|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
خالد محمد جوشن
2024 / 7 / 26
يقول الحارث بن هشام المخزومى
وعلمت أنى إن أقاتل واحدا اقتل ولا يضرر عدوى مشهدى
يكاد بيت الشعر الذى سطره الحارث، ينطبق بالحال على الوضع المأسوى للشعب الفلسطينى فى غزة ، فهو يقاتل وحيدا فى غزة ، ويُقتل ويسفك دمه انهار . والحقيقة انه لا يقاتل ولكن يُقتل فقط .
حادثة السابع من اكتوبر والتى استطاع فيها الفلسطنيين تعرية الواقع الهش للدولة العبرية ، كانت هذه الحادثة هى التكئة التى استطاعت بها اسرائيل تدمير قطاع غزة بالكامل .
هى لم تعاقب الفعلة فقط وهى ليست لها الحق فى عقابهم فهى دولة محتلة ،ولكنها عاقبت كل انسان يمشى على الارض ، لقد هدمت الجوامع والكنائس والجامعات والمعاهد والمستشفيات والملاجىء ومعسكرات المخيمات المسماه الانروا ، وقتلت مئات الصحفين والاطباء والمدرسين والعلماء .
بل ومحت اسر كاملة من السجلات وقتلت الاف الاطفال و الاف النساء والرجال واعاقت مئات الالاف ، ومنعت الماء والغذاء والدواء عن الملايين ، ولو استطاعت لمنعت الهواء من التجول فى سماء غزة .
لقد دمرت حياة البشر بكل معنى الكلمة ولاأعلم كيف يمكن ان يتعافى هؤلاء الملاييين من الاطفال والشباب والرجال والنساء من الرعب الذى عاشوه وكيف يمكن ان تسير الحياة بهم .
لقد ارتكبت اسرائيل مجزرة يندى لها العالم ، والحقيقة ان مرتكب المجزرة الحقيقى والذى يقتل العرب باموالهم هو الولايات المتحدة الامريكية واروبا العجوز المنكودة.
والعرب واه من العرب ان لهم دور مشهودا ، لايمكن ان ان يستهان به فى هذه المجزرة البشعة لقد ساهمو بالصمت الرهيب ، فى استمرار هذه المجزرة وجعلها خبرا عاديا فى نشرات الاخبار لمدة تكاد تقترب من السنة .
لقد ساهم العرب والعالم المسمى بالاسلامى ليس بالصمت فقط ، ولكن بمنع شعوبهم فى زلزلة الشوارع على الاقل تنديدا بما يحدث ، لقد خذل الحكام شعوبهم واصبحت عروشهم الزائلة اهم لديهم من الدماء الطاهرة التى تسكب يوميا على يد شواذ ومرتزقة العالم المسمى زورا جيش الاحتلال الاسرائيلى .
لقد ارتكبت المجزرة وما زالت ويشاهدها العالم صوتا وصورة ، وسط تواطىء مهين وصمت مطبق من منظمات قتل الانسان ، والامم المتحدة ومجلس القمل الدولى ، التى صدعت رؤسنا على مدار عقود .
ولكن ترى هل اخطأ قادة حماس فى عملية السابع من اكتوبر ؟
وهل كانت لديهم الرؤية على الاستبصار والتوقع ان الثمن سيكون فادحا الى هذه الدرجة ؟
وان هذه العملية على جرأتها وشجاعتها ستعود بأهل غزة الى العصر الحجرى وسط بهجة العالم المتحضر بل وتصفيقه للسفاح نتناياهو فى الكونجرس الامريكى .
اننا اعتقد ان على القادة العرب الراديكاليين وزعماء المنظمات والمليشيات المتبنية للكفاح المسلح ان يحكموا العقل فى اتخاز القرارات الخطيرة ، وان يتم حساب كل ردود الافعال وتداعياتها، وحساب المكاسب والخسائر ، ان العقل او المنطق يجب ان يحكم تصرفات الساسة وقراراتهم وليس العنتريات .
وبيت الشعر الذى سطره الحارث ين هشام ليس مثالا للجبن ، زلكنه تحكيم للعقل ومقتضيات الحال .
وما سطره ابن هشام ليس نشاذا ، فقد سطرته أبيات هبيرة بن أبي وهب المخزومي
حين قال :
لعمرك ما وليت ظهري مُحمدا وأصحابه جبنا، ولا خيفة القتل
ولكنني قلبت أمري، فلم أجد لسيفي مساغا إن ضربت، ولا نبلي
وقفت، فلما خفت ضيعة موقفي رجعت لعود كالهزبر أبي الشبل
ان تحكيم العقل ودراسة الموقف ، وهو ما يسمية العلم الحديث ، مراكز التفكير المستقبلى ودراساته ،هى ما يحكم العالم الحديث .
ليست امال واحلام الرجال والزعماء مهما بلغ شاوهم ، هى ما تتحكم فى مصائر الشعوب والاوطان ، ولكنه العلم والدراسة ، والسياسة هى علم له قواعد ودراسات وخطط مثله مثل الاجتماع والاخلاق والتعليم وغيرها من القضايا التى تؤرق العالم دول وشعوب العالم التى تبتغى سلوك الامم القوية .
ما نقوله ليس دعوة للجبن وترك السلاح لعدو لا يفهم الا القوة ، ولكنه اسلوب اخرلمعرفة الواجب فعله ومتى واين ؟ وكيف يمكن تغيير المشهد الدولى لتحقيق امال امتنا .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |