|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
ابراهيم خليل العلاف
2024 / 7 / 21
ا.د. ابراهيم العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
اولا تحياتي ، وشكري ، وتقديري لجهود الاخ والصديق العزيز الدكتور علاء الحطاب وتهنئة عميقة وصادقة له ، لمناسبة صدور كتابه الجميل ( خُطى الشيوعيين) ، عن دار دجلة الأكاديمية ودار المرهج، في بغداد، 2024.
والكتاب جدير بأن نحتفي به ، خاصة وانه اعتمد في تأليفه على ما يعرف اليوم في عالم التاريخ ب(التوثيق الشفاهي او التاريخ الشفاهي) ، وهو اسلوب بات معروفا ، خاصة وان صار يعد من مصادر التاريخ المعتمدة .
وقبل ان اتحدث عن الكتاب لابد ان اقول ان الاخ الدكتور علاء الحطاب صاحب مشروع مؤسسة خُطى ، وهي المؤسسة التي كرمت نخبا من الكتاب والادباء والفنانين والصحفيين والمؤرخين البارزين من الرواد واتشرف انني كنت واحدا ممن كرمتهم في الموصل وفي احتفال مهيب .
الدكتور علاء الحطاب ، يتقن فضلا عن العربية الانكليزية والفرنسية وهو استاذ في العلوم السياسية تلقى تعليما اكاديميا عاليا ، وتميز وقدم برنامج ( خُطى) من قناة العراقية وكان بدرجة وكيل وزير يعمل في مجلس امناء شبكة الاعلام العراقي ، وهو كاتب جيد ، ومتحدث لبق ، وماور متمكن ، وله علاقات واسعة مع رموز العمل الصحفي والفكري في العراق اتمنى له التقدم والنجاح الدائم .
والكتاب يتناول سير ومواقف عدد من القيادات والشخصيات الفكرية الشيوعية واليسارية العراقية خلال ال 100 سنة الماضية ، وكثير من الذين كتب عنهم وتناولهم في كتابه قد سبق ان حاورهم شفويا ووقف عند رؤاهم الفكرية والسياسية وانتقاداتهم لمسيرة الحزب الشيوعي وقد قدم للكتاب الاخ والصديق الاستاذ الدكتور عبد الحسين شعبان وضمن عنوان ( في جدليات الحركة الشيوعية..مقدمة كتاب "خطى الشيوعيين".
كما تم الاحتفاء بالكاتب والكتاب في قاعة منتدى (بيتنا الثقافي ببغداد وحضر حفل الاحتفاء الرفيق الاستاذ رائد فهمي وجمع من الشيوعيين واصدقائهم وكتبت عن ذلك جريدة ( طريق الشعب) ففي عدد يوم الثلاثاء 16 من تموز - يوليو الجاري 2024 .
يقول الاستاذ الدكتور عبد الحسين شعبان في تقديم الكتاب :"وفي العراق، ومنذ منتصف القرن المنصرم، بدأت تتسع دائرة الاهتمام بالتاريخ الشفوي كمكمّل للتاريخ المكتوب، علمًا بأن الكثير من الإدارات الشيوعية، ظلّت تحجم عن تدوين تاريخها، خصوصًا ما هو شفاهي منه. وتبرير بعض ذلك تواضعًا بزعم ما قيمة ما يقدّم، ومن ذلك حوار الباحث مع الرفيق عزيز محمد، الأمين العام الأسبق للحزب، الذي قال أنا لست زعيمًا لكي أدوّن تجربتي، فلا أنا محمد مهدي كبّة ولا الجادرجي ولا البارزاني ولا الجواهري، وأنا لست من أصحاب القلم مثلكم، وفي ذلك ابتعاد عن الخوض في الأحداث التاريخية، لكن علاء الحطاب حاول استنطاقه بحدود معينة، وقبله فعل ذلك توفيق التميمي، الصحافي المختفي قسريًا، وفي جميع مقابلاته ظلّ متحفظًا حتى اللحظة الأخيرة من حياته، وإجاباته كانت عمومية. والبعض الآخر اعتذر تحت مبرر النسيان والتقدّم بالسن والخشية من ظلم الآخرين، بمن فيهم الشهداء، أو غير ذلك، وهي صحيحة جميعها، لكن الحطاب تمكن من الحصول على شهادات ثلاثة من الأمناء العامين ( عزيز محمد ، وبهاء الدين نوري ، وحميد مجيد موسى )، إضافة إلى أمين عام حزب القيادة المركزية ( الدكتور عزيز الحاج)، وأحد الشخصيات الشيوعية المخضرمة ( الدكتور مكرّم الطالباني)، وأحد إداريي الحزب الجدد (مفيد الجزائري)، وكادر قيادي متقدم من القيادة المركزية (فاروق ملّا مصطفى) ، وكادر سابق قبل السنة 1963 (جاسم المطير) والاستاذ الدكتور عبد الحسين شعبان ومجموعهم ( 10 ) شخصيات شيوعية، عملت في فترات مختلفة في الحزب، ولكلّ منهم دوره الخاص ومساهمته، سواء على الصعيد السياسي أو التنظيمي أو الفكري والثقافي، كبر أم صغر، لكنه مثّل جزءًا من التيار الشيوعي، على الأقل خلال نصف القرن الماضي، أو ما يزيد عن ذلك" .
كتاب قيم جدير بالقراءة والاطلاع خاصة للمهتمين ولطلبة الدراسات العليا في التاريخ والعلوم السياسية والاقتصاد وعلم الاجتماع .