![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
فلاح أمين الرهيمي
2024 / 8 / 17
يعتبر النقد والنقد الذاتي في الفكر الماركسي عملية لمراجعة الذات ومحاسبتها ثم يجري إعادة بنائها على الأسس العلمية الواقعية الصحيحة التي تلائم مع مصلحة الحزب ومسيرته النضالية في خدمة الشعب والوطن وما ينسجم مع ظروفنا وتقاليدنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بحيث نستطيع أن نقوم أنفسنا بما ينسجم مع الواقع الموضوعي ومصلحة الحزب ونضاله الجماهيري من أجل أن نضطلع بالمهام والمسؤولية في مسيرة الحزب وسلوكه وتعامله في بناء وتوطيد العلاقة مع جماهير الشعب والوطن.
كما يعتبر النقد الذاتي فعل إنسان من أجل الوصول إلى الحقيقة والواقع ومن أجل إيجاد الحلول الناجحة والصائبة الصراعات والمتناقضات بين الظواهر المختلفة وما يجري على الواقع الموضوعي من خلافات بين الآراء والاجتهادات والتقديم والتأخير والخروج بنتيجة متقاربة بين الآراء المختلفة والمتناقضة بواسطة النقد والحوار الهادف والبناء يتم الوصول إلى معرفة الحقيقة وتجاوز الأخطاء ومدلولات ونشاط عمل الحزب وعلاقته بالنشاط الجماهيري.
إن قاعدة النقد والنقد الذاتي وضعها القائد العظيم (لينين) مدللاً بذلك على أن النظرية الماركسية العلمية ليست عقيدة حكمية وإن النقد والنقد الذاتي يجب أن يكونا عنصرين صميميين فيها من أجل التوصل إلى معرفة الحقيقة ... إن عنصر النقد يدخل في صلب كل فلسفة ولكن لم يسبق لفلسفة غير النظرية الماركسية العلمية إن دخلت في صلبها عنصر الانتقاد الذاتي وأصرت على احلاله عنصراً صميمياً فيها مما يدل على أنها الفلسفة الأكفأ بين كل الفلسفات التي سبقتها لاستطلاع الحقيقة والكشف عنها بل هو الدليل على أنها النظرية العلمية الوحيدة القابلة للتطور ومتابعة المتغيرات والتطورات مع تطور العلم والمعرفة والفلسفة وهي الوحيدة التي في وسعها حل مشاكل جميع الناس ولذلك اعتمدت الأحزاب الشيوعية على مبدأ النقد والنقد الذاتي باعتباره الطريق الناجح والصائب في تقييم نشاطه وتجاربه في نضاله الجماهيري وتسليط الضوء على الواقع وعلى الأمراض التي تعاني منها الأحزاب الشيوعية ومعالجتها وعلى الشيوعي المؤمن بمبادئه وعقيدته أن لا يتردد ويتخوف من كشف أخطائه وعلى الشيوعي حينما يستعمل النقد يجب أن لا يكتفي بالكشف وإبراز المثالب والسلبيات وإنما يجب عليه إيجاد الحلول الصائبة في سبيل القضاء على تلك الظاهرة المرضية ومن أجل التخلص منها ... كما يجب أن يكون النقد والنقد الذاتي هادفاً وبناءً بعيداً عن الأنانية والبغضاء والمصالح الذاتية وأن تكون الغاية والهدف منه مصلحة الحزب الشيوعي ورسم الطريق الصائب والصحيح الذي يعزز روابط وعلاقات الحزب الشيوعي بالجماهير الواسعة وحياتها الحرة الكريمة.
إن الحزب الشيوعي يؤمن بالقيادة الجماعية والديمقراطية وعندما يرسم خططه ويضع تكتيكه واستراتيجيته التي تصب في مصلحة الشعب يعتمد على الحوار والنقاش من أجل الوصول إلى أهدافه ... إذن ما هي ضوابط النقاش والحوار الفكري؟
1) يجب أن يسود الحوار جو رفاقي ديمقراطي من حيث الشفافية واحترام الرأي والرأي الآخر.
2) يجب أن يكون هنالك موضوع محدد يجري النقاش والحوار عليه.
3) يجب أن تكون قناعة لدى المتحاورين بأن أي واحد منهم لا يمتلك الحقيقة المطلقة.
4) يجب على كل واحد من المتحاورين أن يقتنع بأنه يمتلك رأي نسبي ومختلف قد يكون صائب أو خاطئ.
5) يجب على كل متحاور الانفتاح الذهني والابتعاد عن التشنج والعصبية والانصات للطرف الآخر وعدم مقاطعته حتى ينتهي من طرح رأيه ووجهة نظره.
6) من خلال الحوار والنقاش الهادف والبناء والشفاف يتم الوصول إلى الآراء المشتركة والاتفاق عليها.
إن هذه القاعدة تتم عندما تكون هدفها الأول هو الحزب وتحقيق أهدافه ومصالحه وتطبيق مبدأ النقد والنقد الذاتي ومبدأ المركزية الديمقراطية تطبيقاً حياً وملموساً وسليماً من أجل مصلحة الحزب وتعزيز دوره الحقيقي في المجتمع وتحقيق أهدافه التي حددها مؤتمر الحزب ... إن الحزب الشيوعي هو تنظيم سياسي يضم الفئات والعناصر النشيطة والكفوءة ويعبر عن مصالحها وأهدافها ويقود نضالها في سبيل تحقيق أهداف الحزب وترسيخها ... والتي تصب في مصلحة جماهير الشعب.
إن الأحزاب الشيوعية تسترشد وتتمسك بالنظرية الماركسية – اللينينية وتعتمد وتبدع من خلال المبدأ التنظيمي اللينيني في الحزب ولصالح الحزب والمجتمع بشكل منتظم بعيداً عن المصلحة الذاتية الأنانية ... لأن الاختلافات والمتناقضات في الحزب الشيوعي ثانوية وليست رئيسية يمكن معالجتها وحلحلتها والوصول إلى الاتفاق ووحدة الرأي والحقيقة عن طريق الحوار بين كافة الأطراف المختلفة.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |