قلبي ينبض بانتظام لدى سماعي سؤال ابني الحبيب ليرمم الخراب الذي خلفته كلمات زوجي!.
- لا أعتقد أن لأمي عيبًا، لقد كانت أجمل امرأة في العالم!. أجابه شقيقه الأصغر.
- ليتكم أخبرتموها برأيكم قبل خروجها من المنزل! .
كان صوت زوجي متهكمًا عندما نطق عبارته الأخيرة.
- قاطعته ابنتي الصغرى بالقول:
- يقولون أن الخيوط الذهبية مفعولها كالسّحر!.
- ليتها وقفتْ أمام المرآة لترى وجهها قبل أن تذهب إلى ذلك المكان اللعين!.
صمتْ أولادي بعد كلمات والدهم الأخيرة وبدأت أسمع أصوات الملاعق وهي تحتك بالصحون.
كنت على وشك دخول الصالة، لكني استدرت نحو الحمام لأرى صورتي في المرآة.
غريب ما رأيته، لم أكن أنا مَنْ ترى أنا!.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |