|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد رضا عباس
2024 / 7 / 23
انقل لكم ما قاله وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية انتوني بلينكن في معهد " أسبن " في معرض حديثه عن العقوبات المفروضة ضد روسيا " الحقيقة ان الروس وجدوا حلولا بديلة , لا سيما في علاقاتهم مع كوريا الشمالية وايران , وللأسف مع الصين". وأضاف " اوجدت روسيا طرقا للحفاظ على عمل القاعدة الصناعية العسكرية " , مما يسمح باستمرار العملية العسكرية الخاصة. هذا ليس فقط , الاقتصاد الروسي اصبح الاقتصاد الرابع في العالم , وكل هذا في وقت الحرب .
هذا التفوق العسكري الروسي هو الذي اضطر قائد الجيش الاستوني مارتن هيريم بالقول بان روسيا تجاوزت في انتاج الذخير , خلافا لحسابات الغرب و " الناتو" الذي استنفدت قوات كييف ذخائره . واعتراف صحيفة " واشنطن بوست " الامريكية ان المرونة التي اظهرتها روسيا في المجالين العسكري والاقتصادي تجاوزت التوقعات الغربية , على العكس من أوكرانيا التي أصبحت اكثر ضعفا .
هذا التفوق هو الذي اعجز قادة دول الغرب تحدي روسيا , والبحث عن مخرج من تورطهم بالنزاع والذي كلف دافع الضرائب المليارات من الدولارات , التي تحتاجها بلدانهم , مع خسارة قطاع الصادرات سوق روسيا .
هذا التفوق هو الذي أيضا أدى برئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون , الذي يعد من اكبر المحرضين على الحرب , بالسفر الى واشنطن والتحدث مع الرئيس الأمريكي السابق , والمحتمل فوزه في انتخابات شهر تشرين الثاني دونالد ترامب ,حيث جاء في مقاله في " ديلي ميل ", " بعد ان تحدثت مع دونالد ترامب هذا الأسبوع , انا مقتنع اكثر من أي وقت مضى بانه يتمتع بالقوة والشجاعة لإصلاح هذا الامر ( الحرب) وإنقاذ أوكرانيا واحلال السلام ".
لقد اكتشفت اروبا , حسب تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية (CSIS) , بان صراع جدي بين روسيا وحلف شمال الأطلسي لا ينتهي بسرعة , وسوف يتمدد هذا الصراع ليشمل المجتمعات الاوربية أيضا. يضاف الى ذلك فان انتصار حلف الاطلسي على روسيا اصبح مشكوك فيه , وان اندلاع حرب شاملة سوف لن تستطع الدول المحيطة بروسيا من إيقاف زحف القوات الروسية نحو العمق الأوربي ولن يتوقف القتال قبل ان يحتلوا أروبا.
اذن , أروبا هي الأخرى أصبحت قلقة و متعبة من هذه الحرب ومخاطر تمددها , ولابد من رجل يستطع ايقافها , فكان دونالد ترامب وحزبه الجمهوري الذي رفض من قبل استمرار ضخ المساعدات المالية والعسكرية الامريكية في حرب لا يستطيع زيلينسكي ربحها .
ترامب من جانبه قد كتب في حسابه على الموقع الاجتماعي الخاص به " لقد أجريت والرئيس زيلينسكي مكالمة هاتفية جيدة للغاية اليوم" , واعدا الشعب الأمريكي بانه سيحقق " السلام العالمي وانهي الحرب التي أودت بحياة الكثير من الأرواح ودمرت اعدد لا تحصى من العائلات البريئة ".
هذا التوجه لترامب يدعمه حوالي 44% من الاوكرانيين . انهم يؤيدون مفاوضات السلام مع روسيا". الا ان 83% من الأوكرانيين يرفضون التخلي عن المناطق الأربعة التي احتلتها روسيا وضمتها الى أراضيها . وهذا ما يشكل عقبة كبيرة نحو انهاء الحرب. ولكن مدير معهد دول رابطة الدول المستقلة , فلاديمير جارسخيين كان عنده الجواب , حيث يقول ان قرار وقف الحرب وقبول شروطه هو ليس قرارا أوكرانيا , وانما سيكون قرارا أمريكيا , و" سيتعين على كييف ان تنصاع معه".
اذن , ان دخول ترامب , الرافض للحرب , على خط التسوية قد يزيد احتمالية إيقاف هذه الحرب بدون رابح وخاسر قبل نهاية هذا العام .
لا يوجد امل , على الأقل في اعتقادي , ان يتوقف الحرب في غزة بدون ان يكون هناك رابح وخاسر هذا العام. كلا الحزبين , الجمهوري والديمقراطي , قررا على انهاء الصراع العربي – الصهيوني لصالح إسرائيل . لقد اتفقت القوى العالمية على حل الدولتين منذ اتفاق اسلو , ولكن حتى هذه اللحظة يرفض رئيس وزراء الكيان الصهيوني هذا الحل , ولا اعتقد بمقدور نتنياهو رفض حل الدولتين لولا الدعم الأمريكي الغير محدود له و الاستسلام العربي والإسلامي .
وعلى الرغم من التخاذل العربي والإصرار الإسرائيلي , الا ان الفلسطينيون , أصحاب الأرض, سوف لن يتخلوا عن ارضهم , والذي سيشكل عقبة امام حلم نتنياهو . الفلسطينيون اصبح ليس لهم ناصر الا بندقيتهم وسوف يتخذون القرارات التي تخصهم بعيدة عن التأثيرات العربية او الإسلامية او الدولية . دماء سالت ولابد من الطرف الثاني دفع الثمن , ولن يكون الثمن اقل من اعلان دولتهم .
وبالمقابل , كشفت الواشنطن بوست عن نية نتنياهو : اعلان إسرائيل احتلال قطاع غزة بشكل رسمي, قطع علاقة القطاع بالسلطة الفلسطينية , انشاء إدارة مدنية للأشراف على كافة الخدمات المحلية , تعيين إسرائيل رؤساء للمجالس البلدية . وحسب قول جيك سوليفان , مستشار الامن القومي في البيت الأبيض " تعلمت ان الا استخدم كلمة تفاؤل ابدا في الحديث عن الشرق الأوسط". بكلام اخر , ان اللولبي الصهيوني في أمريكا مازال متردد حول السلام في الشرق الأوسط .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |