|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
نورالدين علاك الاسفي
2024 / 8 / 25
الحكم بمنطق ساري العادة اعتباط؛ و بمنطق الصوري على تأسس النتائج على المقدمات من الذات في ذاتها محايث؛ و من الذات لذاتها مفارق. و وعي الحدث في سيرورته لا يترك الفرصة لتكراره في صيرورته الحرة.
هل أخذ سموتريتش قولا منسوبا عسفا لانشتاين "كمسلمة "؟.
أم يدفع بوعي مناور كل نقد لا قبل "لخطة الحسم" به؟.
أم يراهن و لو إلى حين على الانتصار لعقلانية متهافتة؟
أم خوى ساحته من الدينامية الذاتية و ترابط السيرورات؟
"لا شيء يبقى حيث هو و لاشيء يظل على ما هو؛ و ليس من شيء نهائي مطلق مقدس بالنسبة للديالكتيك؛ يظهر الديالكتيك تهافت كل شيء و التهافت في كل شيء ليس ثمة من شيء سوى السيرورة المستمرة للصيرورة و الانتقال"
سموتريتش؛ يحتفي بمقول اينشتاين؛ عله على السريع يوطنه على ما بيته. راميا بالكلام على عواهنه كوجه نظر؛ لا يقره إجراء من قانون وضعي أو معادلة رياضية." و كأنّه تحصل له من غير اكتساب ولا استعانة بشيء من المدارك ولا من التّصوّرات " لذا يجب الانتصار له في كل حال: ما دام ما ساقه سموترتش من مقول مدخول لاينشتاين بات مسلمة؛ لا تقبل دحضا من سلطة علم؛ أو تفنيدا من إعمال نقد. و لا تجاوزا من خبرة حياة."إن التناص يتيح الاختلاف، بينما المسلمات تقلصه"[1]
بيد أن الوضع يختلف تماما حالما تأخذ الأشياء بعين الاعتبار من حركتها في تبدلها فبفعلها المتبادل بعضها مع بعض عندئذ تنخرط حالا في التناقضات."
"يلاحظ الديالكتيك التغير؛ و لكن لماذا تغير الأشياء؟
لأنها ليست منسجمة مع نفسها لان هناك صراعا بن القوى، بين التناحرات الداخلة لان هناك تناقضا. هذا هو القانون الثالث للديالكتيك؛ الأشياء تتغير لأنها تتضمن التناقض في ذاتها"[2].
و ذا يعاديه سموتريتش؛ لذا يعمل على معاودة ما يرغب فيه؛ و يراود يقينا من هواه لبنصره؛ و لن يمل من تكراره. مسقطا أن "المتماثل مختلف" (انجلس؛ في ضد دوهيرينغ).
طوفان الأقصى و هو سجال؛ جعل سموتريتش صريع إكراه ظرف واقع؛ ما له من دافع؛ لا يملك له؛ هو و من شاكله حيلة.فكل ما رام يوما توطينه بات يدفعه؛ و كل ما أراد أن يزكيه غدا ينفيه. ليبقى أسيرا مع غيره لتلكم الخصيصة؛ "إن الإنسان ابن عوائده ومألوفه لا ابن طبيعته ومزاجه فالّذي ألفه في الأحوال حتّى صار خلقا وملكة وعادة تنزّل منزلة الطّبيعة والجبلة"[3] .
كأننا بسموتريتش لم تعد تتحرّك قواه العقليّة حركتها الفكريّة بالإرادة عندما يبعثها النّزوع لذلك؛ و غدت قاصرة عنه بالجبلة عندما يعوّقها العجز؛ لذا تطلب؛ بما تتشبّث به كأمور جزئيّة محسوسة أو متخيّلة؛ ملاذا لعجزها.
-----------
[1] – نورمان فاركلوف؛ تحليل الخطاب. التحليل النصي في البحث الاجتماعي. ترجمة: طلال وهبه. المنظمة العربية للترجمة. ط 1؛ بيروت.2009. ص 104.
[2] – انجلس ؛ لودفيغ فورباخ و نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية.دار التقدم موسكو. 1974. الصفحات : 49 الى 52.
[3] – ابن خلدون؛ المقدمة؛ تحقيق خليل شحادة، دار الفكر، بيروت، الطبعة 2- 1988.ص:156
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |