![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
كامل الدلفي
2024 / 8 / 2
2آب 1990 الاسود: فوهة لهجوم الشياطين والافاعي والدبابير على هدوء العراق.
يوم لبداية تاريخ اسود مريع في حياة الشعب العراقي والإنسانية جمعاء، لكنه الفرصة المثلى للامبريالية الاميركية لتبدأ لعبتها الكونية في انطلاق نظام دولي جديد هو نظام الحرب الاميركية والغرب المفتوحة على مصير الإنسان الكوني، حرب لن تنتهي بغض النظر عن الخسائر الفادحة المترتبة في غضونها، لتكريس عهد جديد من الهيمنة بصيغة( ما بعد الاستعمار) اي مابعد الصيغ التقليدية السالفة، أخرجت العالم من اتفاق نظام التوازن السابق بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وحربهما الباردة، فجاءت حرب ساخنة ذات استراتيجية تهدف إلى تجزئة الشرق والغاء صيغ الوحدة والتقارب والاستقرار و الحلم بطموحات التغير والتطور التكنولوجي والعلمي، حرب تحمل نزوع التفكيك والتفتيت ليس لضمان سيطرة أميركا على النفط بل، لحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية وترسيخ مكانتها العالمية وفي منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج خاصة، إذ تعرضت للاهتزاز بفعل نمو الوعي العمومي عند شعوب الشرق والجنوب بمصيرها، فكان جوهر البرنامج عبارة عن سياسة توسعية واحتلال حضاري ولغوي وهيمنة للثقافة الغربية المسيحية اليهودية ضد جميع الثقافات الاخرى و(خاصة الإسلامية و الصينية) وسواهما، كان العراق نقطة الاشتغال وبؤرة التطبيق، إذ جرى اعداد السيناريوهات على ضوء تراكمات ونتائج العقد السابق الذي شهد وقائع حرب كارثية بين (العراق وإيران) اكلت بنيرانها (عقد الثمانينات) برمته، وتركت تداعياتها ندوبا لا تمحى في بنية المجتمعين العراقي والإيراني، حرب وقفت خلالها أميركا والغرب بتمامه عسكريا واقتصاديا وسياسيا مع العراق ليخرج من الحرب مدججا بقوة عاتية في الشرق الأوسط ومفاتيحها بين أصابع ديكتاتور همجي(صدام)، بالشكل المنفوخ الذي لا يستقيم مع التخطيط الأميركي في استثمار تراكم الأحداث وموجات تأثيراتها، مما يلزم المعالجة والحل، فأعدت حبكة أحداث تتضمن توترات وخلافات وصراعات في شؤون حساسة وحتمية في الاقتصاد والحسابات و النفوط والديون والحقوق والمواقف المتبادلة بين ( أخوة وحلفاء!!) في معركة العقد المنصرم ضد إيران، والتي رأى كل طرف منهم مجرياتها بحسب علاقته بالمهندس الأعلى (أميركا) فاختلفا في التعليل فكانت الكويت ودول الخليج من وراءه تلامذة نجباء للمخطط الأميركي وكان صدام حمارا معافى مهيئا لامتطاء الامريكان ظهره لغزو الكويت. الكويت( الدولة البالون) التي سقطت سيادتها في وجبة فطور صباحي عند غزوة دراماتيكية لقوات الحرس الجمهوري العراقي، وتبخر وجودها السياسي والرسمي في غضون يومين لا غير. لتبدأ من بعده الارادة الإمبريالية الامريكية سيناريو التحرير الوهمي للكويت وعمليات التصفية وطرد الجيش العراقي من الأرض الكويتية . السيناريو يلزم بشن حرب الخليج الثانية على العراق باطوارها المختلفة والمنفلتة وغير الشرعية والمبالغة حد الاجرام باستخدام المحرمات ( الأسلحة المدمرة والقذرة والنووية - فرض أساليب التفاوض المذل في خيمة صفوان - الاتفاق على الانسحاب وملاحقة الطيران الامريكي لقتل الجنود العراقيين المنسحبين في جرائم طريق الموت - قمع الانتفاضة الشعبانية فرض العقوبات الاقتصادية - استهانات بالسيادة العراقية فرق التفتيش-حصار اقتصادي جائر على الشعب العراقي 12عاما- حرب الخليج الثالثة لاحتلال واسقاط الدولة العراقية واشاعة الفوضى ونهب ثروات العراق وتقزيم دوره ومكانته واباحة عزته ببرامج غبية كالمحاصصة الطائفية والعرقية والارهاب والفساد والتقسيم والذلقراطية.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |