الحرب فقط هي التي تحدد ما هو موجود وما هو غير موجود - الكسندر دوغين

نورالدين علاك الاسفي
2024 / 8 / 18

Alexander Dugin
الكسندر دوغين

ترجمة : نورالدين علاك الاسفي [1]
zawinour@gmail.com

لا يحاكم الفائزون. و لا الواحد منهم كذلك. فالاستثناء مفرد للفائزين. و لكي تسود حقيقتنا- بالمعنى الواسع (الحضاري والفلسفي والديني)؛ والضيق (حقائق بسيطة مثل القصف والإصابات والغزوات والهجمات على المنشآت النووية) - يجب علينا، على الأقل، أن ننتصر.
الحرب تؤثر على طبيعة الوجود. الحرب هي التي تقرر ما هو موجود وما هو غير ذلك. هذا هو الجانب الميتافيزيقي في الحرب- يمكنها أن تمحو شيئا من الوجود أو تصيره كائنا. و كما قال هيراقليطس/ Heraclitus، الحرب تجعل شخصا سيدا والآخر عبدا. الفائز يغدو سيدا و بالتالي موجودا. و الخاسر إما يتوقف عن الوجود أو يغدو عبدا، وكونه عبدا أسوأ من عدم وجوده على الإطلاق.
لذا فمن التفاهة السخط على سلوك ألمانيا الحديثة أو اليابان؛ لأنهما خسرتا الحرب العالمية الثانية، فهم الآن عبيد للغرب؛ هم فعليا غير موجودين.
بعد الحرب الباردة، وجدت روسيا نفسها في وضع العبد- شكرا لغورباتشوف/ Gorbachev ويلتسين/ Yeltsin والإصلاحيين الليبراليين. وشكرا لكل من دعم هؤلاء الخونة واصطف بطاعة في ماكدونالدز.
هناك مبدأ في قانون الكنيسة: "التعامل مع الأمر كما لو أنه لم يحدث قط". هذا ليس حكما على الحقيقة بل هو حكم على الوجود. ربما كان هناك شيء ما بمعنى ما، لكن آباء الكنيسة يأمرون بإلغائه، و اختزاله في لا شيء. الآباء، الذين يحكمون الحاضر وانتصروا فيه، بحرية وسيادة، مثل السادة، يحكمون على الماضي، ويقررون ما حدث بالفعل وما لم يحدث في الأساس.
الطريقة ذه؛ ليست موقوفة على آباء الكنيسة فقط ، بل أيضا أي أيديولوجية وأي سلطة. أورويل/ Orwellلم يكشف عن أي مفارقة " شمولية "عندما قال:" من يتحكم في الحاضر يتحكم في الماضي. [2] / “who controls the present controls the past.” " هذا ما يفعله الجميع دائما. إذا أراد شخص ما الطعن في حكم معين بشأن ما؛ كان أو لم يكن، فإنه يحتاج فقط إلى الاستيلاء على السلطة - أي النصر.
بوتين ، كسبارتاكوس[3] جيوسياسي/ Geopolitical Spartacus، قاد تمردا لإخراج روسيا من اللاوجود. لكن روسيا لن تكون موجودة حقا إلا عندما تنتصر. الوجود والنصر مترادفان.
روسيا هي ما سيحدث.
ملاحظة: مصير أوكرانيا يعتمد أيضا على هذه الحرب. وهي ليست مجرد مسألة ما إذا كانت ستستمر في الوجود، (آمل غير كذلك)، ولكن ما إذا كانت موجودة حقًا بالإطلاق.الوجود لا يثبته الماضي. يتم تحديده في الحاضر بالعمل على صنع المستقبل. [4]
---------
[1] في البال: المقال المترجم رهن الإحاطة علما؛ لا تبني فحواه جملة أو تفصيلا. المترجم.
[2] "إن من يتحكم في الماضي يتحكم في المستقبل، ومن يتحكم في الحاضر يتحكم في الماضي".
اقتباس من رواية (1948) للصحافي و الروائي البريطاني جورج أورويل: جاء في الصفحة 362 من نسختها العربية.ترجمة أنور الشامي.المركز الثقافي العربي. الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الثالثة، 2013.
[3] سبارتاكوس/ Spartacus (حوالي 111 ق.م.-71 ق.م.) كان من رقيق الإمبراطورية الرومانية، وزعيما ثائرا أصله من دولة تراقيا القديمة.
تعلم سبارتكوس في مدرسة للرقيق كيفية مصارعة الوحوش في ملاعب روما لتسلية الرومان، وفي سنة 73 ق.م نظم ثورة للعبيد في تلك المدرسة، وانتشرت أنباء نجاحها بسرعة في مختلف أرجاء البلاد، وسرعان ما انضوى تحت لوائه الكثير من العبيد، ونادوا بزعامته لهم، وأرسل مجلس الشيوخ عدداً من الجيوش لمحاربته، فأنتصر عليهم جميعاً. (ويكي)
وصف فيلسوف التنوير فولتير تمرد سبارتاكوس بأنه "الحرب العادلة الوحيدة في التاريخ". والجدير بالذكر أنه سيكون أيضا مصدرا رئيسيا لإلهام للمنتصرين في ثورة هايتي بقيادة الرقيق (1791-1804) ، مع زعيمهم ، توسان لوفرتور ، حتى أنه أشاد باسم سبارتاكوس الأسود.
ومن بين الشخصيات اللاحقة التي تشير إلى سبارتاكوس كبطل شخصي كارل ماركس ، بينما في أوائل القرن 20، وصف الشيوعيون الألمان روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت حركتهم الراديكالية باسم رابطة سبارتاكوس . و تكريما له يظل المصارع الذي تحول إلى زعيم متمرد رمزا عالميا للنضال ضد الاضطهاد بجميع أشكاله.
https://www.historyextra.com/period/roman/servile-wars-what-when-spartacus/
[4] رابط المصدر:
https://www.geopolitika.ru/en/article/only-war-determines-what-exists-and-what-does-not

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي