المقاومة والمملكة العربية الاسدية

زياد ملكوش
2024 / 8 / 2

كان النظام السوري / او الاصح المملكة العربية الاسدية / يحيرني فيما ما مضى بغبائه وعناده لكني اظن الآن اني والكثير غيري اصبح يعلم ماهية هذا النظام وكيف يمكن ان يتصرف في اية ظروف/ اي نفس التصرف/ فهو خشبي لا شئ يهمه او يحركه الا البقاء والسيطرة /على مايمكن واينما امكن / وطبعا السرقة .

كان النظام قبل 2011 مشهورا بجملته : الرد المناسب في الوقت المناسب حين يعتدي الكيان المحتل على سوريا و بقي لما يزيد عن 50 عاما من حكمه يتحدث ويتحدث ويتحدث عن المقاومة والممانعة والمعركة القادمة و لم يفعل شيئا لا لنصرة الفلسطينيين او لاستعادة الجولان المحتل بينما كانت نصف الميزانية المعلنة تذهب لتسليح الجيش .كان دائما يخضع لاي ضغط جدي ولا ادل على ذلك كيف رضخ لتركيا ووقع معاهدة اضنا التي وافق فيها على عدم ذكر لواء الاسكندرون المحتل في اعلامه /البائس/ ، علما بان الاراضي الى مدينة مرسين على المتوسط هي اراضي سورية ، كذلك لم يضغط على الجار التركي بخصوص تعديه على حقوقه المائية حسب الاتفاقيات الدولية . صحيح انه لم يقل ان ردوده ستكون مزلزلة وصاعقة كما تذكر ايران دائما و حزب الله بعد 2006 ، لكنه بعد ان خرج سالما من الحرب الاهلية بمساعدة الروس القوية وايران واذرعها وصف ما حدث بانه الانتصار الساحق الماحق على الارهاب .

كان تصرف النظام تجاه اسرائيل قبل واثناء الانتفاضة مفهوما وإن كان غير مقبول ، فهو لم يكن مستعدا بامكانياته ان يغامر بالمواجهة حتى لا تتعرض سوريا للدمار لكنه كان يعلم انه لو رد على اي اعتداء اسرائيلي فان الصهاينة لن يترددوا في اسقاطه باستهداف قيادته مباشرة . وبعد انتهاء الحرب بقي النظام غير مهتم بالرد على الاعتداءات الاسرائيلية شبه الاسبوعية مع انه لم يعد يردد مقولته الشهيرة التي اصبحت نكتة سمجة بل اصبح يكفي بالقول ان دفاعاته الجوية تصدت لصواريخ العدو واسقطت بعضها . ان التحجج بالخوف على سوريا اصبح بلا معنى فالبلاد دمرها هو واعدائه الاسلاميون تدميرا هائلا وهجروا نصف سكانها وهو بالكاد يسيطر على الاجزاء التابعة له مع وجود 5 احتلالات ومناطق خارجة عن سيطرته فعلا ، فماذا يخشى ؟ الا يرى كيف يرد الحوثيون وهم في بلد ممزق وفقير وبعيد ؟ الا يستطيع ان يطلب من اصدقائه في طهران ان يزودوه بصواريخ ومسيرات كما يفعلوا مع الحوثيين المساكين / وانا هنا اتحدث عن القواعد الشعبية البسيطة وليس عن القيادات التابعة لطهران / . من الواضح انه يخشى على نفسه فهو يعلم انه لو قام بالرد لسقط فورا . هو يعلم ان وجوده مدين لرغبة اسرائيل وبالتالي الادارات الامريكية بذلك وقد سبق ان صرح عدد من المسؤولين الاسرائيليين والصحفيين انهم لن يجدوا نظاما مريحا لهم لا بل حارسا للحدود افضل منه والامريكيون لا يريدون نظاما اسلاميا لا يمكن التنبأ بافعاله وإلا كانوا يستطيعون إعطاء الفصائل المقاتلة مضادات الطائرات التي كانوا يطالبون بها وكانوا يستطيعوا عدم السماح للروس بالتدخل لكنه آثروا بقاء النظام .

للاسف ان حزب الله الذي بدأ مقاومة فعالة تعمل اكثر مما تتحدث وكانت لديه مصداقية عالية تغير واصبح شبه تابع لايران في السلوك والتصرفات والاقوال ، واصبح مذهبيا يتدخل في السياسة لمصالح ليست مصالحه او مصالح بلده لبنان وبدأ بالتغاضي عن الفساد ، واصبحت مقاومته لفظية مثل مقاومة النظام السوري / طبعا باستثناء دعمه العملي للمقاومة بعد 7 اكتوبر / ، وكان تدخله في سوريا لصالح النظام واعلانه مباشرة انه جندي في جيش الفقيه الايراني الضربة القوية لمصداقيته في مقاومة المحتل .

ان المقاومين الحقيقيين هم اهل غزة الذين يُقتلون في كل يوم ويُهجرون في كل يوم لكنه صامدين رغم القصف والحصار والقتل الذي يطالهم وعائلاتهم وحتى اطفالهم ورغم التجويع وانتشار الامراض والاوبئة ونقص الطعام وشح المياه والادوية .المقاومون هم اهل الضفة الغربية الذين يواجهون جنود العدو ومستوطنيه ومخبري السلطة العميلة . المقاومون هم فلسطينيون الداخل الذين تحاصرهم سلطة المحتل وتميز ضدهم .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي