حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (72)

نورالدين علاك الاسفي
2024 / 7 / 23

 "لا أقوم بشيء سري وسأواصل تطوير الاستيطان في قلب البلاد" تلكم هي حقيقته؛ و من "خطة الحسم "يستمد الإلهام؛ سرا أو جهرا؛ تسترا أو تسريبا؛ إن "تحقيق صحيفة "نيويورك تايمز" بشأن خطة سرية للسيطرة على الضفة لم يكشف أسرارا وكل ما أفعله واضح" و لم يفته أن يصدع بصلف : "سأواصل عبر صلاحياتي تطوير الاستيطان في الضفة وتعزيز الأمن". و عليها يتلقى مباركة من الصهيونية العالمية.[1]
الكيان لم يعد في وارد وسعه الانسلاخ عما رامه سموتريتش تغييرا جينيا؛ و يجتهد في تكريسه.
فكيف الحال مع نهج من سياسة يمينية متطرفة؛ لا العير طاب و لا النفير أصاب؟
 
إن الكنيست؛18 يوليو 2024 يعارض، بشدة، 
• إقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن، ويعتبر 
• أن إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل 
• بمثابة خطر وجودي على دولة إسرائيل ومواطنيها، 
• وسيؤدي إلى إدامة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وزعزعة استقرار المنطقة".
 
تلكم فقرات وقفنا عليها؛ و نحن نباشر الحديث في تسريب سموتريتش؛ و هو يحث بإقرار لافت على أجرأة ما يعمل عليه؛ و محرضا بتوطين العزم على إنفاذه؛ آخذا بمشورة الأكاديميين مرة (منتدى شيلو)؛ و مشاركا في التأسيس طورا؛ و كرا؛ فاعلا سياسيا يعمل على تكريس و ترسيخ بنات أفكاره؛ لاحقا تشذرت نتفا في خرجاته.
-  "مهمتي هي إحباط أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية"
-  "أنا أقول لكم، إن الأمر هائل جداً. مثلُ هذه التغييرات سيغيّر الشيفرة الوراثية للنظام"
-  "اضطررنا لخوض صراعات صعبة مع الجيش والقضاء".
-  "نقل المسؤولية القانونية (إلى إسرائيل) دائم، حتى لو سقطت الحكومة غدا".
-  "القبول بالصفقة ليس هو النصر الساحق بل الهزيمة الساحقة، ولن نكون جزءا من صفقة استسلام لحماس، ممنوع أن نخذل عائلات الجنود القتلى، وأن نضع الدولة في الخطر".
 
بنيامين نتنياهو هو الرجل الأكثر خطورةً في الدولة، إلّا إن مَن يزيد وينمّي ويوجّه هذا التهديد هو بتسلئيل سموتريتش. رؤيته واضحة ومباشرة. سيغيّر بشكل ثوري الحمض النووي للدولة ومواطنيها، وطبعاً - للفلسطينيين. الطريق إلى هناك أيضاً مفتوحة، وتبدأ من تفكيك السلطة الفلسطينية لأن مجرد وجودها يحفظ الوعي القومي.
تلكم خلاصة ما اعتقده واحد من أبناء الجلدة؛ تسفي برئيل/ هآرتس/26 يونيو 2024؛ ليزيد مستحضرا من سابق الأحداث ذكرى.
في سنة 2017، وقبل أن يحلم بأن يكون المصمم الأكبر لدولة إسرائيل، نشر سموتريتش في مجلة "الشيلوح" خطته "خطة الحسم". وبجوارها ضم الضفة و"تشجيع عشرات ومئات آلاف المستوطنين اليهود على الانتقال والسكن في ’يهودا والسامرة".
هذه الفكرة ليست جديدة، كما أن تشجيع هجرة الفلسطينيين "الهجرة الطوعية" ليست اختراعاً خاصاً به. الجزء المركزي في الخطة هو الجزء الذي يشرح فيه ضرورة تفتيت القومية الفلسطينية.[2]
و حاصلها في اجتهاد يحتفي به سموتريتش باسمه، نشرها بمجلة "هاشيلوح/ hashiloach؛و غدت مرجعا له؛ يترسم خطه السياسي على هديه،ا و لم تزده الأيام إلا إمعانا في الأخذ بناصيتها.
و بتمسكه بتصريف حيثياتها؛ باتت لا تقبل دحضا؛ و لا تقر تهافتا؛ فهي أوراق اعتماده في إعادة تركيب الكيان جينيا؛ و العمل عليه بكل وسعه.
 "خطة الحسم"[3]  هل نأخذ أمرها بحسب ما يمليه العقل فيها أم بحسب ما يفهم من طريق وضعها. فبيان عدم استحسان ما فيها من أوجه متعددة؛ إنما تعرف حقيقتها إذا عرفت جميع ذاتياتها.
فهل نسائلها باستفهام لطلب التصديق أم باستفهام لطلب التصور؟
إن الخطاب ، في الحقيقة، هو شكله بالذات،  هو مقصد ذاته [4]
 
--------
[1]- نورالدين علاك الاسفي-  حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (71). 
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=836661
[2]- https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/34655
تسفي برئيل/ هآرتس/26 يونيو 2024
[3] - بتسلئيل سموتريتش، “خطة الحسم: مفتاح السلام موجود باليمين،” مجلة هاشيلوح، أيلول/ سبتمبر 2017، ص 81، انظر:
https://hashiloach.org.il/wp-content/uploads/2019/12/hashiloach-6-all-web.pdf
[4] - رولان بارت، التحليل النصي، ترجمة و تقديم عبد الكبير الشرقاوي، منشورات الزمن، مطبعة النجاح الجديدة- الدار البيضاء،2001. ص52.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي