|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
زياد الزبيدي
2024 / 8 / 31
نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا
*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*
ستانيسلاف تاراسوف
مؤرخ وباحث سياسي روسي
خبير في شؤون الشرق الاوسط والقوقاز
وكالة أنباء REX الروسية
28 أغسطس 2024
دعا منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إيران علناً إلى التخلي عن هجوم محتمل على إسرائيل، وحذر من أن "الولايات المتحدة تظل ملتزمة بالدفاع عن الأراضي الإسرائيلية في حالة وقوع مثل هذا الهجوم". ووفقا له، "لا يوجد سبب لاحتمال بدء نوع من الحرب الإقليمية".
يجب الافتراض أن كيربي يعني "بالأسباب" أن المفاوضات في القاهرة بشأن التسوية في غزة بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر بين إسرائيل وحماس لا تحقق اختراقا، ووفقاً لموقع "البيان" الإخباري الإماراتي، "بدلاً من الدخان الأبيض" الذي يعبر عن إتفاق السلام المتوقع من القاهرة نرى "دخان أسود" دليلا على المواجهة: القتال مستمر في غزة". هناك وضع سريالي آخذ في التبلور.
وفي اللحظة الأخيرة، تطرح الأطراف، وخاصة إسرائيل، مقترحات جديدة على الطاولة تتضمن تفاصيل ليست الدول الوسيطة وحماس مستعدة لمناقشتها؛ وبدل المفاوضات تبدأ المناقشات من جديد ، التي يتسرب بعضها بشكل متقطع في وسائل الإعلام. العائق الآن هو الوجود العسكري الإسرائيلي على حدود غزة-مصر المسمى «محور فيلادلفيا»، وهذا الموضوع يؤثر على مصالح الجانبين المصري والفلسطيني. علاوة على ذلك، فهو مرتبط بمشاكل وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن "الناس يعتقدون أننا إذا حللنا قضية ما، فسيتم التوصل إلى اتفاق، وهم لا يفهمون أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يطرح على الفور قضية أخرى، مما يمنع التوصل إلى اتفاق". وأضافت أن الحل بعيد المنال، وتواصل جولات المفاوضات لا يعني تحقيق نتائج وتحديد أهداف أخرى.
فمن ناحية، بحسب موقع أكسيوس، "تبدأ التناقضات داخل الحكومة الإسرائيلية عندما لا يكون من الواضح ما هي الصلاحيات التي ستمنح للوفد الإسرائيلي في مفاوضات القاهرة".
ومن ناحية أخرى، فإن حماس تجد نفسها دائماً تقريباً في موقف دفاعي، حتى في حالات القبول الكامل لشروط وقف إطلاق النار الأميركية، وتواجه "شروط نتنياهو الجديدة". وأخيرا، هناك نقطة ثالثة مهمة.
الحقيقة هي أنه مع نتائج المفاوضات في القاهرة ترتبط الإجراءات الإيرانية المحتملة بما يسمى "الضربة الانتقامية" ضد إسرائيل. ويرى جيلبرت أشقر، أستاذ دراسات التنمية والعلاقات الدولية في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، أن “الرئيس الأمريكي جو بايدن متورط شخصيا في هذا المزيج، الذي يعد عملية تستر على نوع من العمليات السرية”. "وأنه "ليس من قبيل الصدفة أنه يشارك بنشاط في هذه العملية مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز."
وفي هذا الصدد، طرحت الصحيفة اللبنانية لبنان 24 نظرية المؤامرة. وتعتقد أن الهجوم الصاروخي الأخير الذي شنه حزب الله على إسرائيل، والذي تم تقديمه على أنه "انتقام لاغتيال القائد فؤاد شكر"، "كان ينبغي أن يكون بمثابة بداية هجوم على إسرائيل من قبل إيران". لكن طهران امتنعت عن ذلك، الأمر الذي، بحسب لبنان24، “قد يخلق مشاكل داخل القيادة الإيرانية، التي تتشاور بشكل نشط مع الدول الغربية”. علاوة على ذلك، يُزعم أن هذا "يخلق مشاكل بين حماس وحزب الله"، الذي "يبدأ في التصرف بمفرده". لكن الأمر لا يتعلق بإيران فقط. قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، إن حزب الله ينوي "إيقاظ العرب الذين ظلوا صامتين".
ومهما يكن من أمر، فإن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال تشارلز براون، يعتقد أن "التوتر والأجواء المضطربة التي سادت في الأسابيع التي تلت مقتل شكر وهنية تنحسر" وأن "مخاطر حدوث الحرب الأوسع في المنطقة قد انخفضت إلى حد ما. وفي الوقت نفسه، أكد أن "المسار المستقبلي للأحداث يعتمد على كيفية تصرف إيران".
وكان كيربي قد أرسل لها بالفعل إشارة أمريكية.