|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
أحمد فاروق عباس
2024 / 8 / 3
كتبت من يومين علي فيس بوك تعليقا علي قتل اسماعيل هنية في طهران، قلت فيه ما ملخصه ان علي حماس ان تعيد النظر في مجمل سياستها ، وخاصة علاقاتها الملتبسة مع قطر وايران وتركيا...
وقلت ان حماس فشلت في تحقيق شئ جدي للشعب الفلسطيني ، وانها ــ كأي حركة سياسية مسئولة وتفهم واجبها وتقدر مسئوليتها امام وطنها وشعبها ــ يجب ان تتنحي جانبا لمن يستطيع ان يقود شعب فلسطين بأفق أخر ...
وفوجئت بهجوم غير طبيعي من بعض الاخوة الفلسطنيين الذين لا اعرفهم ، لا في الحياة ولا علي فيسبوك ، وعجبت كيف وصلوا الي صفحتي ، وهي صفحة عادية من ملايين الصفحات علي فيس بوك ...
واستغربت ذلك الهجوم غير المبرر علي مجرد رأي علي صفحة شخصية كل من عليها ــ اصدقاء ومتابعين ــ لا يزيد عن الف ونصف انسان ..
وانا لست شخصا مشهورا من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، كما انني لا أملك سلطة في يدي اقرر بها الامور ..
كل ما لدي رأي عابر علي صفحة شخصية متواضعة ، او هو نوع من الفضفضة مع الذات قبل ان تكون حتي مع الآخرين ...
وكانت ردود اغلبهم قاسية وبعضها سباب مباشر !!
مع انني قلت رأيي بلا تجريح لأحد ، وليس من عادتي ذلك اصلا مهما اختلفت مع احد او مع اتجاه سياسي ...
كل ما افعله ان أعرض ما لدي بوضوح وبطريقة مباشرة ، وبلا تحقير او تجريح ، ربما بانتقاد ــ واحيانا حاد ــ ولكن يظل في حدود ادب الحوار وواجباته ...
احدهم قال انني ــ ما دمت انتقدت حماس ــ فأنا اذن صهيوني الهوي !!
وقالت لي سيدة ــ او فتاة ــ لا تتحدث باسم الفلسطينيين، واشغلوا انفسكم ببلادكم وانفسكم ...
وقال رجل ثالث : من انتم ؟!
من انتم حتي تحكمون علي واقع لا تعيشون فيه، فأنتم ابواق لحاكم ظالم متجبر ..
وتأسف رابع علي الشعب المصري الذي نسي عروبته ودينه وهويته ورضي ان يكون خانعا ذليلا صامتا !!!
وقال اخرون كلمتهم الشهيرة لا يفتي قاعد لمجاهد ...
وواضح جدا ان الاخوة الذين علقوا من اتجاه سياسي واحد وهو اتجاه الاخوان المسلمين الذي تعد حركة حماس الفرع الفلسطيني منه ...
وان احد المتبرعين بالخير لفت نظرهم ان احدا ما تجرأ وانتقد حركتهم المقدسة، وان لديهم طلعة يعلمون فيها من فعل ذلك الأدب !!!
ولا اعرف لماذا هذا الخوف غير الطبيعي والهجوم غير المبرر لكل من ينتقد حركة حماس.. وظني ان ذلك نوع من عدم الثقة بالنفس ، الذي يلجأ الي تخويف الناس بدلا من مناقشتهم واقناعهم او الاقتناع بما لديهم ...
قد يقول قائل.. ان حماس تحارب الان وليس من اللائق ان ننتقد المقاتل اثناء قتاله ...
وهو منطق يستحق الاحترام وبه شئ من الحقيقة ، ولكن عدم الاشارة الي الاخطاء ــ حتي اثناء المعركة ــ قد يؤدي الي كوارث اكبر ، والشعب البريطاني ــ مثلا ــ كان يتكلم بحرية ــ ومسئولية ــ ولم يكن يداري علي اخطاء ، حتي وجنوده وابناءه يحاربون اكبر القوي العسكرية في العالم ــ المانيا واليابان وايطاليا ــ وفي جبهات متعددة... من لندن والجزر البريطانية ذاتها الي فرنسا ومصر وسنغافورة والمحيط الاطلنطي ...
والاحزاب والحركات السياسية عموما تقيم بنتائج افعالها وليس بأي شئ أخر ...
فما نتيجة افعال حماس في خلال ال ١٨ سنة الماضية ومنذ ان اصبحت هي السلطة الحاكمة في غزة منذ ٢٠٠٦ ؟
ــ اولا صنعت اول واكبر واخطر انقسام فلسطيني في تاريخ القضية الفلسطينية ، عندما اصبحت هناك سلطتان تتحدثان باسم الفلسطينيين .. سلطة في رام الله وسلطة في غزة ..
ــ حكمت غزة بالحديد والنار منذ سيطرتها علي القطاع من ١٨ سنة، وطبقا لشهادات فلسطينيين يعيشون في غزة علي مواقع التواصل الاجتماعي فإن الفلسطينيين يلاقون الأمرين تحت حكم حماس ...
ــ لم تتقدم القضية الفلسطينية خطوة واحدة ــ لا سلما ولا حربا ــ منذ اعتلاء حماس سلطة القرار في فلسطين..
ــ رجوع اسرائيل لاحتلال قطاع غزة بالكامل وقتل ٤٠ الف فلسطيني وتشريد مئات الالاف من بيوتهم ، وقد كان القطاع بالكامل محررا وليس به جندي اسرائيلي واحد ...
وفي الوقت الذي كانت فيه حماس ترفض التفاوض مع اسرائيل علي انسحابها الي حدود ٥ يونيو ١٩٦٧ تتفاوض اليوم علي انسحاب اسرائيل الي حدود ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ وبدون نجاح يذكر !!!
واترك الحكم لضمير كل انسان :
هل نتيحة هذه ال ١٨ سنة كانت نجاحا ام فشلا ، حركة مقاومة لم تحرر شبرا واحدا لا بالحرب ولا بالسلم ، بل اضاعت ما كان تحت يدها اصلا مما تعب الشهيد ياسر عرفات في تحقيقه ...
هل لو قلنا لهذه الحركة انها يجب ان تتواري قليلا وتترك الفرصة لباقي ابناء فلسطين يعطون بلدهم وقضيتهم نفسا جديدا وافقا جديدا هل نكون قد اجرمنا في حق الحركة الألهية الربانية الطاهرة المقاومة المجاهدة المقدسة.... الي اخر قائمة الصفات التي يطلقها عليها انصارها ؟!!!
عموما لم اكن اقصد التطفل علي شؤون اهل فلسطين ، ولا حتي شئون الحركة الربانية المقاومة المجاهدة ... الخ .
ومادام بعض أهل فلسطين يرونها كذلك ، وان نتيجة عملها يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني ــ وهو ما اختلف بشأنه بشدة ــ فهنيئا لكم حركتم المجاهدة المقدسة الربانية الالهية ... وحقكم علينا ..