حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (78)

نورالدين علاك الاسفي
2024 / 7 / 31

"خطة الحسم: مفتاح السلام موجود باليمين"

و الحال مع الإبدال لا يبطل للمرام منالا.

"موجود باليمين مفتاح السلام: بالتعيين؛ خطة الحسم"

""موجود باليمين "

و مفاد الغياب المفارق؛ حاضر بالعشم المحايث"

في اليمين موجود "؛

فهل نحصر المعنى على الإطلاق أم نصرف النظر عن الحذر؛ و نترك تقدير الأمر على العواهن؛ و لا نلقي للظرف اعتبارا.

وحاصل صرف البال لا يسعف ما طال الحال؛ بمفاد أن "من قال شيئا من الأشياء - أي شيء كان - فقد قال بوجه من الوجوه أشياء كثيرة، لأن كل واحد من الأشياء من الاضطرار له لوازم كثيرة"؛

فهل أدرك سموتريتش مغبة اجتهاده من سعيه الحثيث؛ أم رام البغية بغير تقدير المآلات التي تنتظرها. فقوله بإطلاق أن "المفتاح موجود"؛ فقد قال إن حلا لا يجارى موجود، و أن فكاكا موجود؛ و أن أمرا بالقطع موجود. و أن ملموما سينسرب فتله موجود، و أن مبروما ستفك جديلته موجود، و أن حلا لمعضلة بات في متناول اليد، و أن تسوية جامعة مانعة موجودة،

و غاب عن سموتريتش؛ من وجه قناعة؛ بذاتها هي أحرى؛ لا لذاتها جديرة بما تراه؛ أن " أي شيء من اللوازم إذا ارتفع، ارتفع معه أيضا الأمر الأول. و ينبغي أن نتوقى إبدال الشيء بالشيء الأصعب، فانه في بعض الأوقات قد يكون فسخ الشيء اللازم أسهل، و في بعض الأوقات الموضوع نفسه".

و كان عليه أن يرعى باعثا من نفسه؛ يوطنه على الروي؛ إن خاب المسعى من وجهة النظر؛ " فالأشياء التي يجب ضرورة أن يكون أحد الأمرين فقط موجودا لها ( بمنزلة وجود مفتاح الحرب أو السلام بيد اليمين) ، فإن تهيأ له أن يقول في أحد أنه موجود أو غير موجود ، فان ذلك يتهيأ في الباقي. و هذا المعنى ينعكس على الأمرين جميعا.و ذلك أنه إذا بين أن أحدهما موجود، يكون قد بين أن الباقي غير موجود. "و إن نحن بينا أن أحدهما غير موجود، نكون قد بينا أن الآخر موجود.فمن البين أن هذا الموضع نافع في كليهما".

سموتريتش حسم أمر اعتقاده؛ و لم يعد في وسعه أن يدرك أنه بات مدخولا على وجهه؛ و إن بغى له غير ما بيت؛ و سعيه حائر في تلمس السبيل الواصل"لان من الأمور ما هي من الاضطرار؛ و منها ما هي على أكثر الأمر، و منها ما هي على أي الأمرين اتفق. فان وضع واضع ما هو من الاضطرار على أكثر الأمر، أو ما هو على أكثر الأمر من الاضطرار، أما هو بعينه،و إما المضاد لما هو على أكثر الأمر ؛ فانه أبدا يعطي موضعا للحجة عليه"

و ذا ما هو واقع في ساحة سموتريتش. "و ذلك أنه إن وضع ما هو من الاضطرار على أكثر الأمر، فمن البين أنه قد قال فيما هو موجود للكل أنه ليس موجودا للكل. فيكون من قبل ذلك قد أخطأ. و كذلك يلزمه لمن قال أن ما يقال على أكثر الأمر هو من الاضطرار. و ذلك أنه يقول فيما ليس هو موجودا للكل انه موجود للكل"[1].

و الحاصل بالضرورة؛ سموتريتش رام منه حلا لا يرتفع بحال؛ من غير وازع من نظر حصيف؛ إلا ما رآه بالاضطرار؛ و بهوى نفس متهافت؛ حلا حاسما من غير خيار يفرض نفسه بالضرورة" فمن الشنيع المحال أن نصدق كل ما يمكن أن نتوهمه على أنه دليل على وجود الشيء و على أنه يمكن أن يوجد، ذلك أن الزيادة و النقصان لا يكونان حينئذ في الأمر نفسه و إنما في التوهم"[2].

و على الأخير؛ تتأسس بالكيان الرواية القومية لليمين الجديد؛ و التي يسوقها بوصفها تمثل " الحقيقة الوحيدة"؛ فيحجر على "المعارضة الصورية"؛ و منه يصنع يافطة رموز الاستعمار الاستيطاني و التبرير الأخلاقي للاحتلال[3].

و بها ينزع إلى استكمال انزياح الحقل السياسي بالكيان نحو اليمين الشعبوي المتمادي، و العمل بشكل متسارع للدفع بمشروعه لبناء هيمنة جديدة؛ تتكئ إلى إعادة صياغة مفاهيم الهوية القومية و طوبى "أرض الميعاد" ، وتقاطعات حاضر الصراع مع ما استجد عقب طوفان الأقصى؛ و معه الوهم لن يجدي نقيرا.
----------------
[1] منطق أرسطو. تحقيق عبد الرحمان بدوي، ج2 ،ط1. وكالة المطبوعات- الكويت، دار القلم بيروت- لبنان، 1980. ص 536-537- 538.
[2] أرسطو، الفيزياء، السماع الطبيعي. ترجمة عبد القادر قينيني. افريقيا الشرق. المغرب.1998. ص97
[3] هنيدة غانم؛ أقصى اليمين الجديد في إسرائيل و مشروع بناء الهيمنة الشاملة، قضايا إسرائيلية، العدد 88/ شتاء 2022، السنة 21. ص87.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي