تآكل هيبة الإسلاميين - الأدب الرمزي الفلسطيني

https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/new/8.jpg https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/new/8. - [ ] تآكل هيبة الإسلاميين
- [x] الجزء السابع
- [ ] الأدب الرمزي الفلسطيني
1 )
يكمن نجاح مقاومة شعب جنوب أفريقيا بقيادة : نيلسن مانديلا ، في نوعية برنامجه السياسي ، وفي أسلوب الكفاح الذي اختاره للمقاومة الوطنية . وهو أسلوب لا يسمح باتخاذ قرار القيام بعمليات مقاومة ذات طابع عسكري بغفلة عن الأمة التي يناضل من اجلها : لادراكه بان العمليات العسكرية التي تتطلب تحركات غاية في السرية : ستتحول إلى وصاية ثابتة على الأمة ( وقد تطالب الأمة بدفع أتعاب النضال ، كما فعلت الأحزاب الدينية في العراق ) . والأمثلة الشهيرة على ذلك : مجموعة الانقلابات العسكرية التي انتشرت في العالم الثالث ، وفي العالم العربي منذ النصف الثاني من القرن العشرين والتي نتج عنها : طغاة على رأس أنظمة دكتاتورية ارهابية ( لم يكن عهد الأرهاب طوراً من اطوار الثورة الفرنسية لوحدها بل كان ظاهرة ملازمة لجميع انقلابات العالم العربي العسكرية التي تفردت بالسلطة 2 )
- [ ] وتقدم حماس في " طوفان الأقصى " : أنموذجاً واضحاً على تحوّل الأسلوب العسكري إلى صيغة تآمرية : وقد سبقت حماس إلى هذه الواحدية في الكفاح : فتح ، وجميع المنظمات الفدائية الفلسطينية : فَجّرَت على نفسها الكوارث : واصبحت المقاومة الوحيدة في العالم التي كان اسلوبها في الكفاح قد تسبب في تحولها من جماعات فدائية الى جماعات سياحية : تم نقلها بالباصات المكيفة من عمان إلى بيروت عام 1971 ومن بيروت الى تونس بعد اجتياح اسرائيل لبيروت عام 1982 ، لكن هذه المرة بالطائرات وبالسفن المكيفة …
3 )
- [ ] كان الأدب الفلسطيني : والرمزي منه تحديداً : ممثلاً برواية غسان كنفاني ، رجال تحت الشمس : سباقاً إلى التنبؤ ، منذ سبعينيات القرن المنصرم ، بالنتيجة الكارثية التي ستقود اليها الصيغة العسكرية التي اختارتها الفصائل الفلسطينية . تنبع أهمية الادب الرمزي الفلسطيني ( ويمكن اضافة رواية : المتشائل ، لأميل حبيبي اليه ) من كونه : احتفظ بمسافة بينه وبين ما ساد وعي العرب السياسي عام 1967 من هوس بالبندقية وبعسكرة المجتمع ، ومن انجراف جميع الأحزاب بجميع أوجهها : العروبية والعلمانية والسلفية في ضجة استقبال : الروح العسكرية والتضحية والفداء . لكن لم تجرف هذه العاصفة الحماسيّة معها الادب الرمزي الذي ظل يحفر في ما وراء الضجة ، وما وراء الواقع بحثاً عن حقيقة ما يجري . وأول مَن بادر إلى تمزيق هذا الغشاء الذي حجب العقول عن الرؤية الصحيحة هو الشاعر محمود درويش في صرخته العابرة للأجيال : انقذونا من هذا الحب القاسي ، فجاءت هذه الصرخة لتؤكد ما ذهب اليه عبّد الله القصيمي من القول ان : العرب ظاهرة صوتية . لكن النص الأدبي الرائع : رجال تحت الشمس ، نقلنا إلى رؤية المخفي وغير المصرح به من المصير المشؤوم الذي ينتظر الشعب الفلسطيني على يد قياداته . في الرواية ( وهي عالم آخر موازٍ للعالم الواقعي ، اعادت الرواية بناءه وترتيب حوادثه ، بما بجعل خاتمة احداث الرواية : نبوءة ، واستشراف دقيق لما سيحل بالواقع في المستقبل ) يقوم القائد ( سائق الشاحنة ) بتكديس البشر الذين يزمع قيادتهم ( تهريبهم ) عبر الصحراء الفاصلة بين البصرة والكويت داخل صهريج ، فيموتون اختناقاً قبل دخول الكويت : نتيجة نفاد الأوكسجين داخل الصهريج وتحول داخله إلى فرن بسبب حرارة الجو المرتفعة بفعل الشمس ورمال الصحراء ) …
- [ ] 4 )
- [ ] لم تنجح مباغتة حماس العسكرية في 7 - 10 - 2023 ، في ردم الهوة الشاسعة الفاصلة بينها كميليشيا سرية ( تحت الارض ) وببن الجيش الاسرائيلي : ففرّت بثلاث او أربع مئات من الاسرى ، وتركت وراءها مليونين ونصف المليون من فلسطينيي غزة رهينة بيد العنصرية الاسرائيلية . . لقد ارتكبت حماس الخطأ الشنيع الذي تكرر ارتكابه عام 1948 وعام 1967 ، وما بينهما من احداث تاريخيّة هامة ، تكررت فيها المذابح وسط اهالي المخيمات : خطأ ترك الفلسطينيين مكشوفين لمصيرهم . والحق ان حماس مضطرة إلى ترك ملايين الفلسطينيين مكشوفين لقنابل العنصرية الاسرائيلية ولغارات تهدبم بيوتهم واستعبادهم : اذ عاشوا فترة ألحرب منذ اكتوبر من العام الماضي تحت السلطة المطلقة لاوامر العسكر الاسرائيليين . حدث هذا المشهد بسبب من اصرار حماس وجميع الفصائل الأخرى ، على استخدام صيغة القتال العسكري : وكان يمكن لحماس ان تحقق الكثير من الأهداف من غير هذه الخسائر المادية والبشرية الجسيمة باستخدام أساليب نضالية أخرى ، ولكن حماس لا تستطيع ان تكون وسط الناس في مظاهرة احتجاجية او معهم في عصيان مدني ، لأنها : ولدت عام 1992 على ان تكون مهمتها الوحيدة هي تخريب اتفاقية أوسلو للسلام …
**************
رغم ان الكثير من النقاد لم ينظروا إلى رواية غسان كنفاني : رجال تحت الشمس ، على أنها رواية رمزية ، الّا أنني أعدها إلى جانب رواية : ميرامار ، لنجيب محفوظ في طليعة الأدب الرمزي العربي …