تعزيز العافية الشخصية والمجتمعية من أجل جودة ورفاهية الحياة

حسين سالم مرجين
2024 / 7 / 26

بناءً على دعوة كريمة من الزميل الدكتور علي الشنيبي. حضرت، يوم الخميس 25 يوليو 2024م، محاضرة توعوية عن تعزيز العافية الشخصية والمجتمعية، بمقر المركز الليبي للتقنيات الحيوية، حيث ألقى الدكتور عبدالباسط أحميدة المحاضرة. وهو متخصص في علوم الجينوم الطبي، حيث تطرق في محاضرته إلى عدد من المحاور المهمة، منها مفهوم العافية كمرحلة متقدمة عن مفهوم الصحة وارتباطها على المستوى الفردي والجماعي، فضلا عن فلسفة نشأة أنظمة الرعاية الصحية، وكذلك الأمراض المزمنة وتحديات العصر، فضلا عن تقديم رؤية لمشروع علوم العافية، وربطها بالإطار الديني من خلال القرآن الكريم والسنة.
وفي الحقيقة، إن موضوع الجينوم يعد من الموضوعات المهمة التي شدت انتباهي منذ سنوات. حيث اقترحت تدريس مقرر علم الاجتماع الجينوم، في قسم علم الاجتماع بجامعة طرابلس، ولكن لم يلق المقترح القبول آنذاك. وبشكل عام، فإن الهدف من هذه المقالة هو تسليط الضوء على هذا الموضوع المهم والذي تطرق إليه المحاضر في محاضرته البارزة. حيث كانت لدي أسئلة مهمة عن مدى إمكانية الربط بين الجانب الطبي والاجتماعي في الجينوم وربطها بمفهوم الرفاهية وجودة الحياة. وهذا الأمر يدفعني إلى التطرق إلى أحد مفاهيم علم الاجتماع غير التقليدية والتي كثيرًا ما أقوم بطرحها على طلبة علم الاجتماع. والذي يحديد مفهوم علم الاجتماع في الآتي : كيف نرى أنفسنا بشكل أفضل كما يراها الآخرون وليس كما نرى نحن أنفسنا". حسب هذا التعريف، فإن فهم الذات الشخصية والكيفية التي يراها الآخرون بشكل أفضل من كيفية رؤيتنا لأنفسنا، يعد جزءًا أساسيًا من علم الاجتماع. هذا التعريف يربط بين مفهومي الرفاهية الشخصية والمجتمعية، والتي تعتبر مهمة لجودة الحياة الشاملة. فالقدرة على رؤية أنفسنا بشكل موضوعي كما يراها الآخرون يمكن أن تعزز الفهم الذاتي والتفاعل الاجتماعي الأكثر إيجابية، مما ينعكس بدوره على الرفاهية الشخصية والمجتمعية. إذن، هذا التعريف يسلط الضوء على أهمية فهم الذات والتفاعل الاجتماعي كعناصر أساسية في علم الاجتماع، والتي ترتبط بشكل وثيق بتحقيق جودة الحياة المنشودة على المستوى الفردي والجماعي. وهذا الأمر يدفعنا إلى تحديد أهم عناصر الربط بين هذا التعريف وبين ما يركز عليه علم الاجتماع الجينومي وهي :

• علم الاجتماع يهتم بدراسة كيفية إدراك الأفراد لذواتهم والعوامل الاجتماعية المؤثرة في هذا الإدراك. في حين أن علم الاجتماع الجينوم يركز على دراسة تأثير العوامل الاجتماعية والبيئية على الجينوم البشري.
• علم الاجتماع يسهم في فهم الكيفية التي يرى بها الآخرون شخصًا ما قد تختلف عن الطريقة التي يرى بها ذلك الشخص نفسه. في حين إن علم الاجتماع الجينوم يؤكد على كون الجينات لا تعمل بمعزل عن البيئة، بل هناك تفاعل مستمر بينهما.
• علم الاجتماع يسعى إلى فهم الفجوة بين الرؤية الذاتية والرؤية الخارجية مما يساعد في تطوير الفرد وتحسين نظرته لذاته. في حين إن علم الاجتماع الجينوم يفهم هذا التفاعل ويساعد في تحديد مخاطر الصحة والمرض وتصميم تدخلات مستهدفة لتحسين الصحة على المستوى الفردي والمجتمعي.
وعموما، يمكن القول إن علم الاجتماع الجينومي يسهم في فهم الكيفية التي يرى بها الآخرون الفرد من خلال دراسة التأثيرات البيولوجية والاجتماعية على إدراك الذات والسلوك. وهذا يتماشى مع هدف علم الاجتماع في تحسين نظرة الفرد لذاته، وبالتالي تعزيز العافية الشخصية والمجتمعية، وصولاً إلى تحقيق جودة ورفاهية الحياة.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي