حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (84)

نورالدين علاك الاسفي
2024 / 8 / 22

الذات / توقع
و الزمان منها مراقب؛ ليس في وارد هم "الذات " ما يجري فيه على كثب. ما دام لا يعاند سيرورة؛ و لا يصادر صيرورة.

الموضوع/ تكرار
و المكان مسرح أحداث؛ أدخلته "الذات" في غمرها؛ فدان لها بما يجري على بساطه باستكانة. ما دامت الدينامية الذاتية دون وعي ترابط السيرورات.


سموتريتش؛"بذاته" يناور الإقناع؛ فكيف سيجاري "الظرف" بالانصياع؟.
1. توقع /زمان
"إن الزمان لا يمكن أن ينفك عن الحركة. و ذلك أننا عندما لا نشعر بتغير في وعينا أو أننا تغيرنا و نحن لا نشعر لم نفطن إلى أنه مر زمان ما..فكما أنه لا يمكن أن يكون زمان إذا لم يحصل تمايز بن هذا "الآن" و ذاك، بل دائما كان "آن" واحد بعينه، فكذلك يظهر أنه لا يوجد زمان بين "أنين" إذا لم توفق في التمييز بينهما".

في ثاقب نظر سموترتش؛ "خطة الحسم" مطروحة لتلغي سابقا و تنفيه؛ فقد غدا بدون فعالية؛ فرامت إقبار أي "توقع" من لاحق في واقع؛ حاله مع نفي النفي؛ لكنه دان لظرف لايني يجتر نفسه.
"و إذن فان كنا لا نشعر بمرور الزمان عندما لا نستطيع أن نتبين فيه أي تغير، و يبدو أن نفسنا تستمر على حال واحدة غير متمايزة و لا منقسمة؛ بينما نحن ندرك التغير و نميزه؛ و من ثم نقول إنه قد تصرم زمان، فمن البين أن الزمان لا يمكن أن ينفك عن الحركة.. إن الزمان ليس يكون مماثلا للحركة و لا يمكن فصله عنها"[1].

و هذا ما يراه سموتريتش ملائما لإنفاذ خطته؛ و عليه يعول؛ مفرغا كل "توقع"؛ سابق "لخطة حسمه" من زمانيته؛ فقد سيقت على علاتها؛ من غير موجب حق؛ يلزمها بالجدوى بلا طائل.

2. نتائج مختلفة/ مكان
"عندما يتحرك شيء مخصوص أو يتغير فان الحركة أو التغير إنما يكون في الشيء المتحرك، أو المتغير ذاته إنما يحدث فقط حيث يوجد الشيء في حين أن "مرور الزمان" هو أمر جار في كل مكان على مثال واحد و في علاقة مع كل شيء. إن الزمان ليس مماثلا للحركة (أرسطو – الفيزياء/ 133-134).
"و خلال جريان هذا المتحرك فانه – سواء كان نقطة أو حجرا أو ما شئت- يحافظ على هويته. إلا أن علاقته تتبدل.. و لما كان الزمان يتبع علاقة التناسب مع الحركة فكذلك"آن" الزمان يتبع علاقة التناسب مع الشيء المتحرك" . (أرسطو – الفيزياء/ 137)
إن الزمان حتى و إن كان واحدا بعينه في كل مكان في وقت واحد، معا، فليس هو واحد بعينه إن أخذ مرتين متتاليا من أجل أن ما يقيسه من تغير يكون كذلك واحدا إن اعتبر حاضرا، و ليس يكون واحدا إن اعتبر جزء منه ماضيا و جزء مستقبلا. (أرسطو – الفيزياء/139).
هذا؛ ما هو حاصل في ساحة سموتريتش؛ يقتبس بإجحاف في حق اينشتاين؛ و يجعل من قولة منسوبة إليه بغير وجه حق" مسلمة"؛ لا تسمح بطعن من أي إدراك نافذ؛ يبقي له فسحة في مشهد التعقل الراجح؛ يعقل به ذاته و ما هو لذاته. فتذهب فاعليته؛ و معه تقع "الذات" في وبال أمرها؛ مغرقة "وعيها المهزوز" في لجة "حمق" مقيم.
-----------
[1] - أرسطو الفيزياء ترجمة عبد القادر قينيني، افريقا الشرق- المغرب 1998 .ص 135.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي