حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (79)

نورالدين علاك الاسفي
2024 / 8 / 1

"خطة الحسم: مفتاح السلام موجود باليمين"

هل بات حاصل من منطق الضرورة رفع قياس صوري؛ حداه يكثفان الإيجاز لزاما في عنوان مفارق؛ و في لاحق " الخطة " إسهابه حاضر بإمعان محايث. بمفاد: "أن الذي يعلم الطرفين علم جميع الأسباب (المتوسطة)" [1].
- السلام في الحسم.
- و الحسم عند اليمين.
- إذا فالسلام عند اليمين.
هل أرغم سموتريتش نفسه على قناعة؛ لا تحمله على اليقين إلا لتدنيه من آمال معقودة على غامر طموحاته؛ أم ما اعتقده يوما صالحا لسالف ظرف؛ يدفع به ليوطنه على تحقيق؛ ما غاب عن مزمع الكون؛ و هو منه مفارق لما يتعشمه؟.
سموتريتش ينتصر لتذاكي متهافت؛ فوت عنه التفطن في الضرب على الحد الأوسط في وقت ضئيل." " و أما الذكاء فهو حسن حدس ما يكون في وقت لا يؤاتي للبحث عن الأوساط". "و ذلك أن القياس قد يبين شيئا على شيء بالمتوسط، فأما معنى ما هو، هو خاصة و محمول من طريق ما هو".
فهل الحال على صلة ببنية مناقضية للصراع- مناقضية بالنظر إلى الحاصل ظرفا؛ و من أجل تقدير للمناقضة في رهافتها البنيوية، لنتدبر للحظة قراءة سوية؛ لا مناقضية للمشهد.
الكيان و بمنطق ما يطلبه بالعجلى؛ و لا يعمل فيه روية" آخر التفكير أول العمل، و آخر العمل أول التفكير." يصارع فلسطين؛ أرضا و شعبا، لكنه لم يقو عليها؛ و بتعاقب العقود؛ بات المشهد دون المطامع؛ يصدمه؛ و يكوي وعيه؛ فالعوق في الذات مستفحل؛ و رفعه غير خليق بتهور النظر.
لذا و لأجل الظفر؛ مهما كلف الأمر؛ يلجأ الكيان إلى تقنية استثنائية في الصراع، سواء كانت ضربة دنيئة، غير نزيهة، و بكلمة واحدة ضربة محظورة، أو أن تلك الضربة، مع كونها سليمة، تقتضي علما خفيا و "حيلة"؛ مثل هذه الضربة المسماة عموما ضربة "حاسمة"، تمنح الغلبة، بمنطق الخطة ذاته، لمن يسددها.
إن الوسم الذي تكون تلك الضربة بنيويا موضوعا له؛ لا يمكن أن يتوافق مع عدم فعالية تلك الضربة: يجب وفقا لإرادة "اليمين"، أن تنجح. عشم محمول على الإيهام بالواقع: و مصادرة على المطلوب؛ توحي بتوكيد حقيقة ما سيقع: باعتقاد أنه ما هو واقع بحتم؛ لن يرتفع بحال. و هذا وهم.
و ما سيحصل؛ و العين على ما يجرى: فتلكم الضربات الحاسمة فشلت؛ و الذي باتت له حظوة تسديدها ليس هو "الحاسم في أمره": و لكن محور مقاومة؛ سجالا و مساندة، و ذلك ما ينتظر تلكم المناقضية البنيوية التي تؤطر نهجا من "اليمين" بات مقيما.
و لن يعدو الأمر؛ مع مآل الردع المتآكل في الكيان بعد الطوفان؛ إلا أخذا بأسباب الاندحار فالزوال؛ كواقع نازل ليس له من دافع.

-------
[1] منطق أرسطو. تحقيق عبد الرحمان بدوي، ج2 ،ط1. وكالة المطبوعات- الكويت، دار القلم بيروت- لبنان، 1980. ص 426. 435.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي