|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
نورالدين علاك الاسفي
2024 / 7 / 24
بتسلئيل سموتريتش،
هو الاسم الذي أثثت به مجلة هاشيلوح[1]، أيلول/ سبتمبر 2017، ترويسة صفحتها 81.، مغمورا في حدود؛ يتلمس موقعا بين أسماء أكاديميين عله يسعد بموقع؛ سيؤسس عليه مشوارا سياسيا على المدى المنظور؛ كزعيم أقوى بين أقطاب أقصى اليمين المتطرف في الكيان.
المجلة؛ و برهان خندقته فيما بيت؛ اختصرت سيرته في هامش مقتضب بعين الصفحة؛ هو عضو الكنيست ، محام ، يعمل في الكنيست نيابة عن حزب "الاتحاد الوطني-تيكوما" في فصيل " البيت اليهودي.
صلة بالعائد على المتقدم؛ بتسلئيل/ بصلئيل Bezalel اسم عبري معناه «في ظل الرب». يستحضر هذا الاسم صلة بشخصية مذكورة في سفر الخروج من العهد القديم أو الكتاب المقدس العبري؛ اسمه هو الآخر بصلئيل بن اورى بن حور؛ اشتهر بالحذق في الصناعات الدقيقة؛ حيث صنع الأدوات اللازمة للهيكل، غدا معها الحرفي أو صانع الموهوب و العامل الرئيس.
و هذا ما تغياه أب سموتريتش من الاسم الذي اختاره لصبيه؛ واضعا نموذج عبقري الهندسة نصب عينيه؛ فتاه ما انفك أن تشربه بروي مهندسا على خلاف في السياسة.
أما "سموتريتش" فهو اسم العائلة؛ في الحقيقة اسم لبلدته الأصلية الصغيرة، التي تقع على نهر يحمل الاسم نفسه غربي أوكرانيا، وهي لا تبعد عن حدود مولدوفا أكثر من 60 كم فقط، وكانت فيما مضى مركزًا لليهود الأشكناز.
والده؛ حاييم يروحام حاخام متدين عمل في عدة كُنُس، وانتقل إلى الجولان بعد احتلالها، حيث عين حاخامًا لمستوطنة (حسبين) المتدينة الواقعة في جنوب هضبة الجولان المحتلة، ليولد سموتريتش هناك عام 1980. وانتقل والده بعدها إلى مستوطنة (بيت إيل) شمال رام الله في الضفة الغربية حيث نشأ بتسلئيل.
لاحقًا؛ عام 2007 انتقل الأب للعمل حاخامًا لمستوطنة (بيت يتير) في جبل الخليل جنوب الضفة الغربية. حيث عرف بنشاطه السياسي الديني في حزب (تكوما – الاتحاد الوطني) السابق، ويعرف باعتناقه نظرية النقاء اليهودي بين النهر والبحر، وهو ما ورثه بتسلئيل.
و كمحصلة لتربيةً والده الدينية المتطرفة،نشأ بتسلئيل مستوطِنًا في إحدى أشد و أعتى مستوطنات الضفة الغربية (بيت إيل)، ودرس في المعاهد الدينية الأشكنازية في القدس.
و بالنتيجة هو مستوطنٌ بكل أبعاده؛ ولد وعاش وما زال يعيش في المستوطنات الواقعة في الأراضي المحتلة عام 67، ولم يعرف قط حياة المدن داخل الأراضي المحتلة عام 48، ومبادئه التي يعتنقها حول الاستيطان في الضفة الغربية عاشها طوال حياته وما زال يعيشها.
تربية سموتريتش المتشددة منذ بداية حياته -باعتباره مستوطِنًا يعيش في المناطق التي لا تعترف الأمم المتحدة باحتلالها- جعلته يحمل أفكارًا مشبعةً بما يعتبره "مظلومية" المستوطنين في مناطق الضفة الغربية، فهم "مجاهدون" يكافحون لأجل "الحفاظ على أرض إسرائيل" في وجه الفلسطينيين، بينما يتمتع اليهود العلمانيون داخل المدن الساحلية الكبرى بكافة الميزات.
بالاسم أعلاه الذي بات يحمل في طياته كل معاني الشرور؛ وجد سموتريتش العمل الأكاديمي لا يفيد طموحاته الدينية والقومية بقدر ما يفيدها الدخول في المعترك السياسي، وهو ما جعله يتوقف عن دراسة الماجستير ويدخل الحياة السياسية من خلال حزب تكوما (الحزب الصهيوني الديني)، بقيادة أوري أرئيل. وصعد فيه بسرعة وتمكن من الدخول إلى الكنيست عام 2015 نائبًا عن هذا الحزب، ولكن على قائمة حزب (البيت اليهودي) الذي كان يرأسه نفتالي بينيت، ليبدأ الصعود موجّها أنظاره إلى وزارات مؤثرة، إلى أن غدا رئيس الحزب "الصهيونية الدينية"؛ وزيرا للمال في الائتلاف الحكومي اليميني تحت إمرة العراب نتنياهو.
بتسلئيل سموتريتش اختزل القضية الفلسطينية في منطوق خرجاته؛ و بعد نشر "خطة الحسم "؛ جعل منها مبتدأ و خبرا؛ و بات حاكما بأمرها؛ يرفع لاءات كبيرة في وجه كل من يمنعها من التصريف.
----------------
[1] مجلة هاشيلوح، أيلول/ سبتمبر 2017، ص 81، انظر:
https://hashiloach.org.il/wp-content/uploads/2019/12/hashiloach-6-all-web.pdf
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |