|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
نورالدين علاك الاسفي
2024 / 8 / 19
"يقول مثل مشهور ينسب غالبا لألبرت أينشتاين: "الجنون"" هو أن تفعل الشيء نفسه مرارا وتكرارا وتتوقع نتائج مختلفة. " في واقع حياتنا السياسية، يبدو أن الجنون قد حل محله".
يحضر اسم اينشتاين في الأذهان بحمولة النبوغ؛ التي تفتقت عنه نظرية النسبية؛
أما اقتباس القولة؛ فبتشظ مغرض احتفت؛ نصا بمناحي بنيتها، و فحوى بما تنساق إليه افهامنا من عباراتها.
أما دلالة إفادتها المشروعة؛ فراجعة بمعناها إليها، بمفاد يفصل مجملها و يبسط موجزها؛ فالمسألة فيها نظر.
و على الحين أبرز مسارات تمظهرها. فالقولة موضوعة حيثما اتفق لها أن تكون؛ بعلة إدخال المتلقي تحت سلطتها اعتباطا. بتفاوت صارخ في درجات تبنيها، و مصادرة تعدي حدودها.
أما في أحقية نسب القولة إلى اينشتاين بدليل صلتها به ليس في وارد الاختلاف بشأنها في نظر سموتريتش؛ تجعلك لا تلتفت إلى الإشكال دون اختبار؛ و لا ترم بمظنة الفائدة على غير اعتبار.فالألسن لهجت بها؛ و سارت مثلا جاريا؛ و إذا وضح السبيل لم يجب الإنكار، و وجب الاعتبار بصحة ما أبداه الإقرار؛"إن التفاصيل المبنية على الأصول المقطوع بها داخل بالمعنى فيما دل عليه الدليل القطعي".و بحكم صدورها مقرونة باسم اينشتاين العبقري فالطعن فيها بأي وجه يرتفع ضرورة.
و بالنظر إلى تدقيق معقود في ويكي اقتباسات [1]؛ حول مصدر هذه العبارة؛ ليضعنا في صلب حقيقة ما ألفناه من القول:
· لا يمكننا حل المشكلات باستخدام نفس النوع من التفكير الذي استخدمناه عندما أنشأناها
· لا يمكن حل المشكلات المهمة التي نواجهها بنفس مستوى التفكير الذي كنا عليه عندما أنشأناها.
· لا يمكن حل أي مشكلة بنفس الوعي الذي خلقها.
· لقد خلق تفكيرنا مشاكل لا يمكن حلها بنفس المستوى من التفكير.
· نوع جديد من التفكير ضروري إذا كان للبشرية البقاء على قيد الحياة والتحرك نحو مستويات أعلى.
· المشكلات المهمة التي نواجهها لا يمكن حلها بنفس مستوى التفكير الذي كنا عليه عندما أنشأناها.
لن يقف الأمر عند هذا الحد؛ فالمقولة و على خلاف ما عهدناه منها معنى و مبنى؛ ترفض الإذعان للامتثال وهي تجاهر بعدم تمتعها بسند تابت الحجة؛ إلا ما كان قريب الدلالة و على خلاف الصياغة الذائعة الصيت:
· العالم الذي صنعناه نتيجة لمستوى التفكير الذي قمنا به حتى الآن يخلق مشاكل لا يمكننا حلها على نفس المستوى الذي أنشأناه فيه.
· لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها.
· لا يمكننا حل مشاكلنا مع نفس التفكير الذي استخدمناه لإنشائها.
· المشاكل الموجودة في عالم اليوم لا يمكن أن تحلها عقول خلقتها. [2]
ذا بالرمة ما شاكل وضع القولة من جهة القصد تصديرا؛ و العلة في إدراجها إفهاما؛ بنية التكليف على مقتضاها، و إخضاع المكلف تحت حكمها.
جلي أن الدلالة محمولة على ممانعة مضللة؛ تنتصر لاستحالة؛ تراها تلغي وارد الدحض و التفنيد. عملا بترجيح مرسل؛ يسعف في التنصيص بالمقولة على علاتها؛ ما دامت بقصديتها المناورة ستنال حظوة؛ و ستدغدغ مشاعر من استهدفته "خطة الحسم" لسموتريتش.
اليميني المتطرف في الكيان؛ و من وطأة حميا تلهفه؛ سيتلقف بالعجلى تلكم الرسالة؛ كما هو مأمول؛ بتعطش بالغ.
-----
[1]ألبرت_أينشتاينhttps://ar.wikiquote.org/wik
[2]-https://en.wikiquote.org/wiki/Talk:Albert_Einstein#Unsourced_and_dubious/overly_modern_sources
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |