|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد رضا عباس
2024 / 7 / 26
في الجزء الثالث من سلسلة المقالات حول تحرير مدينة الموصل , ذكرنا ان العربي والكردي , المسلم والمسيحي , والشيعي والسني اتفقوا على تحرير مدينة الموصل من يد داعش . وطالما وان الوضع الأمني في الموصل لم يسمح لاجتماع زعماء عشائرها فقد اختاروا أربيل مكان لانعقاد مؤتمرهم , الذي جاء بأحد نقاط مقرراتهم بإهدار دم كل من يتعاون من ابناءها مع داعش.
اما تنظيم داعش في الموصل فقد اقلقه اشتداد القصف الجوي على مواقعه وانتصارات القوات الحكومية والحشد الشعبي وأبناء العشائر والبيشمركة على جميع الجبهات ضده وبدء يطالب أبناء مدينة الموصل الالتحاق بمعسكرات التدريب لحماية المدينة من تقدم القوات المحررة . وذكر مصدر من داخل المدينة ان احد خطباء الجمعة "انتقد تقاعس الأهالي في الدفاع عن مدينتهم في وقت يقوم فيه المسلحون العرب والأجانب بالدفاع عنها" . وأضاف المصدر ان تنظيم داعش عمد نشر صبية لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما وكبار السن في نقاط التفتيش والشوارع بعد سحب مقاتليه دون معرفة الأسباب لافتا الى ان " عناصر داعش بدأوا بالتزامن مع تلك الإجراءات بتنفيذ حملة كبيرة لمصادرة أجهزة الستلايت باعتبارها مفسدة للدين وتؤثر سلبا على معنويات المقاتلين".
لم تتقدم القوات الأمنية بعد تحرير الأربع قرى التي حررتها يوم24 اذار 2016. لقد توقف الزحف لأسباب غير معروفة . منهم من قال ان القوات المشاركة في التحرير ما زالت تحتاج الى تدريب , ومنهم من قال ان سبب توقف العمليات العسكرية بسبب تفشي الفساد الإداري و قلة السيولة النقدية عند الحكومة العراقية , ومنهم من قال ان سبب التوقف هو عدم الاستعداد الكامل للمعركة , ومنهم من قال ان القوات العراقية المتجحفلة على حدود الموصل تحتاج الى معدات ثقيلة حيث ذكرت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية ان المعركة مرهونة بتحسن وضع الفرقة المدرعة التاسعة التابعة للجيش العراقي وتوفير المعدات الثقيلة . ومنهم من قال ان التوقف كان مخطط له بعد انتهاء المرحلة الأولى من عملية التحرير وان القوات الأمنية في انتظار الأوامر للمباشرة للمرحلة الثانية لتحرير الموصل , ولكن اقوى الاحتمالات لتوقف الزحف العسكري العراقي نحو الموصل كان ظهور شكوك عن تسريب المعلومات و الخطط العسكرية الى تنظيم داعش . فقد اشارت تقارير كوردية الى ان الهجمات التي شنت مؤخرا على المدفعية الامريكية " فاير بيس بيل" والمتمركزة في مخمور لها علاقة مباشرة بمعلومات استخباراتية يحصل عليها تنظيم داعش في المنطقة. وبحسب تصريحات المصادر الكردية فانهم عبروا عن قلقهم من تواجد بعض الجنود داخل الجيش العراقي المتمركز في منطقة مخمور ممن له صلة وثيقة بعناصر داعش ويستخدمون هذه المعلومات لتسريب المعلومات عن المنطقة بهدف توسيع إمكانية الإرهابيين الهجومية. وقال قائد قوات البيشمركة في محور مخمور نجات علي في تصريحا لصوت أمريكا ان تنظيم داعش له مصادر معلوماتية في صفوف الجيش العراقي والحشد الوطني والأهالي من العرب الساكنين في المنطقة. وبحسب ما صرح به علي فان تنظيم داعش استغل العلاقات الاجتماعية القوية التي تربط عناصره في الحصول على المعلومات , موضحا انه يوجد داخل قوات الجيش جنود لهم اما اب او اخ او عم منتمي للتنظيم وان الذي يحصل هو الاستيلاء على معلومات بسبب العلاقات الاجتماعية. مصدر كردي اخر اعتبر ان تجحفل القوات العراقية في مخمور زاد من دقة الهجمات التي يشنها داعش على المنطقة وعلى قوات البيشمركة بسبب تسرب المعلومات له. مهما كان السبب فقد توقفت عمليات الزحف ولكن لم تقف الهجمات الجوية ضد مواقع داعش . ففي يوم 7 نيسان أعلنت قيادة عمليات تحرير محافظة نينوى ان التحالف الدولي تمكن من توجيه ضربة جوية استهدفت معمل صواريخ وغاز الكلور و مواد سامة في قرية صعيوية التابعة لناحية القيارة في جنوب الموصل , وأضاف المصدر ان القصف أدى الى تدمير المعمل بالكامل وحدوث هزة أرضية مع قتل 30 إرهابيا . وفي نفس اليوم قامت طائرات التحالف الدولي باستهداف سيارة تابعة لتنظيم داعش يستقلها وزير الاعلام في التنظيم المدعو عبد القادر لدى مرورها بالقرب من مستشفى السلام بحي الوحدة وسط الموصل , مما اسفرت عن مقتله و زوجته واطفاله الخمس الذين كانوا برفقته في الحال. وفي يوم 8 نيسان أعلنت قيادة عمليات تحرير نينوى ان المسؤول الأمني لداعش في قرية خربردان المدعو بدر احمد (أبو عائشة) قد قتل اثناء محاولته التقرب من القوات الأمنية , وفي يوم 22 نيسان تم قتل قائد شرطة ولاية نينوى لتنظيم داعش المدعو عبد الهادي قردي بضربة جوية للتحالف الدولي في حي السراي وسط قضاء تلعفر.
ولكن بوصول القوات الأمنية العراقية قضاء مخمور شعر تنظيم داعش باقتراب اجله و دفنه وبدء باستخدام ما هو معروف عنه , إرهاب المواطن بالقتل المروع وتدمير ما يستطيع تدميره من بنى تحتية ومعالم حضارية . ففي يوم 6 نيسان اقدم مسلحو تنظيم داعش على اعدام خمسة جنود من القوات المسلحة شنقا على جسر القيارة , يعتقد انهم كانوا من الفرقة 15 تم اسرهم بمعارك تحرير قرية النصر . وفي يوم 12 نيسان افاد مصدر في محافظة نينوى ان عناصر تنظيم داعش اعدموا طالبا جامعيا في قضاء مخمور بتهمة التخابر مع القوات الأمنية العراقية , وفي يوم 20 نيسان قام التنظيم برمي خمسة مدنيين من مبنى شاهق بعد ان اتهمهم بممارسة اللواط , واعدام سبعة مدنيين غرقا داخل اقفاص حديدية في منطقة الفيصلية وسط مدينة الموصل بتهمة التخابر مع القوات الحكومية والبيشمركة يوم 26 نيسان . كما و قام التنظيم بمنع اقتناء الملابس الرياضية الأجنبية وارتدائها , دفعا للشبهة بالكفار و نصح التنظيم في بيان أصدره الباعة في منطقة الدواسة وسط مدينة الموصل باللجوء الى بيع بدائل عن الملابس الرياضية الأجنبية مثل " السيوف والرماح والسروج فهي مباركة " بحد وصفه .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |