حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (80)

نورالدين علاك الاسفي
2024 / 8 / 4

"خطة الحسم: مفتاح السلام موجود باليمين"

هل أدركنا من العنوان كعتبة؛ ما ران على بال سموتريتش؛ و به يوطن بتكثيف؛ ما يؤسس عليه طرحه الأصيل، أم ما رامه في اعتماد ما يراه حقيقا بتزكية "خطة الحسم"؛ لن يبرح أن يطوق عنق عشمه؛ بضافي الحقائق على بسط التفاصيل؟
و حتى لايبقى مرهونا لغصة الحلق حينا؛ حيث لم يطب البلع فرمى ما ازدرد رأسا، و العبارة؛ ما لحقت تتدارك صنيعا؛ هي منه توكيد على حال يصادر المآل:

"لقد قاد نموذج الدولتين إسرائيل إلى طريق مسدود: اليأس من إنهاء الصراع والتحول إلى" التدبير " كمصير قاس وأبدي."

و مفاد القول؛ بإيجاز العبارة؛ حل الدولتين لن ينهي القضية الفلسطينية؛ و معه الكيان بات في وضع اليائس؛ فتحول عن الحل إلى تدبير الوضع على رغمه؛ في نظر سموتريتش؛ ذا مرفوض، لأنه أفضى إلى تأبيد المعضلة و ليس في الوسع تجاوزها إلا بمرارة نازلة لا ترتفع. و في استبصار سموتريتش:

"يعتمد البديل على رغبة المجتمع الإسرائيلي في التوصل إلى قرار، بناء على فهم أنه لا يوجد مكان على أرض إسرائيل لحركتين قوميتين متناقضتين"

بهذا الطرح؛ بات لمستوطني الكيان عشم ناجز؛ و ما الرغبة التي يراودها سموتريتش إلا نداء يأمل بديلا؛ مؤسسا على التوصل إلى القناعة الراغبة؛ مع توكيد طرح؛ يجنح إلى الاستحالة بإطلاق الحكم، "أرض إسرائيل" لا تقبل المزاحمة في حقها عيانا؛ لتشاطره " آخرا/فلسطينيا" يشكل قومية؛ هي على خلاف الأولى المتمتعة بحق؛ لا ينازع فيه بوجه.

و هو اعتراض ينزع بالضرورة حسب اعتقاد الصهاينة إلى إبقاء "اسرائيل" دولة لكل اليهود في أي مكان من العالم، و ليست دولة لجميع مواطنيها، أي أن اليهود لهم وحدهم الحق في العودة للكيان، في حين لا حق للفلسطينيين في العودة؛ لان من شأن ذلك أن يهدد غلبة اليهود ديمغرافيا[1]. ويؤدي عملياً إلى نهاية الدولة اليهودية.[2] " فالصهيونية حركة وطنية متطرفة غايتا جمع يهود العالم كافة في وطن قومي مستقل"[3].

و هذا ما أشكل على اليمين المتطرف مسوغ النظر في حل الدولة على المبتدأ و حل الدولتين على الخبر، و هو يرى انسداد أفق التسوية والأزمة التفاوضية المتواصلة. فحل الدولتين أجهزت عليه حكومات الكيان المتعاقبة، وأصبح عصياً على الإنفاذ، من دون أن يكون حل الدولة الواحدة ممكناً أو قابلاً للتحقيق.

و أمام حاضر المشاريع المتعثرة يقترح سموتريتش الانتقال من التفكير في الحلول إلى التفكير في الأدوات، وفي علاقات القوة.و "خطة الحسم" بزخمها ألاقتراحي؛ يراها كفيلة بإغناء الفكر السياسي الصهيوني؛ من وجهة نظر ميسيانية وفتح آفاق النقاش خارج الأطر المكررة؛ و مفارقة لحدود الراه .لإنفاذ أجندة اليمين المتطرف بالحصر.[4]

هذا ما وطن عليه سموتريتش العزم؛ و هو يجد له حظوة عند عرابه نتنياهو ؛ بمعية الوزراء في حكومته، و هم يعلنون جهارا رفضهم بشكل واضح لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية.
طوفان الأقصى؛ برجته غير المسبوقة؛ هز الكيان وجودا و وعيا؛ فخرق جدار الصمت في الغرب طرا؛ و تنادت دول تباعا إقرارا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
برلمان الكيان لم يستسغ طفرة لاحدا ما تمخض عنها، لذا صوت لصالح مشروع قرار يرفض أي اعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية، وذلك تزامنا مع إعلان عدة دول أوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية المعلنة قبل أكثر من 35 عاما.
و أمام هذا المستجد صوَّت الكنيست بالأغلبية، ائتلافا ومعارضة على حد سواء على مشروع قرار يرفض إقامة أي دولة فلسطينية ، باعتبار أن مثل هذه الدولة ستشكل "خطرا وجوديا على دولة إسرائيل ومواطنيها"، بحسب نص القرار.
هذه القرارات ثمنها سموتريتش؛ فهي تأتي في أعقاب النشاط الذي تقوم به السلطة الفلسطينية في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية في الأمم المتحدة، ومذكرات الاعتقال ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين، والضغط الذي تمارسه من أجل الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية من جانب مختلف الدول في العالم.
ذا لم يكن كافيا ؛ فحرض سموتريتش دخيلته على اهتبال السانحة؛ مستغلا مأزق الكيان في وحل غزة العزة؛ ومصير الأسرى لدى حماس وقصف حزب الله لشمال الأراضي المحتلة، من أجل تحقيق حُلمه و التعجيل بإنفاذ " خطة الحسم ". فسارع بالنهوض لضم " يهودا و السامرة " / الضفة الغربية المحتلة و تعزيز الأنشطة الاستيطانية بها.
------------
[1] - جميل هلال، فلسطين إلى أين حل الدولة أم الدولتين (ترجمة أحمد البشاري) القاهرة المركز القومي لترجمة2010. ص 294
[2] - غاليا غولان؛ الدولة الفلسطينية من وجهة النظر الإسرائيلية؛ مجلة الدراسات الفلسطينية العدد 18 – ربيع /1994
https://www.palestine-studies.org/ar/node/35003
[3] الفريد ليلينتال؛ثمن اسرائيل. ترجم حبيب نحولي و ياسر هواري؛ كتاب الملايين؛ ط 3؛ 1954. ص 2.
[4]https://www.palestine-studies.org/ar/node/1647930

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي