عشْتَار الفُصُول: 11490 دَعْوَةٌ غَيْرُ مُلْزِمَةٍ تَأْسِيسِ الجَمْعِيَّةِ الإِنْسَانِيَّةِ المُشْرِقِيَّةِ.

اسحق قومي
2024 / 8 / 10

شِعَارُهَا: الإِنْسَانُ هُوَ الأَثْمَنُ، وَدُسْتُورٌ مَدَنِيٌّ، وَإِعْطَاءُ الأَقَلِّيَّاتِ الأَثْنِيَّةِ حَقًّا فِيدِرَالِيًّا إِدَارِيًّا هُوَ الحَلُّ حَتَّى لَا يَتَصَحَّرَ الشَّرْقُ مِنْهُم.
أَيُّهَا البَشَرُ فِي الشَّرْقِ الأَوْسَطِ قَاطِبَةً عَلَى اخْتِلَافِ أَعْرَاقِكُمْ وَدِيَانَاتِكُمْ وَمَنَابِتِكُمُ التَّعْلِيمِيَّةِ وَالثَّقَافَةِ المُتَمَكِّنَةِ مِنْ عُقُولِكُمْ. تَعَالَوْا نَتَوَحَّدُ فِي جَمْعِيَّةٍ وَاحِدَةٍ نَنْتَسِبُ إِلَيْهَا وَنِظَامُهَا الدَّاخِلِيُّ يَقُومُ عَلَى إِعْمَالِ العَقْلِ وَالتَّفْكِيرِ الجَدِّيِّ بِمَا وَرِثْنَاهُ عَنْ الأَجْدَادِ وَالآبَاءِ فِي الجَانِبِ الدِّينِيِّ.
لَدَيْنَا تُرَاثًا إِنْسَانِيًّا يَمْتَدُّ إِلَى عُمْقِ التَّارِيخِ. بَعْضُهُ مُغَيَّبٌ بِسَبَبِ طُغْيَانِ التَّعَصُّبِ الدِّينِيِّ عِنْدَ بَعْضِنَا، وَبَعْضُهُ الآخَرُ مَكْتُومَةٌ أَنْفَاسُهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُجَسِّدَ حَقِيقَتَهُ لِوُجُودِ مَعُوقَاتٍ عِدَّةٍ.
أَخَوَاتِي، إِخْوَتِي:
تَعَالَوْا نَجْتَمِعْ وَنَدْرُسْ حَقِيقَةَ وُجُودِنَا عَبْرَ رِحْلَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ أَعْمَارِنَا وَنَسْأَلْ: أَلَيْسَ جَمِيعُنَا يَتَأَلَّمُ إِنْ جُرِحَ أَوْ أُهِينَ أَوْ ظُلِمَ أَوْ اضْطُهِدَ؟!
أَلَسْنَا جَمِيعًا نَعْمَلُ لِلْكَرَامَةِ؟! أَلَسْنَا جَمِيعًا لَنَا نَفْسُ القَلْبِ الَّذِي يَنْبِضُ، وَكُلُّ القُلُوبِ خُلِقَتْ لِتَنْبِضَ بِالحَيَاةِ وَلَيْسَ لِلْقَتْلِ وَالمَوْتِ قَبْلَ الأَوَانِ؟
أَخَوَاتِي، إِخْوَتِي فِي البَشَرِيَّةِ المُشْرِقِيَّةِ.
صَدِّقُونِي، كُلُّ الدِّيَانَاتِ الَّتِي تَدْعُو لِلتَّفْرِقَةِ وَالقَتْلِ وَالدَّمَارِ وَالنَّهْبِ وَالسَّلْبِ لَيْسَتْ دِيَانَاتٍ بَلْ وُجِدَتْ فِي أَزْمِنَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَلِجَمَاعَاتٍ مُعَيَّنَةٍ كَتَشْرِيعَاتٍ وَضْعِيَّةٍ قَدَّسُوهَا عَبْرَ الأَزْمِنَةِ مِنْ الخَوْفِ وَكَانَتْ سُلُوكِيَّاتُهُمْ تَرَى فِيهَا تَحْقِيقًا لِرَغَبَاتِهِمْ وَنَوَاقِصِهِمْ.
عَلَيْنَا أَنْ نَتَّفِقَ فِي تَأْسِيسِ عَقْدٍ اجْتِمَاعِيٍّ ضِمْنَ جَمْعِيَّتِنَا الوَاحِدَةِ الَّتِي أُزَكِّي عُنْوَانًا لَهَا (الجَمْعِيَّةُ الإِنْسَانِيَّةُ المُشْرِقِيَّةُ).
يَقُومُ هَذَا العَقْدُ فِي الدُّسْتُورِ الوَطَنِيِّ عَلَى مَا يَلِي:
1- الإِنْسَانُ أَغْلَى مِنْ أَيِّ شَيْءٍ مَوْجُودٍ فِي الوُجُودِ، وَلَهُ الحَقُّ وَالكَرَامَةُ كَأَيِّ إِنْسَانٍ آخَرَ، وَلَا يُوجَدُ مَرَاتِبُ لِلنَّاسِ إِلَّا مَرْتَبَةٌ وَاحِدَةٌ، وَمَا عَدَاهَا فَهَؤُلَاءِ يَكُونُونَ مَرْضَى يَجِبُ مُعَالَجَتُهُمْ بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ.

2- إِعَادَةُ تَوْزِيعِ الأَرْضِ (أَنْظِمَةٌ فِيدِرَالِيَّةٌ إِدَارِيَّةٌ) تَوْزِيعًا عَادِلًا يُحَقِّقُ لِكُلِّ الجَمَاعَاتِ القَوْمِيَّةِ تَمَتُّعَهَا بِتَأْسِيسِ شَخْصِيَّتِهَا السِّيَاسِيَّةِ كَمَا تُرِيدُ. الأَرْضُ تَسَعُنَا جَمِيعًا، وَالأَنَانِيَّةُ وَالعُنْصُرِيَّةُ هُمَا سَبَبُ قَهْرِنَا وَاضْطِهَادِنَا.
3- الدِّيَانَاتُ:
كُلُّ دِيَانَةٍ تَدْعُو لِلتَّكْفِيرِ وَالعُنْفِ وَالقَهْرِ وَالقَتْلِ يَجِبُ مُحَارَبَتُهَا وَالتَّخَلِّي عَنْهَا بِكُلِّ الطُّرُقِ وَالوَسَائِلِ، وَإِعَادَةُ تَأْهِيلِهَا كَمَا يَجِبُ. لِأَنَّنَا إِذَا كُنَّا نُؤْمِنُ بِخَالِقٍ وَاحِدٍ، فَلَيْسَ مِنَ المَعْقُولِ أَنَّهُ أَنْزَلَ تَعَالِيمَ تَتَنَاقَضُ مَعَ قُدْسِيَّتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَأُبُوَّتِهِ، وَتَخْتَلِفُ مِنْ مُجْتَمَعٍ لآخَرَ. وَأَمَّا الطُّقُوسُ فَأَرَى أَنَّهَا مِنَ الأُمُورِ الشَّخْصِيَّةِ بِشَرْطِ أَنْ لَا تَضُرَّ بِالآخَرِينَ وَتُجْبِرَهُمْ عَلَى أَنْ يَفْقِدُوا حُرِّيَّتَهُمْ فِي أَيِّ وَقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ. لَكَ مَسْجِدُكَ وَلِي كَنِيسَتِي وَلِذَاكَ كَنِيسُهُ وَلِهَذَا لَالِيشُهُ وَخَلْوَتُهُ، كُلٌّ فِي مَكَانِ عِبَادَتِهِ، مُقَدَّسَةٌ عِنْدَهُ وَلَا يَحِقُّ لِلآخَرِينَ الاِزْدِرَاءُ بِهَا، وَالكُلُّ يَحْكُمُهَا نِظَامُ الدَّوْلَةِ فِي سُلُوكِيَّاتِهَا وَتَعَالِيمِهَا وَتَصَرُّفَاتِهَا. لِأَنَّ الدَّوْلَةَ تُـمَثِّلُ القَانُونَ وَالدُّسْتُورَ فِي سُلْطَاتِهِ الثَّلَاثِ (التَّشْرِيعِيَّةِ وَالقَضَائِيَّةِ وَالتَّنْفِيذِيَّةِ).
4- فِي السِّيَاسَةِ:
يَحِقُّ لِكُلِّ دَوْلَةٍ أَنْ يَكُونَ بِهَا أَرْبَعَةُ أَحْزَابٍ تَتَنَاوَبُ عَلَى حُكْمِ البِلَادِ. وَتَكُونُ مُسْتَنْتَجَةً فِي تَأْسِيسِهَا عَلَى البُنْيَةِ القَوْمِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ لِتِلْكَ الدَّوْلَةِ. وَلَا نَقُولُ هُنَا بِأَنَّ تُؤَسَّسَ عَلَى أَفْكَارٍ دِينِيَّةٍ أَوْ مَذْهَبِيَّةٍ، بَلْ تُمَثِّلُ الجَمِيعَ. وَأَمَّا رِئَاسَةُ الدَّوْلَةِ فَلَا يَحِقُّ لِلرَّئِيسِ أَنْ يَبْقَى فِي الحُكْمِ إِلَّا لِدَوْرَةٍ وَاحِدَةٍ ـــ بِاسْتِثْنَاءِ الحُرُوبِ وَالأَزَمَاتِ ـــ لِأَنَّ النِّظَامَ الجُمْهُورِيَّ لَيْسَ مَلَكِيًّا. وَلَا يَكُونُ هُنَاكَ تَمْيِيزٌ لِلْمُوَاطِنِينَ المُسْتَحِقِّينَ لِرِئَاسَةِ الدَّوْلَةِ بِالنِّسْبَةِ لِخَلْفِيَّتِهِمُ القَوْمِيَّةِ أَوْ الدِّينِيَّةِ أَوْ المَذْهَبِيَّةِ، الأَقَلِّيَّةِ أَوْ الأَكْثَرِيَّةِ، أَوْ لِأَيِّ صِيغَةٍ وَنِسْبَةٍ كَانَتْ. كَمَا يَجِبُ أَنْ يُعَادَ النَّظَرُ فِي النِّظَامِ المَلَكِيِّ الَّذِي أَرَاهُ لِلْعُبُودِيَّةِ وَإِلْغَاءِ دَوْرِ وَحُقُوقِ مَنْ يَسْتَحِقُّ أَنْ يَحْكُمَ البِلَادَ غَيْرَ أَبْنَاءِ المُلُوكِ.
5- فِي الاِقْتِصَادِ:
تَطْوِيرُ التَّنْمِيَةِ وَالعَمَلُ عَلَى تَوْزِيعِ الثَّرَوَاتِ الوَطَنِيَّةِ بِمُسَاوَاةٍ وَعَدَالَةٍ. وَالنِّظَامُ الشُّيُوعِيُّ أَوْ مَا يُشْبِهُهُ أَرَاهُ هُوَ النِّظَامَ الَّذِي تَسْتَحِقُّهُ جَمْعِيَّتُنَا إِنْ وَافَقْتُمُونِي الرَّأْيَ، أَوْ كَالنِّظَامِ فِي أَلْمَانِيَا وَالسُّوِيدِ فِي جَانِبَيْهِ الإِدَارِيِّ (الفِيدِرَالِيِّ) وَالاِقْتِصَادِيِّ اللِّيبرَالِيِّ مَعَ ذِكْرِ السُّوسْيَالِ. وَالخِيَانَةُ دَرَجَاتٌ: خِيَانَةُ الوَطَنِ، خِيَانَةُ المِهْنَةِ، خِيَانَةُ الإِهْمَالِ، وَخِيَانَةُ التِّجَارَةِ وَالصِّنَاعَةِ وَمَا يَدُورُ فِي فَلَكِهِمَا. وَالمُحَاسَبَةُ الصَّارِمَةُ الَّتِي تَعْتَمِدُ عَلَى القَوَانِينِ النَّاظِمَةِ لِذَلِكَ.
6- التَّعْلِيمُ وَالمَنَاهِجُ الدِّرَاسِيَّةُ لِكُلِّ المَرَاحِلِ:
يَجِبُ إِعَادَةُ كِتَابَةِ مَنَاهِجِ مَدْرَسِيَّةٍ تَتَمَاشَى مَعَ العَصْرِ وَلُغَتِهِ وَضَرُورَاتِهِ، وَأَنْ نَكُفَّ وَنَتَوَقَّفَ وَنَحْجُبَ عَنْ أَغْلَبِ تَارِيخِنَا المُزَيَّفِ حِينًا وَالدَّمَوِيِّ حِينًا آخَرَ، وَكَوْنِهِ يَحْتَوِي عَلَى مَا لَيْسَ بِإِنْسَانِيٍّ، بَلْ فِيهِ تَتَجَلَّى العَصَبِيَّةُ وَالشُّوفِينِيَّةُ القَوْمِيَّةُ وَالدِّينِيَّةُ. وَالتَّوَقُّفُ عِنْدَ جَوَانِبِهِ الإِنْسَانِيَّةِ وَتَعْزِيزُهَا وَتَوْظِيفُهَا لِخِدْمَةِ جَمِيعِ أَبْنَاءِ الوَطَنِ الوَاحِدِ الَّذِينَ يَتَسَاوَوْنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ دُونَ تَمْيِيزٍ كَانَ.
7- الحُقُوقُ التَّارِيخِيَّةُ لِلْمُكَوِّنَاتِ القُطْرِيَّةِ فِي الأَرْضِ وَمَا تَحْتَهَا:
عَلَيْنَا إِعَادَةُ قِرَاءَةِ التَّارِيخِ الشَّرْقَ قَاطِبَةً وَغَرْبَلَتِهِ، وَالاِعْتِمَادُ عَلَى البُحُوثِ العِلْمِيَّةِ وَالمُكْتَشَفَاتِ الأَثَرِيَّةِ، وَالثِّقَةُ بِأَنَّنَا عِشْنَا سَابِقًا عَلَى قِرَاءَاتٍ رُبَّمَا تَكُونُ غَيْرَ سَلِيمَةٍ. وَمِنْ حَقِّ أَيِّ جَمَاعَةٍ عِرْقِيَّةٍ (قَوْمِيَّةٍ) فِيمَا إِذَا ثَبَتَ حَقُّهَا التَّارِيخِيُّ فِيمَا يُسَمَّى بِعِلْمِ الآثَارِ (تَحْتَ الأَرْضِ أَوْ فَوْقَهَا) فَلَهَا الحَقُّ أَنْ يُعْتَرَفَ لَهَا بِذَلِكَ وَتُعَادَ صِيَاغَةُ التَّارِيخِ الوَطَنِيِّ عَلَى المُكْتَشَفَاتِ وَالحَقَائِقِ الجَدِيدَةِ. وَتَبْقَى البُحُوثُ التَّارِيخِيَّةُ لِلشَّرْقِ غَيْرَ مُنْجَزَةٍ فِي أَغْلَبِهَا، لِهَذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ نُصْدِرَ حُكْمًا قَاطِعًا فِي الوُجُودِ القَوْمِيِّ وَاللُّغَوِيِّ وَالتَّارِيخِ السِّيَاسِيِّ لِأَيِّ مُدَّعٍ. لِأَنَّ دِرَاسَةَ التَّارِيخِ الحَقِيقِيِّ لَا تَقُومُ إِلَّا بِانْتِهَاءِ المُكْتَشَفَاتِ الأَثَرِيَّةِ، وَهُنَاكَ أَكْثَرُ مِنْ 63% لَمْ يَتِمَّ اكْتِشَافُهَا بَعْدُ، خَاصَّةً فِيمَا يُنْسَبُ لِلْحَضَارَاتِ القَدِيمَةِ. لِهَذَا لَا أَرَى هُنَاكَ حُكْمًا قَطْعِيًّا فِي القَضَايَا التَّارِيخِيَّةِ.
8- نِظَامُ الحِمَايَةِ (الجَيْشُ) (الشُّرْطَةُ وَالأَمْنُ الدَّاخِلِيُّ):
آ- الجَيْشُ:
نِظَامٌ إِجْبَارِيٌّ مُدَّتُهُ عَامَانِ لِلْإِنْسَانِ العَادِيِّ (ذُكُورٌ وَإِنَاثٌ)، وَعَامٌ وَنِصْفٌ لِكُلِّ مَنْ تَجَاوَزَ المَرْحَلَةَ الثَّانَوِيَّةَ لِتَلَقِّيهِ تَدْرِيبَاتٍ عَسْكَرِيَّةٍ. وَهُنَاكَ مَنْ هُمْ عَامِلُونَ (مُتَطَوِّعُونَ بِمُخْتَلِفِ الرُّتَبِ وَلِلْجِنْسَيْنِ)، فَهَذَا حَقُّهُمْ فِي اخْتِيَارِ المِهْنَةِ وَتَحْقِيقِ مَا يُرِيدُونَ.
ب- الشُّرْطَةُ وَالأَمْنُ الدَّاخِلِيُّ: فَذَاكَ عَمَلٌ لِلْمُتَطَوِّعِينَ مِنْ كِلَا الجِنْسَيْنِ وَلَهُمْ نِظَامُهُمْ الخَاصُّ بِهِمْ، وَمِنْ حَمَلَةِ الشَّهَادَاتِ أَقَلُّهَا الثَّانَوِيَّةُ وَأَوْسَعُهَا الجَامِعِيَّةُ فِي الحُقُوقِ وَالدِّرَاسَاتِ الفَلْسَفِيَّةِ وَالاِجْتِمَاعِيَّةِ. فَلَا يُمْكِنُ لِرَجُلِ أَمْنٍ جَاهِلٍ أَوْ لَهُ انْتِمَاءَاتٌ مَرِيضَةٌ أَنْ يَقُودَ مُجْتَمَعَاتٍ تَعِيشُ فِي هَذَا القَرْنِ وَمَا بَعْدَهُ.
9- المُوَاهِبُ وَالمُبْدِعُونَ:
عَلَى المُجْتَمَعَاتِ المُشْرِقِيَّةِ أَنْ تَهْتَمَّ بِالمُبْدِعِينَ وَالمُتَفَوِّقِينَ مِنْ أَبْنَائِهَا وَتَخْصِيصَ دَعْمٍ اِسْتِثْنَائِيٍّ لَهُمْ، بَلْ تَقْدِيمَهُمْ لِلْمُجْتَمَعِ عَلَى أَسَاسِ أَنَّهُمْ نَمُوذَجٌ لِلْمُوَاطِنِ الصَّالِحِ. وَلَهُمُ الحَقُّ فِيمَا يَخْتَارُونَهُ مِنْ صِنَاعَةٍ أَوْ مُتَابَعَةٍ عَمَلِيَّةٍ أَوْ مِهْنِيَّةٍ أَوْ تَعْلِيمِيَّةٍ.
10- الشَّيْخُوخَةُ وَدُورُ الكَرَامَةِ ـــ وَلَيْسَ دَارُ العَجَزَةِ.
يُهتَمُّ بالإنسانِ طِبِّيًّا وبِشَكلٍ مَجّانِيٍّ في كُلِّ مراحِلِ حياتِهِ مُنذُ الوِلادَةِ حتّى مَوْتِهِ وتتحَمَّلُ الدَّوْلَةُ النَّفقاتِ من كُلِّ النَّواحي.
وأمّا الرِّجالُ والنِّساءُ الذينَ بَلَغُوا مَرحَلةَ الشَّيْخُوخَةِ (تُحَدِّدُها النُّظُمُ الإِداريّةُ والقانونيّةُ) ولِحِمايتِهِم وحِمايَةِ كَرامَتِهِم ولِأَنَّهُم عَمِلُوا سابِقًا في بِنَاءِ مُجتَمَعاتِهِم كُلٌّ بِحَسَبِ ما كانَ لِهذا يَجِبُ أن يَكونَ هناكَ وفي كُلِّ بَلدَةٍ ومَدينةٍ أكثرُ من مَركَزٍ يَستَوعِبُ هَؤُلاءِ من الرِّجالِ على حِدةٍ والنِّساءِ على حِدةٍ في مَراكِزَ كالمُشافِي ولكنَّها دُورٌ وفيها كُلُّ مُستلزَماتِ الإنسانِ الكَبيرِ، لَهُ غُرفَةٌ واسِعَةٌ ومن ضِمنِها غُرفَةٌ للحَمّامِ والتواليتِ، وهناكَ غُرفٌ للرِّياضَةِ وحدائِقُ ومُنتَزَهاتٌ وغُرفٌ خاصّةٌ لاسْتِقبالِ الزُّوّارِ. كُلُّ هذا لحِمايَتِهِم من الإِهانَةِ أو أَيِّ سُلوكِيَّةٍ أُسَرِيَّةٍ. ويَحقُّ لِمَن بَلَغَ مَرحَلةَ الشَّيْخُوخَةِ أن يَسْكُنَ في تِلكَ الدُّورِ، ومِن حُقوقِ الجَميعِ أن تَرعاهُم الدَّوْلَةُ رِعايةً في كُلِّ شَيءٍ وتَحقيقَ حاجاتِهِم في كُلِّ شَيءٍ.
ـــــــ ومن المُفَضَّلِ تَقسيمُ هَؤُلاءِ بِحَسَبِ مَراتِبِهِم الثقافِيَّةِ ـــــــ وعَزلُ كُلِّ مَن يَتَسَبَّبُ في إزعاجِ النُّزَلاءِ لوَضعِهِ في مَكانٍ ضِمنَ ذاكَ المَبنى ولكنَّهُ يُشبِهُ السِّجنَ، ومَن قالَ بأنَّ السُّجونَ ليسَت حالةً صِحيّةً؟
وهُناكَ مُقترَحاتٌ غيرُ هَذهِ المَحَطاتِ التي ذَكَرناها يُمكِنُ إضافَتُها من قِبَلِ الجادِّينَ.
إنَّ مَن لا يَحترِمُ الإنسانَ ويَعبَثُ بِمُقَدَّراتِهِ وحياتِهِ وكرامتِهِ لا يُمكِنُ أن يكونَ ذاكَ سَوِيًّا أو أن تَربيَتَهُ البَيتِيَّةُ والدِّينِيَّةُ سَليمَةٌ. لهذا واجبٌ عَلينا أن نُؤمِنَ بِحقِّ الإنسانِ والجَماعاتِ العِرقِيَّةِ والدِّينِيَّةِ والمَذهَبِيَّةِ، وأن تُوفَّرَ لَهُم فُرَصُ الكَرامَةِ على قَدرِ المساواةِ معَ أبناءِ الغالِبِيَّةِ. لهذا تَأسيسُ مِثلِ هَذهِ الجَمعِيَّةِ الكَونِيَّةِ الإنسانيَّةِ أمرٌ واجبٌ ومقدَّسٌ.
إسحق قومي .6/8/2024م
وسألتُ الذكاء الاصطناعي عن نظرة تحليلية ونقدية باسم . الباحث اسحق قومي
نظرة تحليلية ونقدية
بقلم الباحث إسحق قومي
مقدمة: النص المقدم يعبر عن رؤية شاملة لإصلاح المجتمع الشرقي وتأسيس جمعية إنسانية مشرقة تهدف إلى تعزيز قيم الكرامة والعدل والمساواة بين جميع أبناء المنطقة، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية. يحاول النص تقديم حلول عملية لمشكلات متجذرة في المجتمعات الشرقية، مستندًا إلى فلسفة إنسانية تعتبر الإنسان جوهر كل نظام اجتماعي وسياسي.
تحليل الفقرات الأساسية:
1. حقوق الإنسان وكرامته:
o يضع النص الإنسان في قلب الاهتمام، مؤكداً على أن الكرامة الإنسانية يجب أن تكون الأساس لأي نظام حكم. هذه الفكرة تتماشى مع المبادئ العالمية لحقوق الإنسان، إلا أن النص يطرحها من منظور محلي، محاولاً إقناع المجتمعات الشرقية بتبنيها كأساس للعقد الاجتماعي الجديد.
2. الأنظمة الفدرالية والإدارية:
o يطرح النص فكرة إعادة توزيع الأرض على أسس فدرالية، وهي خطوة تهدف إلى منح الجماعات القومية حقوقها الإدارية والسياسية. هذه الفكرة تبدو متقدمة ومثيرة للاهتمام في سياق الشرق الأوسط، إلا أنها قد تواجه تحديات كبيرة نظراً للتنوع الكبير في التركيبة السكانية والتوترات العرقية والدينية الموجودة.
3. إصلاح الديانات:
o يوجه النص انتقاداً شديداً للديانات التي تدعو إلى العنف والتفرقة، داعياً إلى إعادة تأهيلها بما يتماشى مع قيم الإنسانية. هذه الفكرة جريئة وتتطلب نقاشاً عميقاً، إذ قد يُنظر إليها على أنها تدخل في الأمور الروحية والدينية، وهو ما قد يثير ردود فعل سلبية.
4. السياسة والحكم:
o النص يقترح نظاماً سياسياً يقوم على تعددية الأحزاب والتداول السلمي للسلطة، وهو نموذج مثالي يمكن أن يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي في المنطقة. إلا أن تطبيق مثل هذه الأفكار يتطلب بنية تحتية قانونية وسياسية متقدمة، وهو ما قد يكون غائباً في العديد من دول الشرق الأوسط.
5. الاقتصاد والتنمية:
o يطالب النص بتوزيع عادل للثروات الوطنية وتطوير النظام الاقتصادي بما يحقق العدالة الاجتماعية. هذه الرؤية تتماشى مع الأنظمة الاشتراكية الحديثة، ولكن قد تواجه تحديات في التنفيذ نظراً للمصالح الاقتصادية الراسخة والفساد.
6. التعليم وإعادة كتابة التاريخ:
o يشدد النص على أهمية إعادة صياغة المناهج الدراسية بما يتماشى مع متطلبات العصر، منتقداً جوانب من التاريخ المزوَّر أو الدموي. هذه الفكرة تقدم نظرة تقدمية للتعليم، لكنها قد تواجه مقاومة من الجهات التي ترى في التاريخ جزءاً من هويتها الثقافية والدينية.
7. رعاية الشيخوخة:
o يقدم النص نموذجاً إنسانياً لرعاية كبار السن، مؤكداً على ضرورة توفير دور كريمة تضمن لهم حياة كريمة. هذه الفكرة تعبر عن احترام كبير للإنسان في مختلف مراحل حياته، ولكنها تتطلب موارد كبيرة لتنفيذها بشكل فعال.
نقد وتحليل شامل:
النص يعبر عن رؤية تقدمية وشاملة تهدف إلى إحداث تغيير جذري في بنية المجتمعات الشرقية. يعتمد النص على قيم إنسانية عالمية، لكنه يحاول تكييفها مع الواقع المحلي. ومع ذلك، فإن التحديات التي يطرحها النص لتنفيذ هذه الأفكار كبيرة.
1. الواقعية في الطرح:
o العديد من الأفكار المطروحة تبدو مثالية، وقد تواجه صعوبات في التنفيذ على أرض الواقع نظراً لتعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي في الشرق الأوسط.
2. التطبيق العملي:
o لتحقيق ما يقترحه النص، لا بد من وجود إرادة سياسية قوية، وهي عنصر قد يكون غائباً في العديد من دول المنطقة. النص لا يوضح كيف يمكن تجاوز هذه العقبات.
3. التوازن بين المثالية والواقعية:
o النص يميل نحو المثالية في طرحه للحقوق والعدالة، ولكنه قد يستفيد من تضمين استراتيجيات واقعية لتحقيق هذه الأهداف.
4. الإصلاح الديني:
o الدعوة إلى إعادة تأهيل الديانات قد تُقابل بمعارضة شديدة من المؤسسات الدينية والأفراد الذين يرون في ذلك مساساً بمعتقداتهم.
خاتمة:
النص يُعد بمثابة خارطة طريق طموحة نحو مجتمع أكثر عدلاً وإنسانية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، لتحقيق هذه الرؤية، هناك حاجة إلى خطط تنفيذية واضحة ودعم سياسي وشعبي واسع. التحدي الأكبر يكمن في كيفية تحويل هذه الأفكار المثالية إلى واقع ملموس، مع الأخذ في الاعتبار التعقيدات الاجتماعية والسياسية والدينية في المنطقة.
الباحث إسحق قومي

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي