انهيار المجتمعات في نظرية جارد دياموند

حسين علي محمود
2024 / 7 / 26

نشر الكتاب في عام 2005 من قبل الأكاديمي والمؤلف جارد دايموند، وفيه يعرّف دايموند الانهيار :
«هو انحدار كبير في حجم السكان أو مقدار التعقيد السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، في منطقة كبيرة، ولمدة طويلة.»
فيما بعدها يذكر أسباب أحداث تاريخة أدت إلى الانهيار الاجتماعي - وبالأخص تلك المتأثرة بالبيئة، آثار التغير المناخي، الجيران العدائيون، شركاء التجارة واستجابة المجتمع لأهم التحديات.
يعتبر ان نجاح أو فشل المجتمعات المختلفة كان مرتبطباً بتأقلمهم مع هذه المخاطر.
ينظر “دياموند” للماضي والحاضر ليطلق تحذيراً بشأن المستقبل، إن أولٰئك الذين يتجاهلون التاريخ ملزمون بتكراره.
يسرد “دياموند” في كتابه الانهيار أسباب انهيار المجتمعات الغابرة وبعض الأمثلة لمجتمعات معاصرة على وشك الانهيار أو التي انهارت قريبا.

يلخص تلك الأسباب في الضرر البيئي الذي يسببه الناس بقصد أو بغير قصد متجاهلين مدى إمكانية تعافي البيئة من الاستهلاك البشري، فإما طيش استثنائي للشعوب أو هشاشة استثنائية للبيئة أو كليهما.
- تغير المناخ الذي قد يسببه البشر مثل ارتفاع درجة حرارة الأرض أو عامل بيئي بحت مثل ثورات البراكين وغيرها.
- الجيران الأعداء قد تتسبب هزيمة مجتمع ما أمام معادي في تلاشيه أو انهياره واندثار هويته وشخصيته في مجتمع آخر أو هجرته.
- الجيران الحلفاء قد يتسبب انقطاع الدعم من مجتمع ما لأسباب ما في انهيار المجتمع الذي اعتمد عليه في تغطية موارده الأساسية.
انهيار شركاء التجارة الأساسيون والمشاكل البيئية.

نلاحظ ان أصل المشكلة في جميع عوامل دايموند ما عدا عامل واحد هو الإفراط في الإنتاج بالنسبة إلى قدرة التحمل العملية للبيئة.
إحدى المشاكل البيئية الغير مرتبطة بفرط الإنتاج هي التأثير الضار للإدخال العرضي أو المتعمد للأنواع الغير محلية لمنطقة ما.
كتب دايموند كذلك عن العوامل الثقافية (القيم)، مثل رفض الأقوام النرويجية في جرينلاند تناول الأسماك. ويقول دايموند كذلك انه «سيكون من غير المعقول الإدعاء بان الضرر البيئي هو عامل رئيسي في كل الانهيارات: انهيار الاتحاد السوفيتي هو مثال حديث معاكس، وتدمير قرطاج من قبل روما عام 146 قبل الميلاد هو مثال آخر قديم. من الصحيح الاعتقاد بان العوامل العسكرية أو الاقتصادية ستكون كافية.»

■ يطرح المفكر دايموند 12 مشكلة بيئية تواجه البشر اليوم. أول ثمانية مشاكل قد ساهمت بالفعل في انهيار المجتمعات السابقة:
- إزالة الغابات وتدمير المساكن
- مشاكل التربة (التعرية، التملح، وفقدان خصوبة التربة)
- مشاكل إدارة المياه
- المبالغة في الاصطياد
- المبالغة في صيد السمك
- آثار إدخال أنواع جديدة إلى الإنواع الموجودة في المنطقة
الاكتظاظ السكاني
- ازدياد التأثير الفردي للأشخاص

■ فيما بعد، يضيف دايموند أربعة مشاكل أخرى من الممكن ان تساهم في انهيار المجتمعات المعاصرة أو المستقبلية:

- التغير المناخي بسبب الصناعة
- تراكم المواد السامة في الطبيعة
- قلة الطاقة
- الاستخدام الكامل لطاقة الأرض الضوئية

وفيما قد سبق، طرح دايموند سؤال ..
* ما هي الخيارات التي يجب علينا القيام بها إذا ما أردنا النجاح، وعدم الفشل؟؟
ثم يجيب بعد ذلك على السؤال ويطرح سببين ضروريين ميزا المجتمعات السابقة التي نجت عن تلك التي فشلت:

- التخطيط طويل الأمد:
يؤكد على الشجاعة في ممارسة التفكير بعيد المدى، والقيام بقرارات جريئة، شُجاعة، وتوقعية في الوقت الذي تصبح فيه المشاكل ملموسة ولكن قبل تأزمها.

- الإستعداد لتقدير القيم الجوهرية:
الشجاعة للقيام بقرارات مؤلمة فيما يخص القيم والمبادئ.
والتأكيد على القيم التي تخدم المجتمع جيدا ومن الممكن ان تستمر في ظل الظروف الجديدة. بعيدا عن القيم التي ينبغي التخلي عنها وإستبدالها بالقيم المُثلى.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي