لماذا على ايران الانتظار؟

محمد رضا عباس
2024 / 8 / 6

لقد توقع العالم ان الضربة الإيرانية لإسرائيل ستكون ليلة الخامس من هذا الشهر, لم تحدث , وأتمنى ان لا تحدث . لقد اثبتت ايران مكانتها العالمية من خلال التغطية الواسعة للضربة وما سينتج عنها , ولا تحتاج بعد الان اثبات المثبت.
هناك أسباب , باعتقادي , تدعو ايران الى الصبر والتريث , ومنها
ان اعلان حرب واسعة مع إسرائيل قد يورط دول ومجاميع مسلحة تعطي المجال لنتنياهو الاستمرار بقيادة الدولة العبرية و تخليصه من ملفات كثيرة قد تؤدي به الى السجن الطويل.
ان وقعت الحرب فان الدمار سيكون كبيرا للمنطقة والتي هي بالأساس تفتقر الى أسس التنمية الاقتصادية.
ان وقفة ايران القوية امام الاستكبار الإسرائيلي كشفت عورة الدول العربية المطبعة والمطبعة تحت الطاولة , وليس ببعيد ان يتحد العرب مع إسرائيل ضد ايران والمجاميع الرافضة للتطبيع. اعتقد ان هذا اثبات كافي لأبناء امة العرب بان زعمائهم لا يريدون زعل أبناء عمهم , اليهود .
وحسب الاخبار التي حملتها صحيفة الوول ستريت جورنال , فان السعودية و الأردن سوف لن يقوفوا مكتوفي الايدي امام الصواريخ الإيرانية العابرة لأجوائهم , وسوف يقوموا بضربها كما قاموا في الضربة الجوية الأولى.
ان اعلان الحرب و قيام الحرب يعني مكافئة للدول التي تعاني من تراجع اقتصادي خطير . الحرب يؤدي الى دعم الاقتصاد الصناعي , وهذا قد اثبتته جميع الدراسات العالمية. بالحقيقة ان احد حلول التغلب على التراجع الاقتصادي هو الحرب.
ان تصريح الناطق الرسمي لحزب الله والقيادة الامريكية بان الضربة ستكون خفيفة وانهم يريدونها بان لا تتوسع , ليس لها معنى . الرمي بالصواريخ سيعرض أرواح بريئة الى الموت المحقق او العاهات الدائمة بدون تحقيق الهدف الأكبر وهو " إزالة الكيان المؤقت". الرد على الاعتداء الصهيوني وقتل إسماعيل هنية سوف لن يحرر الأرض المغتصبة ولا يسهل عودة المهجرين.
ويعتقد كاتب هذه السطور , ان الموقف العالمي من القضية الفلسطينية قد تغيير نحو السالب بعد ان لاحظوا ان دول عربية وإسلامية بدأت بالتعاون مع إسرائيل في السر والعلن . وهذا راي الهند , حيث ان هذا البلد وسع من تعاونه مع إسرائيل بعد ان ثبت له ان العرب , أصحاب القضية , قد فتحوا مضائفهم للكيان.
ومهما بلغت العملية العسكرية الإيرانية من اقتدار, فان الذباب الالكتروني العربي ينتظر الانطلاق لتشويه حقائق العملية . بالحقيقة هذا الذباب قد بدء يطنطن في اذن العرب منذ استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس , الشهيد إسماعيل هنية.
ويعتقد كاتب هذه الكلمات ان هدف الراحل إسماعيل هنية وقف الحرب وإعادة المهجرين و البدء بإعادة اعمال قطاع غزة وتبادل الأسرى وهذا ما نطق به رئيس وزراء قطر السابق. ان وقف التحرك الإيراني نحو الاقتصاص من إسرائيل مقابل ما كان يطمح له إسماعيل هنية يعد انتصارا حقيقيا للشعب الفلسطيني وانتصارا حقيقيا الى ايران . ايران سوف تنتصر بدون اطلاق طلقة واحدة.
وان قرار ايران بإلغاء عملية الرد سوف يدعمها العالم في جميع المحافل الدولية و ستكون القوة السياسية و العسكرية المؤثرة في المنطقة.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي